x

أمين عام جبهة «البوليساريو»: متفائلون بالسيسي

الأحد 13-07-2014 17:43 | كتب: محمد السيد صالح |
محمد عبد العزيز محمد عبد العزيز تصوير : اخبار

محمد عبدالعزيز هو الأمين العام لجبهة «البوليساريو» منذ عام 1976 وهو رئيس دولة جمهورية الصحراء الغربية والتى يعترف بها الاتحاد الأفريقى منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضى، وبالتالى فإنه بروتوكولياً من أقدم الرؤساء الأفارقة، ولذلك فإنه كان في منتصف الصف الأول في الصورة التذكارية للقمة الأفريقية المنعقدة في غينيا الاستوائية قبل أسبوعين، بينما كان الرئيس السيسى في جانب الصورة. الرجل كان مقرراً أن نلتقيه في مكتبه البسيط في مخيمات الصحراويين بمنطقة «تندوف» لكن منظمى رحلتنا ــ أبلغونا أن الرجل سيلتقى بنا بمقر إقامتنا وذلك قبل الموعد المحدد بيوم لظروف سفره إلى غينيا.. توقعت أنا وعدد من زملائى أن يأتى بملابس رسمية «بدلة وكرفتة»، خاصة أن الصورة الرسمية التي فرضت نفسها على أعيننا طوال الرحلة كانت له على هذا الوضع وإلى جانبه علم الجمهورية.. لكننا في المساء وفى الموعد المحدد، جاء الرجل في مقر إقامتنا المتواضع للغاية بقميص أبيض وبنطلون أسود لا ينم عن أي ثراء ولا تكلف.. وفى قدميه «شبشب» بسيط من المنتشرة في الأسواق الشعبية لدينا.

جهزنا أسئلة صعبة.. سألته أنا شخصياً عن مستقبل المقاومة المسلحة الصحراوية في ظل المتغيرات الدولية الحالية، خاصة مع سقوط داعميه الرئيسيين مثل القذافى والاتحاد السوفييتى وخفوت كوبا.. وماذا لو غيرت الجزائر قناعتها فيما يتعلق بـ«الصحراء» وتدخل الغرب والعرب معاً لإجراء مصالحة بين الجزائر والمغرب. لم يغضب الرجل.. لم يعاتبنا كمصريين ــ وكعرب بوجه عام ــ مثلما فعل كثير من المسؤولين في «الصحراء» بتجاهلنا قضيتهم سياسياً وإنسانياً.. وكذلك تغييب مأساتهم عن الرأى العام. استمع منا أكثر مما استمعنا إليه في حوار امتد لـ 3 ساعات، لكنه كان حريصاً على أن يوجه عدداً من الرسائل إلى القيادة المصرية بشكل خاص.. وإلى المسؤولين العرب بشكل عام.

قال: «متفائل بالتغيرات التي حدثت في القاهرة وأتمنى بعثاً جديداً للدور المصرى.. وأن يساهم في استعادة شعب الصحراء لحقوقه».. وأضاف: لا نريد شيئاً على حساب المغرب، نريد الخير لهم.. نريد أن نبنى المستقبل معهم في ظل حسن النية والاعتراف بحقوقنا.. نتطلع إلى علاقة بين مصر و«الصحراء» ليست على حساب المغرب وأن تكون لنا سفارة في القاهرة وأن يذهب مواطنونا للجامعات المصرية وأن يأتى مدرسون مصريون لتعليم أولادنا. نريد علاقة طيبة مع الجيش المصرى.. وقال «معظم الدول الأفريقية أعلامنا ترفرف في عواصمها، وفى الوقت نفسه علاقاتها طبيعية بالمغرب.

ولخص رؤيته حول هذا الوضع بقوله «من غير الطبيعى أن يقفل المغرب أبواب مصر أمامنا، وقال: «مستمرون في الطرق على الأبواب العربية.. في بعض الأوقات لم يكن من السهل التعاطى مع مصر، لكننا الآن متفائلون خيراً بالسيسى.. وعلى الجميع في القاهرة تذكر دورهم في تصفية الاستعمار في العالم، خاصة في أفريقيا.. ونحن حالياً نقاوم الاستعمار وعن الوضع على «الجبهة» قال: نحن في فترة هدنة والحرب لم تنته.. لم نلق السلاح وقد نعود للحرب إذا لم يتم تنفيذ الاستحقاقات التي أقرتها الأمم المتحدة ويراقبها الاتحاد الأفريقى الآن.. وقال: «المغرب دخل في صراع مرير مع مبعوث الأمم المتحدثة لـ«الصحراء» حيث يرفض استقباله لتحريك الملف والاتفاق على إجراء الاستفتاء الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1990 ليختار من خلاله الشعب الصحراوى بين أمرين، إما الاستقلال أو الانضمام إلى المملكة المغربية.

وشرح عبدالعزيز طبيعة المقاومة السلمية المتواجدة داخل أراضى «الصحراء» في المنطقة التي تسيطر عليها المغرب، وقال: «لدينا في الأرض المحتلة هناك انتفاضة حقيقية وشاملة وهى تشبه الانتفاضة الفلسطينية، لكن دون حجارة»، ونوه إلى الجدار العازل الذي بنته المغرب بطول أرض الصحراء لتفصل بين المنطقة التي تسيطر عليها وباقى الأرض الخاضعة لـ«البوليساريو» وقال: «هو حزام للذل والعار.. بنوه داخل دولتنا.. لكن المواطنين الصحراويين ابتداء من 8 نوفمبر 2010 خرجوا ولازالوا في مظاهرات حاشدة للمطالبة بحق تقرير المصير». وأضاف: «لم يتحملوها رغم سلميتها.. وتم اعتقال العشرات وحكم على النشاط بالسجن المؤبد».

ورداً على سؤال حول موقف الجزائر منهم وماهية خياراتهم لقضية «الصحراء» في المستقبل: هم برهنوا في كل الأوقات على أن قضيتنا هي قضيتهم لا مصالح وراءها.. المغرب وحلفاؤها راهنوا من قبل على وفاة هوارى بومدين.. وجاء من بعده عدة رؤساء ولم تتغير المواقف.. بل العكس هو ما يحدث حالياً.. الجزائر تتلقى الثناء والشكر مع المجتمع الدولى لمساعدتها في حل القضية الإنسانية لـ«الصحراء» باستضافتنا على أراضيهم.

وتناول عبدالعزيز في حديثه مسيرته في الكفاح المسلح منذ الاستعمار الإسبانى، ثم مع المغرب أسسنا «البوليساريو» في 1973.. وفرضنا على الإسبان الانسحاب بعد 3 سنوات، ثم أرغمنا المغرب على الدخول في مفاوضات مصيرية معنا، ولولا وفاة الملك الحسن الثانى في 1999 لكانت الأمور أفضل من الآن!

وخلال جولتنا في المتحف الوطنى بـ«تندوف» لفت نظرنا صورة قديمة تجمع «عبدالعزيز» مع الفريق سعدالدين الشاذلى.. سألناه عنها فقال: في هذه الفترة كان الشاذلى يقيم بشكل دائم في الجزائر وجاء لزيارتنا هنا في «تندوف» خلال هجومنا على القوات المغربية المحتلة لـ«الصحراء» في الفترة ما بين 1978 و1983، وكنا نطلق عليه هجوم «هوارى بومدين».

وأضاف: أطلعت الفريق على مسار الحرب، وشاهد الأسرى والغنائم، وأتذكر أننى أخذته في جولة بالسيارة داخل معسكراتنا وكان متأثراً بعدة أشياء، أهمها أنه في هذه الصحراء القاحلة ننجح في شن حرب عصابات على جيش نظامى قوى، وكيف يتحكم المقاتل الصحراوى في الأرض، كما بدا متأثراً للغاية من موقف المغرب وكان يتساءل: لماذا يلجأ جيش عربى لاحتلال بلد آخر وإيذاء شعبه وجيشه؟!.

وسألنا عبدالعزيز، عن نصيحة عسكرية محددة قدمها إليه الشاذلى فقال: كان يخاف علينا من الطيران.. ونصحنى باستخدام أسلحة الدفاع الجوى.. وقد نفذنا نصيحته بالفعل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية