يا وزير الكهرباء «6»
يا سيادة الوزير.. إياك أن تظن أننى أرفض التخلص من الدعم بما فيه دعم الطاقة، ولكنى كمهندس شارك فى تنفيذ مشروعات كبيرة داخل وخارج مصر على مدار أربعة عقود تقريباً، وكخريج تجارة «إدارة أعمال» شارك فى ورش عمل هنا وهناك.. إلخ، أدرك تماماً أن النجاح يعتمد على الأخذ بالأسباب، والتخطيط الجيد ثم حسن التوكل على الله، ولخطورة الخطوة المتخذة كان يجب «التمهيد» الجدى بالعمل وليس بالتصريحات.. بالوضوح والشفافية والاعتراف بالأخطاء، وليس بالإخفاء والتبرير، فمازالت العشوائية تسيطر على كثير من مناحى حياتنا، ومازال المنتفعون والمنافقون يمرحون داخل أروقتنا!!.. وأعتقد أنك فوجئت بتوقيت القرار!! فالرئيس رفض اعتماد الموازنة، لذا يجب رفع الدعم!!.. نعم، هناك دراسات سابقة، ولكن لم يحدث تمهيد كاف للجماهير، أو إجراء حوار مجتمعى مع جمعيات حقوق المستهلكين والمتخصصين.. طرح مبادرات كتوزيع لمبات موفرة «مجاناً» لم تتم!.. سرعة اتخاذ القرار لم تجعله يقترب من الأغنياء بدرجة كافية، وظُلم به محدودو الدخل!! ولأن سداد الفواتير بالفئات الجديدة لم يبدأ بعد، فردود الأفعال الحقيقية ستظهر عند المطالبة الجديدة!، والغريب أننا سمعنا العديد من المسؤولين فى قطاع الكهرباء يشكون خلال العامين الأخيرين من امتناع أعداد كبيرة من المشتركين عن سداد الفواتير، وأن التحصيل دون المستوى!!
بل إن تصريحكم فى جريدة «الأهرام» منذ ثلاثة أشهر بأن ضبط منظومة الطاقة يحتاج لـ«ثلاث سنوات» مع ضرورة تكاتف الجميع يجعلنا نتساءل: متى سيتوقف قطع التيار الكهربائى؟ وبالتالى، وقف ما يتعرض له كثيرون من خسائر مع التأكيد على أن العدل فى توزيع المعاناة مفقود!! وللحديث بقية.
حاتم
