لقن المنتخب الألماني نظيره البرازيلي خسارته الأفدح في تاريخ المونديالات وتغلب عليه على أرضه ووسط جماهير بسبعة أهداف لواحد، في الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2014.
تحول لقاء ملعب «مينيراو» في مدينة بيلو هوريزونتي إلى كارثة حقيقية للبرازيل، التي كانت تسعى لأن تحصد على أرضها اللقب السادس في تاريخ البطولة، لكن تذكرة التأهل لنهائي «ماراكانا» ذهبت إلى المنتخب الألماني الذي ينتظر الفائز من مواجعة نصف النهائي الأخرى التي تجمع غدا الخميس هولندا والأرجنتين في ساو باولو.
سجل أهداف ألمانيا كل من توماس مولر في الدقيقة 11 وميروسلاف كلوزه في الدقيقة 23 وتوني كروس في الدقيقتين 25 و26 وسامي خضيرة في الدقيقة 29 وآندري شورله في الدقيقتين 70 و79، قبل أن يسجل أوسكار هدف الشرف البرازيلي في الدقيقة 90.
بكت الجماهير البرازيلية كما لم تبك من قبل، في غياب نجمها نيمار المصاب في مواجهة دور الثمانية أمام كولومبيا، وقائدها تياجو سيلفا الحاصل على إنذار ثان في نفس المباراة.
وتفوق يواخيم لوف المدير الفني للمانشافت تماما على نظيره لويز فيليبي سكولاري، ليواصل حلم بلاده بإحراز اللقب الرابع في تاريخ الألمان والأول منذ 1990.
بدأ اللقاء بركنية في الدقيقة الأولى لبرنارد، بديل النجم المصاب نيمار، وبعد التنفيذ يسدد مارسيلو بجوار القائم الأيسر.
ينفذ المنتخب الألماني هجمة منظمة في الدقيقة الثامنة ويسدد سامي خضيرة ترتد من ظهر زميله ميروسلاف كلوزه وهي في طريقها إلى المرمى.
في الدقيقة الحادية عشرة يفتتح المنتخب الألماني التسجيل من ضربة ركنية نفذها توني كروس، وصلت إلى مولر دون رقابة يسدد مباشرة بيمناه بجوار القائم الأيسر لجوليو سيزار.
في الدقيقة السابعة عشرة، يقطع القائد الألماني فيليب لام الكرة من أمام المتقدم مارسيلو إلى ركنية، ليسقط البرازيلي ويدخل في مشادة سريعة مع الظهير الأيمن جيروم بواتينج الذي يطالبه بعدم تعمد السقوط داخل منطقة الجزاء.
في الدقيقة 23 يدخل كلوزه تاريخ كرة القدم بعد أن أصبح الهداف الأول في تاريخ بطولات كأس العالم، حيث أحرز هدفه السادس عشر الشخصي في المونديالات، والثاني في اللقاء والثاني له في المونديال الحالي، حيث تلقى كرة داخل المنطقة سددها لترتد من جوليو سيزار إليه مجددا يودعها الشباك بسهولة.
لم تمر سوى ثلاث دقائق أخرى حتى سجل كروس هدفين آخرين، جاء أول من تصويبة مباشرة من على حافة المنطقة في الدقيقة 25 ارتطمت بيد جوليو سيزار ودخلت على يمينه، ثم كرة قطعها ومررها "خذ وهات" إلى سامي خضيرة قبل أن يضعها في الشباك مجددا.
يكافأ خضيرة على عرضه الفردي الرائع، بهدف من تعاون رائع مع أوزيل في الدقيقة 29، ليسجل المانشافت أربعة أهداف في ست دقائق.
في الدقيقة 32 تضيع فرصة الهدف السادس من تصويبة لكروس ترتطم بيد فرناندينيو وتتحول إلى ركنية، ويطالب الألمان بركلة جزاء.
تمر الدقائق المتبقية من الشوط الأول وسط سيطرة ألمانية مطلقة دون خطورة على المرميين، لينتهي الشوط الأول بخماسية.
يبدأ الشوط الثاني بثلاثة تغييرات، حيث يشارك باولينيو وراميريز بدلا من فرناندينيو وهالك في البرازيل، وبير ميرتساكر بدلا من ماتس هوميلس في ألمانيا.
يفشل راميريز في السيطرة على كرة داخل منطقة الجزاء، وهو ما يتكرر مع أوسكار بعدها بدقائق، وسط تهدئة ألمانية واضحة.
يمرر راميريز كرة عرضية يبعدها الدفاع، قبل أول فرصة حقيقية للبرازيل من تصويبة لأوسكار يبعدها نوير ببراعة في الدقيقة 52.
بعد دقيقة ينفرد باولينيو بالمرمى الألماني، لكن المتألق نوير يتصدى ببسالة لتعود الكرة مجددا إلى لاعب توتنهام الإنجليزي لكن حارس المانشافت الرهيب يبعد الكرة مجددا.
بعد إنجازه التاريخي يغادر كلوزه الملعب في الدقيقة 58 تاركا مكانه لآندري شورله، ويسدد فريد كرة ضعيفة بين يدي نوير.
يتواصل تألق مولر ويسدد كرة تحت العارضة يبعدها سيزار بصعوبة إلى ركنية في الدقيقة 61 وبعدها بخمس دقائق يبعد الحارس البرازيلي كرة قبل أن تصل إلى شورله.
ينال دانتي بطاقة صفراء للخشونة مع مولر، قبل أن يسجل شورله هدفا بعد تمريرة عرضية من الجانب الأيمن للقائد لام.
خرج خضيرة ليشارك الصاعد جوليان دراكسلر، ويسجل شورله الهدف السابع لألمانيا والثاني له في الدقيقة 79 بعد تمريرة رائعة من مولر بالظهر، سددها لاعب تشيلسي ببراعة لترتطم بالعارضة وتهز الشباك.
أهدر أوزيل فرصة تسجيل هدف، وارتدت الهجمة بتمريرة من مارسيلو إلى أوسكار الذي استغل خطأ جيروما بواتينج وسجل هدفا لم يحفظ ماء وجه البرازيل.
ويعد هذا الفوز هو الأول لألمانيا على البرازيل في تاريخ لقاءاتهما بكأس العالم، والخامس في تاريخ مباريات المنتخبين الرسمية والودية مقابل الخسارة في 12 مباراة والتعادل في خمسة لقاءات.
كما يعتبر هذا التأهل هو الأول لألمانيا للمباراة النهائية منذ 12 عاما، علما بأنه سبق له الصعود إلى النهائي أعوام 1954 و1966 و1974 و1982 و1986 و1990 و2002.
ويحلم المنتخب الألماني بالحصول على كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه بعدما سبق له أن توج باللقب أعوام 54 و74 و1990، في ظل سعيه للعودة إلى منصات التتويج بإحدى البطولات الكبرى مجددا بعد غياب 18 عاما، حيث كانت بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 1996 التي أقيمت بإنجلترا هي آخر بطولة كبرى يتوج بها منتخب الماكينات تحت قيادة مديره الفني الأسبق بيرتي فوجتس.