ذكرت صحيفة «جارديان» البريطانية أن ساسة ألمانيا يدرسون حاليًا فكرة العودة إلى الاستعانة بالألة الكاتبة، في كتابة الوثائق السرية ذات الحساسية، وذلك بسبب أنشطة التجسس عالية التقنية التي تمارسها أجهزة الاستخبارات الأمريكية، والتي كشفت عنها وثائق إدوارد سنودن المسربة، العام الماضي.
وأضافت الصحيفة أن باتريك سنسبرج، رئيس لجنة البرلمان الألماني، البوندستاج، التي تتولى مهمة التحقيق بأنشطة التجسس التي نفذتها وكالة استخبارات الأمن القومي، كان قد صرح لبرنامج «مورجين ماجازين»، أنه هو وبعض المسؤولين يفكرون جديًا في التخلي عن المراسلات الإلكترونية، واللجوء إلى المراسلات المكتوبة بواسطة الألة الكاتبة، وهو التصريح الذي أصاب مذيعة البرنامج بالدهشة والذهول، خاصة حين أخبرها المسؤول أنهم يفضلون الاستعانة بالألة الكاتبة البدائية، وليست الإلكترونية الحديثة، حسبما أشارت «جارديان».
وأضافت الصحيفة أن ثمة شكوك راودت أعضاء لجنة البوندستاج، بشأن اختراق وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي أيه» لتحقيقات اللجنة، ومراسلاتها الإلكترونية.
وأشارت «جارديان» إلى أن ما فعله المسؤولين الألمان لا يعد سبقًا، موضحة أن الحكومة الروسية بادرت باتخاذ إجراءات احترازية مماثلة العام الماضي، كرد فعل ضد أنشطة التجسس التي نفذتها وكالة الأمن القومي الأمريكية، التي كشف عنها «سنودن»، وأرفقت هيئة الحراسة الفيدرالية الروسية، المسؤولة عن حماية المسؤولين الروس، طلبًا لشراء 20 آلة كاتبة موديل (Triumph Adler).
وتابعت أن ما كشفت عنه تحقيقات اللجنة البرلمانية بشأن أنشطة التجسس والمراقبة الرقمية أثارت قلال المسؤولين في ألمانيا ودفعتهم إلى التفكير من جديد في وسائل الاتصال بين المسؤولين الحكوميين، حسبما ورد بوسائل الإعلام الألمانية.