x

«زي النهاردة».. إعدام المفكر والناشط السياسي أنطون سعادة 8 يوليو 1949

الثلاثاء 08-07-2014 07:46 | كتب: ماهر حسن |
أنطون سعادة أنطون سعادة تصوير : other

ولد أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي، في بلدة الشوير في جبل لبنان وفي أول مارس 1904 وتلقى علومه الأولى في مدرسة الفرير في القاهرة، وبعد وفاة والدته عاد إلى الوطن ليعيش في كنف جدته حيث سافر والده للعمل في الأرجنتين، وأكمل علومه في مدرسة برمانا وفي 1919 هاجر مع أخوته لأمريكا وعمل عدة أشهر في محطة للقطارات.

وبعدها انتقل للبرازيل حيث المقر الجديد لعمل والده وأقبل على دراسة اللغات بجهد شخصي ثم عكف على دراسة الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع والسياسة وشارك والده في إصدار جريدة الجريدة، ثم مجلة المجلةوبدأ نشر كتاباته وهو في الثامنة عشرةونشر خلال عامي 1922- 1923 عدة مقالات طالب فيها بإنهاءالاحتلال الفرنسي واستقلال سوريا، واستشرف مشروع الحـركة الصهيونية وخطره على سوريا الطبيعية رابطاً بين وعد بلفور بوطن قومي لليهود في فلسطين وبين اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت سوريا الطبيعية إلى خمس كيانات.

وفي 1927 أسس «حزب السوريين الأحرار» الذي توقف نشاطه بعد ثلاث سنوات وإثر توقف مجلة المجلة في 1928 تفرغ للتعليم في المعاهد السورية في ساو باولو، وشارك في بعض اللجان التربوية التي أقامتها الحكومة البرازيلية للإشراف على تطوير المناهج التعليمية، وفي هذه الفترة كتب رواية «فاجعة حب» التي نشرت فيما بعد في بيروت.

وفي 1931 أصدرروايته الثانية «سيدة صيدنايا» وفي يوليو 1930 عاد لوطنه وبعد إقامة قصيرة في ضهور الشوير سافر لدمشق ومارس التعليم لتأمين رزقه، وكتب المقالات في الصحف الدمشقية «اليوم،و القبس، وألف باء»،وعاد إلى بيروت 1931 وبدأ بإعطاء دروس في اللغة الألمانية في الجامعة الأميركية في بيروت وخاض حوارا فكريا مع الطلبة.

وفي منابر فكرية وجمعيات ثقافية في بيروت، منها العروة الوثقى وجمعية الاجتهاد الروحي للشبيبة و«النادي الفلسطيني» وتمخض عن ذلك العقيدة القومية الاجتماعية، والمنهج الفكري للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه في1932، وكان حزباً سرياً بسبب الانتداب الفرنسي على سوريا الشمالية (لبنان وسوريا).

وفي 1933 أعـاد إصدار مجلة «المجلة» في بيروت لتساهم في توضيح أسس النهضة السورية القومية الاجتماعية التي طرحها، وفي يونيو 1935، وبعد أن أصبح انتشار الحزب ملموساً في الأوساط الشبابية والثقافية، أقام سعادة الاجتماع العام الأول رغم سرية الحزب.

وفي هذا الاجتماع ألقى خطاباً مكتوباً هـو من أهم الوثائق الفكرية في العقيدة السورية القومية الاجتماعية، لكن سلطات الانتداب الفرنسي سرعان ما اكتشفت أمر الحزب فاعتقلته وعدداً من الأعضاء بتهمة تشكيل جمعية سرية والإخلال بالأمن العام والإضرار بأمن الدولة وسجن ستة أشهر،وخرج في 12 مايو 1936 واعتقل مجددا في 30 يونيو 1936 لأن مشروعه أصبح يهدد السياسة الاستعمارية الفرنسية بفصل لبنان عن سوريا التاريخية واعتقل للمرة الثالثة في 9 مارس 1937.

وفي 1937 أصدر جريدة النهضة التي استقطبت النخبة الثقافية الشابة في تناول السياسة الخارجية والأمور الفكرية وفي 11 يونيو 1938 غادر في جولة على فروع الحزب في الدول الأخري وسافر من بيروت إلى الأردن ومنها إلى فلسطين، حيث اجتمع مع السوريين القوميين الاجتماعيين في عمان، وفي حيفا ثم إلى قبرص وألمانيا، ومنها إلى البرازيل.

استقر في سان باولو مرتع صباه وغادر إلى الأرجنتين ومكث فيها حتى مايو 1940 وظل مغتربا حتى1947 وأصدرخلال هذه الفترة جريدة «الزوبعة»بعد جلاء القوات الفرنسية عام 1946 حاول العودة إلى لبنان لكن تحالف بشارة الخوري (رئيس الجمهورية) ورياض الصلح (رئيس الحكومة) كان يعرقل عودته بحجة الحكم القضائي الصادر بحقه منذ أيام الانتداب في 2 مارس 1947 وصلت طائرة سعادة إلى بيروت وأطلق حركـة مواجهة قومية شاملة خلال حرب فلسطين 1948 وكان رد فعل الحكومة اللبنانية إصدار قرارات منعت بموجبها الحزب من عقد الاجتماعات العلنية وحدثت عدة صدامات بين أعضاء الحزب والسلطة خلال احتفالات مارس 1949.

وبعد الانتخابات البرلمانية الملغاة لجأ على إثرها سعادة إلى دمشق واستقبله حسني الزعيم، وبعد شهر، سلمه للسلطات اللبنانية وفق صفقة يوم 7 يوليو 1949 فحاكمته وأعدمته «زي النهاردة» في 8 يوليو 1949.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية