x

مستشفى العريش يستقبل مصابى غزة دون أطباء طوارئ

الجمعة 11-07-2014 20:25 | كتب: هيثم محجوب |
مصابي غزة مصابي غزة تصوير : علاء القمحاوي

على بعد 45 دقيقة من معبر رفح يقع مستشفى العريش العام، الذى كان مقدراً له استقبال الحالات الأولى للمصابين القادمين من غزة، حيث تم استقبال اثنين منهم بالفعل قبل تأجيل عملية نقل بقية المصابين إثر استهداف سيارة إسعاف فلسطينية من قبل الطائرات الإسرائيلية.

ولأن مستشفى العريش قرر تحويل الحالات الخطرة إلى القاهرة، بدر فى ذهن الجميع تساؤل حول أهلية وجاهزية المستشفى لاستقبال هذه الحالات سواء فيما يخص القادمين من غزة أو حالات الإصابات الخطرة التى تشهدها المحافظة الملتهبة بين الحين والآخر.

عبر السطور التالية نرصد أسباب عدم قدرة المستشفى على استقبال الإصابات الخطيرة.

مبنى ضخم لم يخف الطلاء الأبيض الزاهى على جدرانه الإهمال فى ترميم بعض الأجزاء التى تسبب المياه فى تشققها، وفناء واسع افترش فيه عدد من المواطنين الأرض وتنافس كل منهم فى البحث عن قطعة ظليلة تحميهم من شمس سيناء الحارقة، وكل منهم يمنى نفسه بزيارة مريضه أو خروج الأخير من المستشفى الذى لا يوجد به مكان للانتظار سوى الأرض.

وأمام غرفة الطوارئ التى خلت من أى طبيب، جلس «خالد الترابينى»، واثنان من أبناء عمومته فى انتظار توقيع الكشف على مريض لهم يعانى جلطة بالمخ، قال «الترابيني» إن المستشفى يفتقر لمقاعد للزائرين لكن الأهم بالنسبة لهم هو تلقى المريض للعلاج بعد توقيع الكشف الطبى عليه وتشخيص حالته وهو الأمر الذى يفتقر المستشفى له فعلياً.

«الترابيني» أكد عدم وجود أطباء الطوارئ والحالات الحرجة، ولا يوجد جهاز أشعة مقطعية وطبيب مخ وأعصاب بالمستشفى، ولفت إلى أن الحالة التى جاءوا لعلاجها تحتاج لوجود الجهاز والطبيب المتخصص. وأضاف أن خبراً بوجود أطباء من القاهرة لمعالجة الحالات الحرجة القادمة من غزة اليوم كان دافعاً له للقدوم للمستشفى لعله يستطيع توقيع الكشف الطبى على المريض.

أما صلاح سلام نقيب أطباء شمال سيناء فأكد أن المستشفى يحتوى على حوالى 300 سرير وتخدم كثيرا من أهل سيناء، ولكن فى الفترة الأخيرة خاصة بعد ثورة 30 يونيو أصبحت شمال سيناء منطقة ملتهبة وطاردة لجميع الأطباء وأرسلنا لوزارة الصحة آلاف المرات بالعجز فى التخصصات منها جراحات المخ والأعصاب وأطباء جراحات العظام وهناك عجز كبير فى أطباء التخدير.

وأضاف أن المحافظة بالكامل تفتقد لوجود جهاز أشعة مقطعية، والجهاز الوحيد الرئيسى الموجود فى المحافظة معطل منذ 7 أشهر، ولم ينفذ أى من وزيرة الصحة السابقة والوزير الحالى وعودهما بتشغيل الجهاز.

وتابع: «الحالتان اللتان قدمتا من غزة عبر معبر رفح كانتا تعانيان اشتباهاً فى وجود نزيف بالمخ، لذا لزم نقلهما إلى القاهرة ما يعنى مرور أكثر من 7 ساعات دون بدء تلقيهما العلاج، وهو ما يشير إلى الخطورة التى تتعرض لها منطقة شمال سيناء فى علاج الحالات الطارئة التى أصبحت أمراً اعتيادياً وكثير الحدوث بعد 30 يونيو وأحداث العنف التى تتكرر وينتج عنها إصابات تتحول لوفيات نتيجة غياب التجهيزات الطبية بالمستشفى، وللأسف الشديد نحن نستقبل آثار حرب بقطاع بغزة بيدين فارغتين، فالأطباء والإدارة يبذلان قصارى جهدهم ولكن فى الحدود المتاحة».

وقال:«ما أريد الإشارة إليه أيضاً أن المستشفى لم يكن ليستقبل الحالات القادمة من القطاع لأنه يفتقد لوجود فريق طبى للطوارئ فالوزارة تنتدب فريقاً طبياً للإغاثة العاجلة والطوارئ حال وجود حادث أو إصابات تستدعى ذلك، لكن المستشفى ليس به أى فرق طبية للطوارئ، والأطباء الذين يقومون بهذه المهمة حاصلون على تدريبات بالإغاثة العاجلة والطوارئ وليسوا حاصلين على درجة ماجستير أو دكتوراه، لذا انتدبت وزارة الصحة قبيل فتح المعبر ونقل مصابى غزة فريقاً للطوارئ، ولكن عدم وجود جهاز الأشعة المقطعية اضطرهم للتوجه للقاهرة».

وبعيداً عن الأحداث الحاالية التى تسلط الضوء على فريق الطوارئ الغائب عن المستشفى، لا يوجد أطباء متخصصون فى جراجة العظام والتخدير، ولا يوجد طبيب متخصص فى أمراض الكلى رغم وجود 120 مريضا يعانون فشلاً كلوياً ويقومون بعملية غسيل بالمستشفى.

ومن جهته أكد الدكتور سامى أنور مدير المستشفى أن المستشفى رفع درجة الاستعداد للقصوى لاستقبال الفلسطينيين المصابين، كما جرى من قبل فى 2008، وتم تجهيز وحدات العناية المركزة والتنفس الصناعى لاستقبال الحالات، كما أن الوزارة أرسلت وفداً من أطباء العظام والتخدير والأوعية الدموية والمخ والأعصاب، وتم دعم طاقم المستشفى بالتخصصات التى بالفعل تغيب عن فريق عمل المستشفى.

وأضاف: إن المستشفى لا يمكن أن يستقبل جميع الحالات التى ستأتى من غزة، بل سيكون بمثابة محطة توزيع لمستشفيات أخرى، وهناك تنسيق مع وزارة الصحة والطاقم الطبى المكون من 11 طبيبا، وتم توزيعهم على مستشفيات العريش ورفح.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية