اسألوا الشيخ حسان!
محمد أمين
الثلاثاء 08-07-2014 21:57
عاتبنى المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، بسبب مقال «حكومة تحلبنا».. قال إنه يحفر فى الجرانيت ليبحث عن بصيص أمل.. قلت: عادتك أن تفتح ثغرة فى الجرانيت.. وقلت: أنت مقاتل تقود حكومة مقاتلين.. وقلت: ننتظر منك حزمة إجراءات تخفف العبء عن الناس.. قال: تابعنى وسترى خيراً إن شاء الله.. شخصياً أصدق محلب، وأصدق الرئيس.. أحس نبض قلبه فى كل كلمة يقولها!
من يتابع ما تنتجه مؤسسة الرئاسة لا يصدق أنها فعلت ذلك فى شهر 30 يوماً لا غير.. من يتابع حكومة محلب لا يصدق حجم العمل فى أسابيع.. هذا هو موقفى، سواء اتصل رئيس الوزراء أو لم يتصل.. الدولة تسابق الزمن.. الرئيس يقدم كلمة للشعب، بعدها يذهب ليقف على شباك البنك الأهلى، يتبرع من أجل مصر.. لو شاء لأتى إليه رئيس البنك نفسه ليأخذ التبرع.. لكنه يضرب المثل!
لا أحتاج لاتصال من هنا أو هناك.. رغم قيمة هذا الاتصال أو ذاك.. فلا يخفى على أحد أننى داعم للدولة المصرية، بغض النظر عن الأشخاص، وداعم للأشخاص أيضاً، لأنهم يتحلون بروح الثورة.. ولأنى قبل هذا وذاك شريك.. عندى حساسية أن أكون مشايعاً للسلطة، وقد كنت معارضاً منذ بداياتى.. أحاول من وقت لآخر أن أذكّر نفسى، وأن أذكّر السلطان بأن انحيازاتى للشعب أولاً وأخيراً!
أعرف أننا لابد أن نشرب الدواء المرّ.. أعرف أننا لابد أن نترك وطناً آمناً لأبنائنا.. أعرف أننا لابد أن نسدد الفاتورة.. فلا يمكن أن تقوم دولة على الإعانات.. أقصد دولة مستقلة ذات سيادة وكرامة.. أيضاً عندى رأى فى مسألة التبرعات.. لو سعادتك قعدت ساعة أمام التليفزيون تحرك الريموت فسوف تكتشف أننا دولة تتسول لكل شىء.. الجمعيات تتسول.. بنك الطعام.. مستشفيات السرطان والأورام!
عندما فكرت فى ملف التبرعات خرجت بنتيجة واحدة «ماينفعش».. لابد من توحيد قنوات جمع التبرعات.. جمعية الأورمان تجمع تبرعات، وتقدم حالات بشعة، تطلب لها العلاج والإقامة.. جمعية مصر الخير.. جمعية مجدى يعقوب.. جمعية زويل.. مستشفى السرطان.. معهد الأورام فى 6 أكتوبر.. حكاية مؤلمة فى مجملها.. لو حاولت تجمع أطراف الصورة.. كيف سمحت الدولة بهذه الفوضى؟!
هل يعقل أن تتنافس كل هذه الجمعيات على مواطن غلبان؟.. لا تنس أن هذا المواطن عليه أن يسدد فاتورة تعريفة الكهرباء والطاقة.. لا تنس أن عليه أن يتبرع لحساب «تحيا مصر».. لا تنس أنه تبرع من قبل لحساب المعونة الأمريكية.. صحيح أين ذهبت فلوس المعونة؟.. اسألوا عنها الشيخ حسان.. أين ذهبت؟.. كم جمع؟.. هل يصح أن يجمع أى واحد أى تبرعات؟.. لماذا لا نوحد القنوات؟!
شىء طيب أن يتحرك الشعب.. الصورة العامة تستحق وقفة.. أضع الفكرة بين يدى الرئيس.. أضعها أيضاً بين يدى رئيس الوزراء.. حكومة رام الله نفذت فكرة توحيد قنوات جمع التبرعات.. حكومة مصر ينبغى أن تفعلها فوراً.. ينبغى أن تصب التبرعات فى صندوق واحد.. تشرف عليه مؤسسة الرئاسة!
