تصاعدت الأزمة التى نشبت بين قناة الجزيرة والقمر الصناعى المصرى «نايل سات» بسبب قطع البث خلال نقل مباراة افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2010 من جنوب أفريقيا مساء أمس الأول.
وقرر الاتحاد الدولى للاتصالات فتح تحقيق واسع فى الواقعة لمعرفة أسباب الانقطاع، بينما نفى مسؤولو القمر المصرى وجود معارك مع قناة الجزيرة وقرروا الاستعانة بشركتين لمعرفة الجهة التى تداخلت، فيما اتهم خبراء هندسة الاتصالات القناة بأنها افتعلت الواقعة وأنها هى الجهة التى تداخلت لصنع أزمة مع الحكومة المصرية.
وأكد المهندس صلاح حمزة، العضو المنتدب ورئيس القطاع الهندسى بالشركة المصرية للقنوات الفضائية «نايل سات»، فى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم» أنه لا توجد معارك بين القمر وقناة الجزيرة، وأن قطع البث الذى وقع خلال نقل مباراة افتتاح كأس العالم لكرة القدم 2010 من جنوب أفريقيا مساء الجمعة، جاء بسبب جهة مجهولة هى فى الغالب محطة أرضية تداخلت على القمر الصناعى،
موضحاً أنه لا يعلم حتى الآن مصدر التداخل لكنه أكد أنها بعيدة عن مصر، وأن هناك تعاوناً مع الجزيرة حاليا لمعرفة مصدر التداخل. ولفت إلى أن وقائع التداخل وانقطاع الإرسال حدثت من قبل أكثر من مرة، وأكد أن «نايل سات» منح «الجزيرة» ترددين إضافيين لاستخدامهما فى حالة حدوث أى انقطاع.
وكشف عن تعاقد نايل سات مع شركتين كبيرتين تعملان فى مجال «حسابات تحديد المواقع» للكشف عن أى جهة تتداخل على القمر الصناعى. وأضاف أن الدولة حاليا تبحث عن حلول دائمة بالتعاون مع منظمات وشركات متخصصة فى الأقمار الصناعية لمنع تكرار التداخل على الأقمار الصناعية وانقطاع الإرسال.
وقال الدكتور عبدالرحمن الصاوى، أستاذ الاتصالات بكلية الهندسة جامعة حلوان، لـ«المصرى اليوم»، إن القوانين الدولية المنظمة لعملية البث على الأقمار الصناعية، التى يضعها الاتحاد الدولى للاتصالات تنظم عملية التعامل مع الترددات، وتمنع هذا النوع من التداخل وتخضعه للمراقبة الشديدة. وأوضح أن مصر لا تمتلك التحكم والتعامل مع إصلاح الترددات وتغييرها، ويقتصر دورها فقط على توزيع الترددات،
وأضاف: «لدينا إدارة خاصة تنظيم توزيع الترددات أما المتحكم فى إطلاق الأقمار وإدارتها فهو الشركة الفرنسية التى أطلقتها». واتهم الصاوى قناة الجزيرة بأنها هى الجهة التى تداخلت لافتعال أزمة التداخل، «وأكبر دليل على ذلك أنهم تداركوا الواقعة على الفور، وهى تعلم جيدا أن مصر ليست لديها القدرة على تغيير الترددات».
وقال الصاوى إن الحماية لجميع الترددات تنتهى فى عام 2012 وهناك نظام عالمى جديد هو «الإرسال الرقمى» يفرض حماية كافية على الأقمار الصناعية، وعلى مصر أن تطبقه لضمان الحماية، إلا أن مصر مازالت تخطو حتى الآن خطوات بطيئة نحو الإرسال الرقمى، لافتا إلى أن إسرائيل لو شوشرت على جميع قنواتنا المصرية فلن يحمينا وقتها الاتحاد الدولى للاتصالات.
وقال إن الانقطاع الذى حدث مساء الجمعة كبد قناة الجزيرة خسائر فادحة تقدر بملايين الجنيهات وهى أموال دفعتها القناة القطرية ولم تستفد بها الا أن الخسائر الحقيقية هى فقدان الثقة فى قناة تليفزيونية.
من جانبه، أكد الدكتور ميلود أميزيان، مدير المكتب الإقليمى العربى للاتحاد الدولى للاتصالات لـ«المصرى اليوم»، أن الاتحاد فتح التحقيق فى الواقعة، لمعرفة أسباب انقطاع الإرسال والجهات المسؤولة عن الخلل بالقمر الصناعى، وما إذا كان هناك خطأ تقنى أم أنه بفعل جهة خارجية تداخلت لوقف الإرسال، على الرغم من أن المعلومات التى وصلت للاتحاد عن الواقعة غير دقيقة. وقال إن الاتحاد لديه القدرة على معرفة الجهة المتداخلة فى بعض الأوقات. وأكد أن نتائج التحقيقات مازالت جارية وسيتم الإعلان عن نتائجها خلال الساعات المقبلة.
كانت «الجزيرة» بثت مساء أمس تنويهاً صريحاً فى شريط إخبارى يحث مشاهديها على متابعة المباراة بشكل أفضل على ترددات القمر الصناعى «عرب سات»، فى إشارة إلى تدخلات ومحاولات تشويش من جانب الشركة المصرية للقنوات الفضائية «نايل سات».