x

مصر وقضية «الصحراء»: عبدالناصر غير موقفه.. والسادات أوفد نائبه مبارك

الأحد 13-07-2014 17:51 | كتب: محمد السيد صالح |


الرئيس محمد حسني مبارك . الرئيس محمد حسني مبارك . تصوير : other

لا تعترف القاهرة بـ«جمهورية الصحراء الغربية»، وهى أقرب لتبنى الرؤية المغربية في القضية شأنها في ذلك شأن كل الدول العربية باستثناء الجزائر، لكن علاقة مصر بقضية «الصحراء» شهدت محطات مهمة، بدأت بموقف مبدئى للرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي كان يتبنى موقف المغرب بأن موريتانيا أرض مغربية وهو ما جعل القيادة الموريتانية في ذلك الوقت تستاء منه ومن الخط القومى والعربى بشكل عام، لكن موقفه تغير إلى حد ما مع التصاقه بقضية استقلال الجزائر فيما بعد. وربطت الرئيس الراحل أنور السادات علاقات متميزة بالرئيس الجزائرى الراحل هوارى بومدين والذى قدم لمصر الكثير في حرب 73 لكنه في الوقت نفسه جمعته علاقات دافئة بملك المغرب الراحل الحسن الثانى والتى ظهر أثرها جلياً في التجهيز السرى لزيارة السادات للقدس عام 1977. فيما انضمت الجزائر في هذا التوقيت وبقوة إلى جبهة الرفض العربى للسلام مع إسرائيل حيث كانت أحد الأضلاع الثلاثة القوية والمناوئة للسادات بينما كان الضلعان الآخران متمثلين في صدام حسين «العراق» وحافظ الأسد «سوريا».

ورغم هذا الجفاء فإن السادات تدخل أكثر من مرة في التهدئة بين المغرب والجزائر خلال مواجهاتهما وحروبهما الممتدة والتى كانت قضية «الصحراء» عنواناً رئيسياً فيها. وفى نوفمبر 1977 وبينما كانت جبهة «تندوف» مشتعلة بين الطرفين، أوفد السادات نائبه حسنى مبارك في أول مهامه الخارجية للوساطة بين الطرفين. في حوار مبارك الشهير مع عماد الدين أديب ــ قبيل الانتخابات الرئاسية في 2005 وجه أديب إليه السؤال التالى: «فى أقل من سبعة إلى ثمانية أشهر من تعيينك نائباً أرسلك السادات في مهمة بالغة الصعوبة وهى مهمة خارجية بالغة التعقيد بين الجزائر والمغرب، في ظل توتر العلاقات بينهما وحدوث مصادمات ومشاحنات على الحدود ووجود أزمة في «البوليساريو».. وذهبت على رأس وفد ضم الدكتور أسامة الباز وعزالدين مختار واستمرت المهمة 18 يوماً، ورد مبارك: هو كلفنى فلم أكن أقوله له لا. وبعد أن أعطى لى تلخيصاً عن المشكلة والنظامين وقال لى حاول بكل الطرق تحل المشكلة معهم ذهبت إلى الجزائر وقابلت الرئيس الراحل بومدين الذي حاول انتقاد مصر.. فقلت له مصر قدمت لك الكثير. ويشرح مبارك كيف أنه ذهب لمقابلة الملك الحسن بالمغرب ونجح في النهاية في إنهاء حصار جنود الدولتين على الجبهة.

مبارك لم يغير الموقف المصرى من قضية «الصحراء» عندما جاء إلى الحكم في 1981 لكنهم هنا في «تندوف» يسجلون أنه استقبل محمد عبدالعزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو رئيس الجمهورية في 1994 على هامش القمة الأفريقية وذلك بتوصية من عمرو موسى وزير الخارجية في ذلك الوقت. لكن الأوضاع تبدلت «فحينما شارك عبدالعزيز في القمة الأفريقية بشرم الشيخ عام 2009 باعتبار «الصحراء» عضواً في الاتحاد الأفريقى لم يتم استقباله رسمياً كبقية الرؤساء الأفارقة.. بل إن المسؤولين المصريين رفضوا جلوسه في العشاء الرسمى المخصص للزعماء المشاركين».

ويركز كثير من المسؤولين الصحراويين على أنهم يشاركون في عديد من اللجان المنبثقة عن الاتحاد الأفريقى إلى جوار المسؤولين المصريين.. بل إن رئيس المخابرات الصحراوية إبراهيم محمد محمود أكد لنا أنه قدم تقريراً شاملاً عن تطورات قضيتهم إلى مسؤولين أمنيين مصريين وذلك قبل شهور معدودة في أحد الاجتماعات التي جرت في أديس أبابا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية