x

د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر لـ«المصرى اليوم»: النقاب شريعة يهودية

الأربعاء 09-07-2014 23:06 | كتب: هبة شورى |
المصري اليوم تحاور « الدكتورة آمنة نصير » المصري اليوم تحاور « الدكتورة آمنة نصير » تصوير : اخبار

عندما تولت الدكتورة آمنة نصير عمادة كلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر، كانوا يصفونها بالفلسفة تمشى على قدمين، وقد عرف عنها تصديها بحسم للأصوات الصاخبة المتطرفة من التيارات الدينية وفى المقابل قوبلت بهجوم ضار من أصحاب هذه التيارات لجرأتها فى التصدى للآراء المتطرفة التى تنأى عن مفهوم وسطية الإسلام وقد التقتها «المصرى اليوم» فى هذا الحوار الذى لم تنأ فيه عن شجاعتها المعهودة فى التكريس لمفهوم الاعتدال والوسطية والتصدى لكل نعرات المغالاة والتطرف:

■ تعرضت لهجوم عنيف من التيارات السلفية بعدما وصفت النقاب فى ْأحد تصريحاتك بـ«الزفت» وقلت اخلعوا هذا الزفت، مما اعتبره البعض تطاولا على الالتزام الإسلامى؟

ـ أذكر أننى لم أقل ذلك فى محاضرة وإنما فى لجنة امتحان حين دخلت القاعة فوجدت جميع الطالبات يرتدين النقاب ولم يكن هناك مراقب رجل فى الدور الرابع بأكمله الذى كنت أشرف عليه حيث رأيت أنه لا داعى لارتدائه ساعة الامتحان بل على العكس الضرورة تحتم أن تكشف الطالبة الممتحنة لى عن هويتها، ذلك أن بعض الطالبات اللائى لم يكن يرتدين النقاب كن يرتدينه فى الامتحان بغرض تسهيل عملية الغش ولذلك كان التعبير ملائما للتستر خلف النقاب الذى يستغل ليس لغرض دينى كما أن النقاب ليس من الشريعة الإسلامية فى شىء بل أوجد الريبة فى مجتمعنا المصرى ربما المجتمعات المجاورة تألفه وبنى عليه النظام الاجتماعى والثقافى وهم أحرار لكن مجتمعنا وحياة الشعب المصرى وثقافته وحضارته لا تتسق مع الريبة الذى يحثها النقاب. ثم النقاب ليس من الإسلام وإنما هو شريعة يهودية وإذا عدنا إلى العهد القديم وسفر التكوين نجد النقاب وإذا رجعنا إلى التلمود وهو كالسنة عندنا سنجد الحبر الشهير موسى بن ميمون يقول إذا خرجت المرأة من بيتها دون النقاب فقد خرجت اليهودية. ستعرفين إلى أى مدى وصل التشدد اليهودى فى النقاب وهذا ما وجدناه لدى السلفيين حيث التشدد والغلظة والبعد عن الوسطية، قد تسألين كيف انتقل النقاب إذن إلى شريعتنا؟ وأقول إنه فى العصر الجاهلى كانت القبائل اليهودية والعرب يتشاركون فى مناطق واحدة والتشدد فى النقاب من القبائل اليهودية انتقل إلى القبائل العربية وجاء الإسلام ووجد النقاب عادة منتشرة ومتجذرة فلم يفرضه ولم يرفضه وهذا مهم وإنما فرض الإسلام أمرين لضمان سلامة النفس والمجتمعات الأول (الزى الإسلامى المحتشم الذى لا يصف ولا يشف ولا يثير الرجل) والثانى (غض البصر) وهذه هى الروشتة الحقيقية لطهارة المجتمع. لقد أوجد النقاب الريبة التى لمسناها فى الآونة الأخيرة فقد عانت الجامعات المصرية من النقاب وتهريب الأسلحة والتعامل بالنقاب لتسهيل الإجرام.

■ ما المقصود بالفكر السلفى؟ ولماذا يروج أتباعه بين الناس أنهم الأصوب بين المذاهب؟

ـ السلف هم تلك المجموعة التى أشاعت المصطلح بأثوابهم وهيئاتهم وأفكارهم وبما يعتقدونه من أنهم السلف رغم أن كلمة السلف جاءت فى الحديث الشريف عندما قال صلى الله عليه وسلم «خير القرون قرنى ثم الذى يليه ثم الذى يليه، أى أن مراتب الخيرية وفق ما ذكره سيد الخلق أن خير القرون هى القرون الثلاثة الأوائل من الصحابة والتابعين ثم التابعين. بعض المذاهب أرادت أن تستلب المصطلح وتعكسه على نفسها وكان كل ذلك لتحقيق مآرب سياسية وتاجروا بها أيما اتجار فنحن فى مصر لم نكن نعرف سنة ولا شيعة ولا سلفا فالتمذهب لم يكن موجودا فى التربة المصرية وأذكر أننى منذ ثلاثين عاما كنت أكتب كتابا عن الفرق الكلامية ولم أكن أجد فرقة واحدة أستطيع أن أقول إن هذه معتزلة أو هذه معتدلة وغير ذلك اللهم إلا المذهب الأشعرى الذى كان يؤخذ به فى الأزهر الشريف لاعتداله ووسطيته، أما التمذهب والمذهبية التى كسوها بالمظاهر التى استدعوها من الجزيرة العربية وملأوا مصر بتلك الثقافة سواء فى زى المرأة وانتقابها أو بزى الرجل ولحيته أو فى تلك الديباجات اللغوية التى طوروها فى الثلاثة أعوام الأخيرة إلى مغانم سياسية، ومما دعمهم ودعم انتشارهم فى المجتمع وقوى شوكتهم القنوات الفضائية فضلا عن غياب دور الأزهر فى مواجهة تلك التيارات، مما أعطى الفرصة للمتربصين من تلك الفصائل وأقصد الإخوان والسلفيين اللذين تحالفا معا ثم تصادما وقطع بعضهم البعض عندما اختلفوا على الغنائم.

■ بوصفك أستاذ عقيدة وفلسفة هل يحمل الإسلام فى طياته بذرة التمذهب والانقسام؟

ـ الإسلام براء من هذا فتاريخ التمذهب فى الإسلام يرجع للقرن الأول منذ معركة صفين التى دارت بين الخوارج وبين الإمام على ومعاوية وانتهت بالنكبة التى نكب بها المجتمع الإسلامى فكفروا علىّ وعائشة، رضى الله عنهما وظهر التشيع وتفرع عن هؤلاء جماعة، اسمها المرجئة الذين تركوا المدينة وخرجوا للعيش فى المضارب وقالوا لا دخل لنا لا بهؤلاء ولا بهؤلاء ونتركهم جميعا يوم القيامة لأمر الله وحكمه، إذن فالتطرف من طبيعته الانقسام والصراع فبعد معركة صفين ظهرت عشرات الفرق التى يؤرخ لنا الشهرستانى فى الملل والنحل وابن حزم وها نحن نرى اليوم كل هؤلاء قد أرهقوا قلب هذا الوطن بهذه الدعوات وأقول لهم لا بارك الله لكم فيما تاجرتم فيه وفيما غنمتم وفيما استلبتم أبسط حق للإنسان على أخيه الإنسان أنه يأمنه فالمسلم من سلم الناس من لسانه ويده وليس المسلم من يزرع القنبلة هنا وهناك وأقول لهم قولة الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما مر على قوم فوجدهم يتعبدون فألقى السلام فلم يردوه وعندما سأل عنهم قالوا له إنهم صائمون عن الكلام يا رسول الله فنظر إليهم وقال هلك المتعمقون ثم أردف «هلك المتنطعون» وكررها ثلاثا فهذه كلها نطاعة.

■ أيهما أشد خطرا على المجتمع المصرى فى رأيك الإخوان أم السلفيون؟

ـ كلاهما خطر لا يختلفان لكن الفارق أن الإخوان ذاقوا الحكم ومنذ أن خرجوا منذ 84 عاما وهم يضعون أمام أعينهم وفى أحلامهم الاستيلاء على ملك مصر، بينما انضم السلفيون متأخرا إلى الإخوان وكانوا فى منتهى الخبث ولم يكن لرفعة دين ولا لإرساء قيمة ولا لنشر دعوة ولا لحضارة إسلامية وإنما هم مجرد فصيل لهث مع الإخوان من أجل تقاسم السلطة وعندما فشلوا فى التقاسم انقلبوا على بعضهم البعض ألم تكن المعارك دائرة بينهم على اشدها فى سنة الإخوان السوداء التى حكموا فيها مصر وما أخشاه تلك النعومة واللغة التى تتسم بالنفاق والخبث من قبل السلفيين ليستعيدوا ميراث الإخوان وقلتها لهم عدة مرات بئس الوارث والموروث فكلاهما لا يعرف حرمة لوطن ولا قيمة لإنسان ولا عظمة لنفس بشرية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية