x

نيوتن التاكسى نموذجاً نيوتن السبت 12-07-2014 22:00


تجربة التاكسى فى مصر كانت طوال الوقت علامة بارزة على التسيب والانفلات. أسود أو أبيض أو ألوان. النتيجة كانت دائماً واحدة. استخدمه المواطن أو السائح الاستغلال واحد. أحيانا يرقى إلى درجة الخطر. فى غيبة القانون وفى ظل قوانين عديدة.

إذا أردت أن تحكم على ثقافة العامة لبلد فتحدث مع سائق التاكسى. النخبة تضلك بالتأكيد. يتشابهون فى كل بلد. لكنهم لا يمثلون الثقافة العامة.

التاكسى فى كل دول العالم ليس مجرد وسيلة مواصلات. لذلك هو أول ما يمكن أن يحكم به السائح على ثقافة وطن. هو عنوان واضح لانضباط مجتمع أو اهترائه. هو عملية نفسية لسلوك الكبار. وتربوية للنشء. إذا كان الأمر كذلك فقد فشلنا بامتياز.

الفشل هنا فشل دولة وليس أفراداً. نتيجة الفشل تعود على الدخل القومى. وعلى السلوك العام. الجميع سوف يستغل الجميع. لن يقتصر الأمر على سلوك سائق التاكسى فقط. مدرس الدروس الخصوصية يسعى إلى تعويض ذلك الاستغلال. وأصحاب المهن الدنيا يتسابقون لتعويض طمع ذلك المدرس. والتجار يتبارون فى القصاص من هذا وذاك.

التاكسى إذن كان مجرد نموذج. أعتقد أنه كان البداية. لا يجب أبدا أن نستهين بأى نوع من التسيب فى حياتنا اليومية. هى سلسلة من الممارسات الخاطئة يجر بعضها البعض. هو تخاذل من الدولة أمام سلوكيات ما كان يجب أن تتساهل معها وأمامها.

فى خضم الإصلاحات الجارية لا يجب أبدا أن نغفل هذه القضية. لا يوجد عداد واحد يعمل فى تاكسى القاهرة الأسود. عدادات الأبيض بدأت تلحق بسابقتها. ما بالنا إذن بالمحافظات. الاستغلال أصبح سيد الموقف. المشاجرات أصبحت عاملا مشتركا. اللعنات حينئذ تطال الجميع.

فى مصر الجديدة لا يجب أن يكون هناك مجال لمخالفة القانون. الردع يجب ألا يتجزأ. عداد التاكسى لا يجب أن يقل أهمية عن رخصة القيادة. مظهر السائق ليس أقل أهمية من حزام الأمان. الشكل الخارجى والداخلى للتاكسى لا يجب أن يقل أهمية عن أسطوانة الإطفاء.. نحن هنا نتحدث عن شكل حضارى للمدينة أو الوطن ككل.

إذا كان هذا هو حال التاكسى فحدث ولا حرج عما يسمى الميكروباص. حيث التسيب الحضارى والمرورى فى أبشع صوره.

وكان لذلك حديث سابق.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية