x

نقاد عن «سراي عابدين»: «ده مسلسل هزار»

الثلاثاء 15-07-2014 04:15 | كتب: ريهام جودة |
يسرا في سرايا عابدين يسرا في سرايا عابدين تصوير : other

«العمل الأعلى تكلفة في تاريخ الدراما العربية لعام 2014، بميزانية 20 مليون دولار، والذى يجمع 250 ممثلا عربيا معظمهم من الأسماء اللامعة».. بهذه الدعاية الصاخبة أعلن عن مسلسل «سراى عابدين» للمؤلفة الكويتية هبة مشارى والمخرج عمرو عرفة، منذ فبراير الماضي، عندما كانت الخطة عرضه خارج الموسم الرمضانى، إلا أن قناة mbc المنتجة للعمل قررت عرضه في رمضان، ليشهد منافسة شرسة مع عدد من الأعمال المعروضة على باقى القنوات.

وكما لم يمنع تأجيل العمل فرصة مشاهدته لعرضه على إحدى أكبر الفضائيات العربية وأكثرها متابعة، مثلما لم تمنع عنه نيران الانتقادات والهجوم والاتهامات بوقوعه في فخ المغالطات التاريخية وعدم دقة المعلومات وأقربها كان بيانا أصدره الأمير أحمد فؤاد ابن الملك فاروق الأول يطالب فيه بوقف عرض المسلسل واعتبره مهزلة تاريخية، إلى جانب أنه جاء تقليدا ونسخة رديئة من المسلسل التركى الشهير «حريم السلطان»، الذي تناول قصة حياة السلطان العثمانى سليم الأول بحروبه وحريمه، إلا أن النسخة المصرية منه لم تأخذ إلا أسوأ ما طرحه، فقد ركز «سراى عابدين» على العلاقات النسائية وزيجات الخديو إسماعيل الـ17، دون بناء المسلسل على الأعمال النهضوية التي قام بها الخديو طوال 17 عاما من توليه حكم البلاد.

ورغم تشديد أسرة المسلسل على عدم تقليدهم لـ«حريم السلطان»، فإن كثيرا من المشاهد التي عرضتها الأحداث جاءت منقولة بالمسطرة من المسلسل التركى، مثل مشهد ضياع الخاتم من جشم هانم زوجة الخديو، المشابه لضياع خاتم زوجة سليم الأول ومشهد لقاء الجارية شمس بحبيبها وهو المشابه للقاء هويام خانوم بحبيبها الرسام الروسي قبل معرفتها بالسلطان سليم الأول في «حريم السلطان».

وبخلاف الأداء الفاتر للممثل السورى قصى خولى في دور الخديو إسماعيل، تعرضت يسرا في تجسيدها لشخصية خوشيار أم الخديو لانتقادات عنيفة بسبب طريقة حديثها ولكنتها التي جمعت بين التركية والعامية المصرية، وشن متابعو المسلسل على موقع التغريدات القصيرة تويتر تعليقات ساخرة مفادها أن اللغة التركية تحمل الكثير من الكلمات ولم تقف عند «أدب يوك» و«أمان ربى أمان» اللتين تتكرران في الأعمال الفنية منذ عقود.

د.جمال شقرة أستاذ التاريخ بجماعة عين شمس قال لـ«المصرى اليوم»: «مشكلة المسلسل وقوعه في عدة أخطاء تاريخية وتأتي لاعتماده على رواية واحدة وعدم الرجوع إلى المصادر العلمية والتاريخية الدقيقة، وعدم الاعتماد على مستشار تاريخى وليس مراجع تاريخى فقط، مهمته تكون تدقيق ما يتعلق بالمسلسل زمنيا وما يأتى فيه من أماكن، وما نسب به من أدوار وأبطال وباقى ما يطرحه، ويطمئن على سلامة السياق العام».

وأضاف «شقرة»: «لقد وقع المسلسل في عدد كبير من الأخطاء منها أن المسلسل يمنح إسماعيل لقب الخديو منذ بدايته، وهو لم يحصل على هذا اللقب إلا سنة 1867، كما يحدد المسلسل الاحتفال بعيد ميلاد الخديو الـ30 وهو مولود سنة 1830، وتدعى المؤلفة أنه حين احتفل بعيد ميلاده افتتح مجلس شورى النواب عام 1860، بينما افتتح مجلس شورى النواب عام 1866».

وتابع: «منذ المشاهد الأولى يورد المسلسل الأنشطة والأحداث كلها في قصر عابدين والقصر لم يكن قد شيد بعد، فقد كان القصر ملكا لعابدين بك أحد قادة محمد على، واشتراه الخديو من أرملته، وحوله الكثير من الأراضى ثم بنى قصر عابدين وانتهى منه عام 1872وأصبح مقرا للحكم عام 1874، وفيما يتعلق بالأبناء فإن الأمير أحمد فؤاد ولد عام 1868، والمسلسل أوجده على قيد الحياة عام 1860، وكذلك اتهام الخديو بقتل أخيه هذا عار تماما من الصحة فلم يكن له أي دخل في حادثة وقوع الأمير أحمد رفعت بعربته في ترعة، أيضا اتهامه الخديو بأنه زير نساء وداعر ولا يشغله في الدنيا سوى حريم القصر والجوارى والحقيقة أنه مبالغ فيه وهو محاولة لنقل ما كان يجرى في قصور السلطان العثمانى سليم الأول».

واستكمل: «اتهام خوشيار بأنها تكره المصريين والمصريات فيه إجحاف لصاحبة جامع الرفاعى وهو تحفة معمارية، فضلا عن تشجيعها لتعليم البنات وتأسيسها لمدرسة فيما بعد أصبحت مدرسة السنية التي خرجت منها مظاهرات 1919، كما أن مسألة مغامرات القصر والمبالغة في الإثارة، لم يكن موجودا بهذا التهويل في عهد إسماعيل، لأن فرمان 1867 كان قد حسم الوراثة في أكبر أبناء الجالس على الحكم».

وتساءل: «هل هناك محاولة لتشويه تاريخ الخديو وهل هي مقصودة، فالمؤلفة وقعت في خطأ كبير عندما لم تذكر أن الخديو من الشخصيات المختلف عليها حتى بين الكتاب الأجانب، ولو أدركت ذلك لما أوردته بهذا الشكل، كما أنه بانى مصر الحديثة».

الناقدة ماجدة خيرالله قالت: «منذ اللحظات الأولى يستشعر المشاهد مقارنة فظيعة مع المسلسل التركى حريم السلطان، ونقل مشاهد بالحرف وبالمسطرة كما يقولون، إضافة إلى أن المسلسل يتناول أهم فترات التاريخ العثمانى في مصر، وأحد أهم الشخصيات التي أثرت في التاريخ المصرى الحديث وافتتح عددا من المشروعات قناة السويس حديقة الحيوان، لكنهم اختزلوا تاريخه في الحريم، وكانت الشطارة أن يكونوا مثل المسلسل التركى (حريم السلطان) الذي قدم تاريخ وأهمية وفتوحات السلطان العثمانى سليم الأول إلى جانب علاقاته النسائية، لكننا رأينا في (سراى عابدين) مسلسلا اجتماعيا يقدم سيناريو هزار كأنه الحاج متولى وخناقات النسوان وشغل الضراير».

وأضافت «ماجدة»: «شخصية الملكة الأم لها مكانتها، ولا تقوم بحركات صغيرة وتكيد في النساء بالقصر بطريقة نسوان الحواري المصرية، كما أن الأميرات دخلن جميعا بوصيفاتهن الحمام، رغم أن كل واحدة منهن كان لها موعدها ومكانها، إضافة إلى عدم سماع أي منهن لحوار الأخرى مع وصيفاتها، حتى في اختيار الخدم، فإن المتبع في البلاط العثمانى أو الملكى بعده كانوا يختارون بشوات وهوانم كوصيفات وليسوا من إمبابة كما يقدمهم المسلسل بشكل شعبى متدن».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية