لو أن أحدنا اعترته مشكلة فى محيط أسرته لم يصل لحل لها فى حينها لتعددت أخطاؤه، ولا أعرف كيف يمكن لإنسان أن يوفق إلا بالله ويسوس دولة كمصر بها هذا الحجم المخيف من المشاكل المستعصية والمتزايدة والمتجددة من حينٍ لآخر دون أن يُخطئ!، هل ما نحن فيه لأننا بكل الأسى ما زلنا لم نحسن السيطرة على الحرائق التى أشعلها النظام البائد فى ظل غياب ألفة قلوب المصريين بين بعضهم البعض بعد ثورتهم!.. والله تعالى يقول «لو أنفقت ما فى الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم»، وهل يصح أن يؤلف الله بين قلوب قومٍ فيهم: إضرابات واعتصامات واحتجاجات ومطالبات فئوية، ومطالبات دائمة بالقصاص العادل لم تنجز للآن، ومشاحنات واتهامات وتهديدات واعتداءات، وعجز غير مسبوق فى الموازنة، وأحكام متوالية ببراءة المتهمين فى قتل الثوار، وتربص بالأخطاء، ودعاوى قضائية هنا وهناك، مع ملاحظة عدم ذكر الانفلات الأمنى لما تبذله وزارة الداخلية من جهد للسيطرة عليه.. أخيرا، لا أعتقد أن أحدنا يقبل أن يكون مسؤولا عن أسرة تحيق بها بعض من هذه المشاكل، وعليه.. ألا يدعونا حال مصر هذا أن نسمو فوق خلافاتنا على جميع المستويات، ونساند من ولاه الله علينا حتى نستمسك بطوق النجاة من أجلها وأجلنا جميعا، لك الله يا وطن كم عانيت وكم أنت تعانى!.
محمد محمد على جنيدى - بنى سويف