x

ماجدة إبراهيم فلتتحرر بريطانيا من ثقافة المحتل ماجدة إبراهيم الإثنين 14-07-2014 23:58


نحن في عصر الدفاع عن حقوق الإنسان وتوقيع العقوبات الدولية على من يخالف القواعد الدولية، ولنا في العراق وليبيا وأخيرا سوريا أسوة حسنة.

القائمون على تفعيل ووضع القوانين الدولية بعد حركات تحرر الشعوب واستقلال الدول من المحتل في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين من الواضح أنهم شطبوا ذلك الفصل الذي يتعامل مع المحتل.

وأسقطوا سهوا كان أو عمدا كيفية التعامل مع الكيان الصهيونى المحتل للأراضى الفلسطينية.

ومن الواضح أنهم تعاملوا معه بسياسة الأمر الواقع، وأن لديهم حقوقا وعليهم واجبات.. متجاهلين سنوات الظلم والإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطينى.

أنا هنا لا أراجع تاريخ كفاح الشعب الفلسطينى، ولا تاريخ الغدر الصهيونى أو الموقف الدولى المتحيز.. لكننى أتساءل: هل مازالت هناك ثقافة تحكم المحتل بعد أن تحررت الشعوب حتى من أعدائها الداخليين؟

فنحن في مصر خضنا على مدار ثلاث سنوات حرباً ضروساً حتى استطعنا أن نرسم خريطة الحرية، ونختار بأنفسنا من يحكم بلادنا،

وقتها لم نسمع ولم نر أي دولة من حولنا شغلتنا بلادنا عن أي شىء آخر.

للدرجة التي اختفت فلسطين وما يحدث فيها من خريطة حياتنا نحن المصريين الذين طالما خضنا من الحروب ودفعنا من دمائنا وأموالنا في سبيل عودة الحقوق للشعب المحتل، هكذا عندما تتعارض المصالح تختفى الواجبات.

والآن وبعد استقرار الأوضاع في مصر واستعادة الدولة هيبتها داخليا ودوليا عادت لتقوم بدورها الأصيل في مؤازرة الشعب الفلسطينى الذي يتعرض لإبادة على مرأى ومسمع من نفس الشعوب والنظام الدولى الذي وقّع عقوبات على سوريا وغيرها عندما تطاولت تارة على شعوبها وتارة أخرى على حلفائها.

إذن هذه هي ثقافة المحتل!!

فكل من تحيز لما تفعله إسرائيل في الشعب الفلسطينى فهو محتل.

وكل من أغمض عينيه وصم أذنيه عن إبادة شعب فهو محتل.

خاصة في ظل النظام الدولى لحماية حقوق الإنسان.. وهنا أحب أن أضيف كلمة (نظام حقوق الإنسان المحتل).. كل هؤلاء محتلون.. كلهم مذنبون.

عندما تتحيز قناة وإذاعة بحجم «بى. بى. سى» البريطانية لصالح المحتل الإسرائيلى فهم يرسخون نفس الثقافة، ويدافعون عن نفس الثقافة ألا وهى ثقافة المحتل.. ولبريطانيا تاريخ طويل احتلت فيه شعوبا ونكلت في الماضى بشعوب كثيرة.

ورغم أن المظاهرات تشتعل في بريطانيا ضد ثقافة المحتل إلا أن هذه الثقافة ستسود ولن يوقفها في رأيى إلا حركات تحرر جديدة تناسب تلك الفترة، فلتتحرر بريطانيا وغيرها من الدول من ثقافة المحتل أولاً.

هذه المرة نحن نحتاجها في كل البلاد التي تدعى التقدم وتدافع عن الحريات وحقوق الإنسان، تلك الحريات الزائفة التي تتناسب ومصالحها.

الاعتراف بالحق فضيلة ليست حكرا على الضعفاء، ولكنها ينبغى أن تكون من شيم الأقوياء.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية