x

حسن شحاتة الكرة الأوروبية فى مهمة شبه مستحيلة أمام مهارات «السامبا» «والتانجو» حسن شحاتة الإثنين 07-07-2014 21:19


جاء تأهل منتخبات البرازيل والأرجنتين وألمانيا وهولندا إلى المربع الذهبى للمونديال نتاجاً طبيعياً لعوامل مؤثرة فى عالم كرة القدم ويكون لها العنصر الرئيسى لأى منتخب أو فريق يرغب فى المنافسة على البطولة، على رأسها سلاح الأرض والجمهور بالنسبة للبرازيل والخبرة والتنظيم الدفاعى والقوة بالنسبة لمنتخبى ألمانيا وهولندا، بالإضافة إلى عامل التوفيق الذى ساهم فى تخطى الأرجنتين الأدوار السابقة من البطولة، وما زلت أؤكد أن المونديال لم يشهد ظهور أى منتخب بشكل مميز أو لافت للنظر، كما أن مدربى المنتخبات بشتى جنسياتهم لم يقدموا لنا أى طرق مستحدثة فى طرق اللعب، كما عهدنا فى بطولات كأس العالم السابقة، فلا أحد ينسى الأرجنتين فى بطولة 82، وكذلك البرازيل فى بطولة 94، وأيضاً فرنسا فى بطولة 98، ففى كل بطولة كنا نشاهد طرقاً جديدة فى اللعب، وتألق لاعبون أمثال الأرجنتينى كمبس والأسطورة مارادونا فى 86 والبرازيلى روماريو وزميله بيبيتو فى 94 وزين الدين زيدان ورفاقه فى 98، ولكن هذه البطولة لم تقدم لنا نجماً ساطعاً حتى الآن.. ووصلت المنتخبات الأربعة وفقاً للعناصر التى ذكرناها، ولكن يبقى السؤال الذى يفرض نفسه فى المربع الذهبى: هل سيشهد تفوق الكرة الأوروبية أم أمريكا اللاتينية؟ فالمدرسة الأوروبية المتمثلة فى منتخبى ألمانيا وهولندا تدخل فى اختبار صعب أمام مدرسة أمريكا الجنوبية المتمثلة فى البرازيل والأرجنتين، ولكل من المدرستين قوته ودوافعه التى تؤهله إلى المباراة النهائية، فألمانيا وهولندا تعتمدان على الكرة الجماعية والقوة والسرعة، وإن كانت الماكينات الألمانية تتسم بالتنظيم الدفاعى وتمتلك عنصراً مؤثراً فى الفريق هو حارسه العملاق «نوير»، كما أن الطاحونة الهولندية لديها القوة الهجومية بقيادة روبن التى تمكّنه من حجز بطاقة التأهل للنهائى، ولكن البرازيل والأرجنتين- صاحبى مدرسة أمريكا اللاتينية- يمتلكان عناصر ودوافع أكبر من المدرسة الأوروبية، على رأسها سلاح الأرض والجمهور، فمن الطبيعى أن يكون لجماهير السامبا تأثير كبير لاعتلاء البرازيل منصة التتويج، كما أنهم سيتعاطفون مع الأرجنتين بحكم الجوار مثلما نحن فى مصر تعاطفنا مع الجزائر التى شرفت العرب فى المونديال، وكنا نأمل أن تقدم الكرة الأفريقية شيئاً جديداً ولكنه لم يحدث، وعموماً فإن سلاح الأرض والجمهور ليس فقط هو العامل الإيجابى الذى تعتمد عليه البرازيل والأرجنتين وإنما هناك عوامل فنية أخرى تدفع الفريقين إلى المباراة النهائية، فرغم أن السامبا ستفتقد جهود نيمار اليوم أمام ألمانيا بسبب الإصابة لكننى أرى أن غيابه لن يؤثر بالسلب على الفريق بعد أن تحسن الأداء الجماعى والتكتيكى لأبناء السامبا، وأصبح سكولارى، المدير الفنى للبرازيل، يتعامل مع البطولة بضرورة تحقيق اللقب بصرف النظر عن الأداء الجمالى الذى ننتظره من السامبا وقد لمست الأداء الجماعى دفاعاً وهجوماً فى المباراتين الأخيرتين للسامبا وشاهدنا «هالك» مهاجم الفريق يقوم بالدور الدفاعى خوفاً على فريقه من الخروج وحتى لا يسبب ذلك حزناً للجماهير، وأعتقد أن سكولارى ولاعبى السامبا يضعون فى حساباتهم الضغط الجماهيرى والإعلامى الذى تحول فى الفترة الأخيرة إلى مؤازر ومساند للفريق، وهو ما يمثل عنصراً إيجابياً لأصحاب الأرض وسيشكل خطورة على الألمان فى لقاء اليوم.

ووجهة نظرى أن الأرجنتين أيضاً لن تتأثر بغياب «دى ماريا» لكن ميسى ورفاقه أمام تحدٍّ كبير لاستعادة أمجاد الأسطورة مارادونا فى بطولتى 86 و90 ورغم أن كرة القدم من الصعب أن تتوقع فيها شيئاً لأنها لا تخضع لأى معايير، وحساباتها مربكة لكننى أعتقد أن الأقرب فى المنافسة على اللقب فى هذه البطولة منتخبا البرازيل والأرجنتين، فكلاهما يمتلك الدوافع الأكبر لحجز بطاقتى المباراة النهائية وفى نفس الوقت لا أحد يأمن مفاجآت البطولة التى قد تشهد تأهل أى من الألمان أو هولندا رغم صعوبة المهمة التى أراها، من وجهة نظرى، تصل إلى المستحيل لكننى اعتدت خلال مشوارى كلاعب ومدرب أنه لا يوجد مستحيل فى كرة القدم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية