شهدت جولة الدكتور عادل البلتاجي، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي في حلايب وشلاتين، عددا من المفارقات التي انعكست على الوزير ومحافظ البحر الأحمر، اللواء أحمد عبدالله، حيث تفقد أول مشروع توطين لأهالي المنطقة في وادي إمبارك، والذي تتم إضاءته بالطاقة الشمسية، وعرضا على عدد من الأهالي بعض المساعدات، لكن الأهالي رفضوها، مكتفين بما وزع عليهم مع باقي أهالي المنطقة.
أخبار متعلقة
ولم تشهد الجولة شكاوى أو طلبات من المواطنين رغم معاناتهم مع الحياة وضعف الحال، ووزع وزير الزراعة 8 وحدات سكنية، مساحة كل منها 65 مترا، على سكان منطقة امبارك، والتي تدار جميعها بالطاقة الشمسية سواء للإنارة أو تحلية مياه الآبار الجوفية المالحة، كما وزع عقودًا بمساحة 1.5 فدان لكل أسرة تعينها على زيادة الدخل.
وسلَّم «البلتاجي» عددا من رؤوس الأغنام والماعز ذات الإنتاجية العالية، تصل إلى 2000 رأس، لرفع مستوى المعيشية للبدو في حلايب وشلاتين، بالإضافة إلى إقامة مجزر آلي ومحجر بيطري يتم من خلاله إعداد الحيوانات المستوردة من السودان والجاهزة للذبيح الفوري في المجزر الآلي، قبل طرحها مبردة في الأسواق بمختلف المحافظات .
كما سلَم 20 مركب صيد للصيادين المنتفعين، للاستفادة منها في توفير الإنتاج السمكي لتلبية احتياجات المنطقة من الأسماك، خاصة في ظل الميزة النسبية للإنتاج السمكي في البحر الأحمر، ورفع العائد منه للصيادين المحليين، وتحويل المنطقة إلى جاذبة للصيد من باقي المحافظات، للحد من الصيد في المياه الإقليمية للدول الأخرى.
وعرض المحافظ على سيدة من الأهالي أن تطلب شيئا إضافيا إلى النعجتين التي حصلت عليهما من وزارة الزراعة، ولكنها قالت «الحمد لله.. لست في حاجة إلى زيادة»، بينما عرض الوزير على سيدة أخرى توفير عدد من الدواجن لتربيتها في حظيرتها إلى جوار أغنامها القليلة إلا أنها أجابت في خجل «يكفيني حياتي البسيطة».
وأكد وزير الزراعة أنه يجب الاستفادة من الميزة النسبية لكل إقليم من الأقاليم المصرية، وتنفيذ مشروعات تلائم البيئة المحلية، وتحقق أعلى عائد لمواطنيها، سواء من خلال الأنشطة الزراعية أو الصناعية أو التجارية أو السياحية، مشددا على أهمية مشروعات التوطين بالمناطق النائية، وأضاف أنه سيتم تكرار نماذج التوطين التي تقوم بها الوزارة في حلايب وشلاتين في مناطق أخرى، لتحويلها إلى مناطق حيوية وإتاحة فرص للتعليم والرعاية الصحية لكل مواطنيها.
وتفقد وزير الزراعة غابات المانجروف بمساحة 1250 فدانا في منطقة حماطة، والتي تعد البيئة الحاضنة لتربية القشريات البحرية مثل الجمبري والإستاكوزا وحماية الشواطئ من نحر البحر.
ولفت البلتاجي إلى أهمية إقامة عدد من الصوب الزراعية لإنتاج الخضراوات التي تلبي احتياجات أهالي حلايب وشلاتين، بالإضافة إلى إنشاء وحدات لاستنبات الشعير اللازم لتغذية الأغنام والماعز لتنمية الثروة الحيوانية، ضمن منظومة تحسين المستوى المعيشي لهذه الفئات.
