كان عام 1893م.. هو بداية دخول الكهرباء فى مصر.. على يد شركة ليبون الفرنسية.. لصاحبها شارل ليبون.. حيث تعتبر مصر من الدول الرائدة فى العالم.. فى استخدام الكهرباء.. ففى أواخر القرن التاسع عشر.. كانت البدايات الأولى لاستخدام الكهرباء.. حيث كانت مقصورة على إضاءة قصور الأمراء والأثرياء.. وفى مايو 1895م تم افتتاح أول محطة لتوليد الكهرباء فى مصر.. ليكون يوم 11 مايو 1895م هو تاريخ أول تعاقد مع أول مشترك فى مصر.. حيث كان من قاطنى الإسكندرية.
ومن هذا التاريخ الرائد لمصر.. فى مجالات كثيرة.. وبالأخص الكهرباء.. إلى الواقع الحالى المرير.. الذى انحدرنا إليه.. من انقطاع يومى.. لا ينقطع للكهرباء.. فى حين أن دولاً فى العالم تحتفل بمرور عقود.. من عدم انقطاع الكهرباء لديها.. ولو لدقيقة واحدة.
فالسؤال.. هل تنقطع الكهرباء عن بيوت الوزراء؟!.. ليشعروا بمعاناة المصريين.. فيبحثون عن حلول سريعة ومعلنة لهذه المعاناة.
فهل تعرض أحد الوزراء.. للحبس فى أسانسير مسكنه.. لانقطاع الكهرباء وهو بداخله.. أو تناول أحدهم طعام الإفطار أو السحور.. على أضواء الشموع.. وهو يتصبب عرقاً.. أو عطبت أحد الأجهزة المنزلية لدى السادة الوزراء.. عند عودة الكهرباء بعد انقطاعها.
فمن قبل تحدث محمد شاكر، وزير الكهرباء.. أن التيار الكهربائى.. لا ينقطع عن منزله.. لأن محول العمارة التى يسكن فيها.. موجود على نفس الدائرة الكهربائية لأحد المستشفيات.. ليعود وزير الكهرباء.. ليعلق على الأمر.. بأن الكهرباء تنقطع عن بيته.. مرة أو مرتين يومياً.. ففى بداية توليه الوزارة.. اكتشف أن الكهرباء لا تنقطع عن بيته.. فدخل الشك فى نفسه أن يكون فى الأمر مجاملة.. فسأل رئيس الشركة القابضة للكهرباء عن السبب.. واكتشف أن محول العمارة التى يسكن فيها.. موجود على نفس الدائرة الكهربائية لأحد المستشفيات.. فطالب رئيس الشركة القابضة للكهرباء.. بفصل محول منزله عن خط المستشفى.
فأنا مع ترشيد الكهرباء.. وأستخدم فى منزلى اللمبات الموفرة.. ولكن لا يمكن إلقاء اللوم طوال الوقت.. على المواطن البسيط.. فى أن استهتاره فى الاستخدام.. هو سبب المشكلة.. فوزير الكهرباء.. فى معرض حديثه.. عن أن زيادة أسعار فواتير الكهرباء.. بثمن كوباية شاى على القهوة.. أو علبة سجاير بـ18 جنيهاً.. تطرق إلى ضرورة ترشيد الكهرباء.. متحدثاً أن المواطن عندما يملأ الـKettle أى غلاية الماء لعمل الشاى.. يملأها عن آخرها.. وليس بالمقدار المعقول.. فمثل هذه الممارسات تتسبب فى عدم الترشيد.. وبالتالى يحدث انقطاع للكهرباء.. ويؤدى أيضاً.. إلى زيادة أسعار فاتورة الكهرباء.. مستشهداً بتجربته الشخصية.. بأن فاتورة استهلاكه هو وزوجته.. حوالى 700 أو 800 جنيه.. لتصل إلى 1000 جنيه شهرياً فى الصيف.
ثم يقول فى معرض حديثه.. إن المواطن الذى لديه 2 جهاز تكييف.. يستهلك حوالى 300 كيلووات ساعة.. فيدفع حوالى 19 جنيهاً شهرياً.. وهو شخصياً.. لم يعد يستخدم التكييف.. إلا قليلاً.. فنحن فى أزمة.. يجب أن يساعد الكل.. ويتدخل لحلها.. وأننا أصبحنا «متدلعين».. فننام فى التكييف طوال الليل.
فوزير الكهرباء يصفنا بالمدللين.. ويدعونا لترشيد الكهرباء.. وهو وزوجته يدفعون شهرياً 1000 جنيه فاتورة استهلاك الكهرباء.. فى حين أن من لديه 2 جهاز تكييف.. يدفع حسب قول الوزير.. فاتورة 19 جنيهاً.. فإذان فِيمَ تستهلك كل هذا المقدار من الكهرباء يا وزير الكهرباء.. وأنت لا تستخدم التكييف؟!.. ولما لا ترشد كهرباء بيتك.. قبل أن تدعونا للترشيد؟!