x

ألمانيا وحلم التتويج بكأس العالم للمرة الرابعة

السبت 12-07-2014 13:41 | كتب: الألمانية د.ب.أ |
مباراة ألمانيا وفرنسا: يواخيم لوف مباراة ألمانيا وفرنسا: يواخيم لوف تصوير : رويترز

يتطلع المنتخب الألماني لكرة القدم إلى التتويج بكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه عندما يواجه نظيره الأرجنتيني في المباراة النهائية للمسابقة، الأحد، لاسيما في ظل تفوق منتخب الماكينات على الأرجنتين في مواجهتهما المباشرة في المونديال في السنوات الأخيرة.

ورغم تحذيرات المدير الفني لمنتخب ألمانيا يواكيم لوف من القوة الشاملة والقدرات الفردية التي يتمتع بها منتخب الأرجنتين، إلا أن ألمانيا تعتبر هي المنتخب الأوفر حظا للفوز بالمباراة التي ستقام على ملعب ماراكانا الأسطوري بالعاصمة البرازيلية القديمة ريو دي جانيرو.

ويعتبر المنتخب الألماني هو الأجهز من الناحيتين البدنية والفنية للقاء خاصة عقب حصوله على يوم راحة إضافي عن الأرجنتين، عقب فوزه الساحق وبأقل مجهود 7/ 1 على البرازيل، في لقائهما بالدور قبل النهائي، الثلاثاء الماضي، الذي تم حسمه عمليا في الشوط الأول الذي انتهى بفوز ألمانيا بخماسية بيضاء.

في المقابل، اضطر المنتخب الأرجنتيني لخوض الوقت الإضافي والركلات الترجيحية عقب استمرار تعادله السلبي في لقائه مع نظيره الهولندي في الدور قبل النهائي، الذي انتهى بفوز منتخب التانجو 4/ 2 بالركلات الترجيحية، الأربعاء الماضي، بمدينة ساو باولو.

وشهدت المواجهات الثلاث الأخيرة بين ألمانيا والأرجنتين تفوقا تاما للألمان، حيث انتهت المباراة الأولى من هذه المواجهات بفوز الألمان بهدف نظيف أحرزه أندريات بريهمي من ركلة جزاء في نهائي مونديال إيطاليا عام 1990، قبل نهاية المباراة بخمس دقائق، ليفوز المنتخب الألماني على أثره باللقب الثالث والأخير في تاريخه.

أما المواجهة الثانية فكانت في دور الثمانية لمونديال 2006 بألمانيا، الذي فشلت خلاله الأرجنتين في المحافظة على تقدمها بهدف روبيرتو أيالا، ليحرز ميروسلاف كلوزه، الهداف التاريخي لبطولات كأس العالم برصيد 16 هدفا، هدف التعادل لألمانيا قبل النهاية بعشر دقائق، ليحتكم الفريقان إلى الوقت الإضافي الذي لم يشهد أي جديد في النتيجة، قبل أن تحسم ألمانيا النتيجة لصالحها 4/ 2 بركلات الترجيح.

فيما شهدت المواجهة الثالثة بينهما في دور الثمانية بالمونديال الماضي بجنوب أفريقيا عام 2010 اكتساحا واضحا للألمان على الأرجنتينيين بأربعة أهداف نظيفة تناوب على إحرازها كلوزه الذي سجل هدفين، وتوماس مولر وآرني فريدريتش.

وقبل هذه المواجهات الثلاث، حقق منتخب الأرجنتين الفوز 3/ 2 على منتخب ألمانيا الغربية في المباراة النهائية لمونديال 1986 بالمكسيك لتشهد التتويج الثاني والأخير للأرجنتين بكأس العالم، فيما كانت آخر مواجهة جرت بين المنتخبين قد انتهت بفوز الأرجنتين 3/ 1 في مباراة ودية بمدينة فرانكفورت الألمانية في أغسطس 2012.

وصرح فولفجانج نيرسباخ، رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم: «جرت العادة خلال لقاءاتنا في السنوات الأخيرة على فوز الأرجنتين في المباريات الودية، في الوقت الذي نفوز فيه نحن بالمباريات الرسمية، وأتمنى أن يستمر الحال على هذا النهج في مباراتنا غدا».

ولا يتوقع أحد في المعسكر الألماني، أن يكرر الفريق في المباراة النهائية، فوزه التاريخي على البرازيل بسباعية، أو تكرار الفوز الذي حققته ألمانيا على الأرجنتين منذ أربعة أعوام، وأصبح دفاع الأرجنتين أكثر قوة، كما ظهر خط وسطه متماسكا للغاية، وهو ما اتضح بشدة خلال لقاء الفريق مع هولندا، الذي لم ينجح المنتخب البرتقالي خلاله في تشكيل أدنى خطورة على مرمى سيرخيو روميرو، حارس مرمى الأرجنتين، طوال المباراة بعدما فرضت الأرجنتين رقابة صارمة على نجمي المنتخب الهولندي أريين روبن وروبن فان بيرسي.

ويتوقع ماتس هوميلس، مدافع المنتخب الألماني، أن تختلف المباراة النهائية تماما عن مباراة الدور قبل النهائي أمام البرازيل، حيث يرى أن الأرجنتين سوف تغلق كل المساحات أمام لاعبي ألمانيا، بعكس المنتخب البرازيلي الذي ترك مساحات شاغرة للغاية في دفاعاته والذي تسبب في استقبال شباكه سبعة أهداف كاملة.

وقال هوميلس «إن المباراة النهائية سوف تتسم بالصعوبة الشديدة، ولا يمكن لأحد أن يتوقع أن تسير المباراة مثلما سارت خلال لقاء البرازيل»، واتسم أداء الأرجنتين طوال مشوارها في البطولة بالفعالية على حساب الأداء الجمالي، رغم العبقرية التي أظهرها الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي في المونديال البرازيلي بإحرازه أربعة أهداف من إجمالي سبعة أهداف أحرزتها الأرجنتين في المباريات الست التي خاضتها في البطولة.

ووقفت معظم إحصائيات البطولة بجوار المنتخب الألماني، بما في ذلك دقة التمرير والمسافات المقطوعة، ورغم أن الأرجنتين اعتمدت بشكل كبير على التسديدات من خارج المنطقة، إلا أنها عدد تصويباتها نحو المرمى بلغ 61 تسديدة وهو أقل بثلاث تسديدات عن منتخب ألمانيا الذي سدد 64 تسديدة في البطولة حتى الآن.

ويعد المنتخب الأرجنتيني أحد المنتخبات القليلة التي تمتلك تاريخا جيدا في اللقاءات المباشرة مع ألمانيا بعدما فازت في تسع مباريات مقابل الخسارة في ست مواجهات والتعادل في خمسة لقاءات.

ويعتبر هذا ثاني نهائي بطولة كبرى لـ«لوف» مع منتخب ألمانيا بعد نهائي كأس الأمم الأوروبية «يورو 2008» بالنمسا وسويسرا الذي خسره الفريق تحت قيادته صفر/ 1 أمام إسبانيا.

وتواصل فشل المنتخب الألماني في تحقيق أي لقب مع «لوف» بعدما خرج الفريق من الدور قبل النهائي بالمونديال الماضي أمام إسبانيا، ثم الخروج من نفس الدور في كأس الأمم الأوروبية «يورو 2012» ببولندا وأوكرانيا على يد المنتخب الإيطالي.

ويدرك «لوف» جيدا مدى المهمة الصعبة التي سوف تنتظر فريقه خلال اللقاء حيث قال «إن الأرجنتين تتميز بدفاعها القوي وغلق المساحات أمام المنافس، ويقود الفريق هجوميا ليونيل ميسي و(جونزالو) هيجواين، ولكننا سنكون جاهزين ونتطلع إلى ريو».

وفي لقائهما منذ أربع سنوات، اعتمد المنتخب الألماني على سلاح الهجمات المرتدة ليفوز على الأرجنتين، التي كان يدربها في هذا الوقت الأسطورة دييجو مارادونا، برباعية، ويرغب «لوف» الآن في الاعتماد على أفضل السبل للتغلب على خط الدفاع الأرجنتيني الذي يعتبر من أهم نقاط القوة في فريق المدرب الأرجنتيني أليخاندرو سابيلا.

ويمتلك «لوف» المرونة في تغيير أسلوبه الخططي، لكنه قد يدفع بكلوزه في قيادة هجوم الفريق مثلما حدث في المباراة الماضية، بدلا من الاعتماد على أسلوبه المعتاد منذ بداية البطولة الذي دفع خلاله بثلاثة لاعبين هجوميين في وسط الملعب.

ومن المرجح أن يدفع المدرب الألماني في مركز وسط الملعب المدافع بسامي خضيرة وباستيان شفاينشتايجر اللذين لعبا للمرة الأولى بجوار بعضهما خلال فوز ألمانيا 1/ صفر على فرنسا في دور الثمانية للمسابقة، وقدما أداء جيدا أثبت تعافيهما تماما من الإصابتين اللتين لحقت بهما قبل المونديال.

من جانبه صرح ميروسلاف كلوزه «إذا قمنا بتحليل أداء المنافس مثلما فعلنا أمام البرازيل، ووضعنا كل شيء في حيز التنفيذ، أعتقد أننا سوف نمتلك حظوظا وفيرة للفوز باللقب»، وأدى الدفع بخضيرة وشفاينشتيجر في وسط الملعب، لقيام «لوف» بإعادة قائد الفريق فيليب لام إلى مركزه القديم في الظهير الأيمن الذي تألق خلاله بشكل واضح في لقاءي الفريق أمام فرنسا والبرازيل.

ومن المقرر أن يدفع «لوف» بماتس هوميلس في مركز قلب الدفاع بجوار جيروم بواتينج، مدافع فريق بايرن ميونيخ الألماني، فيما سيجلس بير ميرتساكر على مقاعد البدلاء، على أن يلعب بينيديكت هوفيديس في مركز الظهير الأيسر.

وفي ظل وجود مانويل نيوير في حراسة المرمى، وتوماس مولر الذي أحرز خمسة أهداف في المسابقة حتى الآن، فإن «لوف» لا يزال ينتظر «لحظة الإبداع» من نجم الفريق مسعود أوزيل، الذي ربما كان يريد الاحتفاظ بهذه اللحظة إلى المباراة النهائية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية