كان الفنان الشاب هيثم أحمد زكى على موعد مع تحدي من نوع خاص، عندما وافق على تقديم شخصية «منصف» الذي يقتل والده في مسلسل «السبع وصايا» الذي يشارك في بطولته أمام رانيا يوسف وصبرى فواز وهنا شيحة وسوسن بدر، خاصة أن الشخصية صعبة وفيها نزعة غريبة نحو الشر.
وأكد هيثم أحمد زكى أن ما يحدث في الواقع أسوأ مما يحدث في المسلسل، في ظل ارتفاع نسبة الفقر وانتشار المخدرات، موضحاً أنه في البداية كان يشعر بالخوف من المنافسة الرمضانية بسبب وجود عدد كبير من النجوم. وقال هيثم في حواره مع لـ«المصرى اليوم» إنه لم يكن مرفهاً كما يتخيل البعض لكونه ابن الفنان العملاق أحمد زكى، موضحاً أن والده علّمه الاعتماد على النفس منذ الصغر.
■ ما الذي جذبك لشخصية منصف؟
- أول شيء جذبنى هو التحدى، لأنى شعرت بأن الشخصية بعيدة عنى، وعادة الممثل يقرأ العمل كله قبل أن يوافق عليه، ولكنى وافقت بعد أن قرأت أول حلقتين، دون أن انتهى من باقى السيناريو، لأنه سيناريو عبقرى، فأى مسلسل نشاهده لا يدخل في قلب الأحداث من أول مشهد، مثلما حدث هنا وفكرت أن هذا سيحدث للمشاهد ويجذبه أيضا.
■ من أين أتيت بتفاصيل الشخصية؟
- أنا رأيت نماذج كثيرة من البشر «ومكنتش الشاب اللى قافل على نفسه»، بالعكس كنت قريباً من الناس بكل طبقاتها، وعندما أقدم شخصية أضع نفسى مكانها وأقول: لو لم أكن ابن الفنان الكبير أحمد زكى والفنانة هالة فؤاد كيف سأعيش مثل هذا الشخص.
■ لكن واقعك مختلف تماماً عن واقع منصف وهو شخصية معدمة.. فكيف وضعت نفسك مكانه؟
- لم أكن مرفهاً كما يتخيل الناس لأنى ابن العملاق أحمد زكى، فوالدى- رحمة الله عليه- ربانى لكى أكون راجل «ومدلعنيش»، ولم يشعرنى بأنى ابن نجم وفنان مشهور متعالٍ على الناس أو بعيد عنهم، ولكنه علمنى الاعتماد على نفسى منذ الصغر، ورغم أنه كان أحن أب في الدنيا، إلا أنه كان «منشفني»، لأن هو نفسه تعب و«شقي» حتى يصل إلى المكانة التي وصل إليها، وكان يعلمنى ويعرفنى على كل الناس وما فعله معى هو الصح، لأن الفنان لا بد أن يشرب من كل البشر ويكون لديه مخزون يستعمله في عمله ويكون مرجعاً له.
■ كيف ترى استقبال المشاهدين للمسلسل خاصة أنه يبدأ بجريمة قتل؟
- أعتقد أن ما يحدث في الحقيقة أسوأ من المسلسل، خاصة ما رأيناه في الفترة الماضية، سواء من نماذج بشر أو جرائم غريبة، ولا نستطيع أن ننكر أن هناك نسبة فقر عالية، وأن هذا الفقر والاحتياج والظلم والمهانة التي يتعرض لها بعض الناس إلى جانب المخدرات المنتشرة والتى تذهب عقل الإنسان تؤدى إلى خروج الإنسان من تركيبته الطبيعية، وفطرته التي خلقه الله عليها وتجعله مجرماً يرتكب أبشع الجرائم، فالمسلسل أحداثه من الواقع وليست مجرد خيال.
■ هل شعرت بالخوف على فرصة نجاح المسلسل بين الكم الهائل من المسلسلات؟
- فعلا كنت خائف، لأن المنافسة شرسة وكبار النجوم موجودون معنا على الساحة الدرامية، «وكنت باقول: يارب بس الناس تشوفنا»، ولم أكن أتوقع كل هذا النجاح، فقد وصلتنى ردود أفعال تكشف عن حب الناس للمسلسل، منذ الحلقة الأولى، وجاءت لى مباركات من خارج مصر أيضا، والحمد لله «منصف أنصفني» لأنى اتظلمت في بداياتى والناس والنقاد كانوا يقارنوننى بالممثل العملاق، أحمد زكى، ولكن أعتقد أنهم الآن بدأوا يشاهدون هيثم أحمد زكى.
■ من وجهة نظرك ما الذي جعل المسلسل يحقق هذا النجاح؟
- هناك عدد من المسلسلات يكون «متفصّل» على رمضان، «وبتكون معمولة بسرعة وكروتة»، وهناك بعض المنتجين أو المؤلفين الذين يكررون الأفكار والأدوار للممثل، ويلعبون على نفس الشخصية لأنها نجحت معهم، وهو ما يجعل المشاهد يبتعد عنهم، ولكن «السبع وصايا» لا يشبه أي مسلسل، فهو إبداع من نوع جديد، وغير متأثر بأى نوع من المسلسلات التي حوله، وبين كل حدث وحدث هناك حدث، فهو لا يترك المشاهد للملل أو الراحة، والفضل يرجع للمؤلف محمد أمين راضى والمخرج خالد مرعى، اللذين شرفت واستفدت كثيرا بالعمل معهما، وأعتقد أنه لابد أن يكون هذا التفكير هو مبدأ المنتجين والمؤلفين ليتحقق النجاح.
■ هل كانت هناك مشاهد صعبة؟
- الدور كله كان صعب عليّ، لأنى أقدم شخصية ابن يقتل أبوه، بينما أنا في الحقيقة أتمنى أن يعود أبى وأراه ولو لمدة 5 دقائق و«أبوس إيديه وأقول له واحشتني»، فأنا عاشق لوالدى وفخور به، فهو وكما يعرف الكل من أعظم فناني مصر، وأنا أحبه وأفتقده وكنت أتمنى أن يمهلنى القدر لكى أنعم بوجوده أطول فترة ممكنة، بينما منصف أو الشخصية التي أقدمها عاشت في ظروف صعبة مع أب جاحد وظالم، وهو ما جعل الشخصية بعيدة كل البعد عنى، لذلك كل المشاهد كانت صعبة، خاصة أن المؤلف لم يترك مشهداً لا توجد به مشاعر مركبة وغموض وشد انتباه الممثل والمشاهد، وهو ما جعلنى أركز في كل مشهد.
■ هناك فنانون يخافون من تقديم دور الشرير.. فهل فكرت في ذلك؟
- عندما أدخل أي عمل أشعر بالخوف والقلق، وهذه المرة كان خوفى مضاعف من «كتر ما الشخصية مكتوبة حلو على الورق»، وكنت أفكر طوال الوقت في كيفية إظهارها بهذا الجمال الذي وصل لى وأبهرنى منذ أن قرأت السيناريو، فلم أخف من كون الشخصية شريرة بقدر خوفى من طريقة تقديمى وتمكنى منها، فقد قدمت من قبل شخصية شريرة وهى تاجر المخدرات في مسلسل «دوران شبرا»، وقد حققت نجاحاً وعلّمت مع الناس.
■ هل أنت حريص على التنوع في الأدوار أم تختار أدوارك حسب الدور الذي يعرض عليك؟
- عموماً «أنا مش ناوى أعمل دور شبه التاني»، فمنصف مثلا «مش هتشوفوه تاني»، فأنا تعلمت ذلك من أحمد زكى، لأنى لو حصرت نفسى في دور معين سأفشل، ومن الممكن أن يقدم الفنان شخصية قاتل أو ضابط عدة مرات، ولكن المهم أن يكون التناول مختلف، فأحمد زكى قدم شخصية الصعيدى ولاعب البوكس أكثر من مرة، ولكن كل مرة كانت بشكل مختلف وجديد، وهو ما أحرص عليه، فأنا أسعى للتنوع.
■ لو قدمت دوراً قدمه أحمد زكى، فما هو الدور الذي تحب أن تجسده؟
- دوره في فيلم «النمر الأسود» أحبه وأشعر أننى أستطيع أن أقدم فيه شيئاً خاصاً بهيثم، ولكننى أخاف من الاقتراب من هذه المنطقة أو أن أقدم دور قدمه من قبل، لأنى لا أستطيع دخول قفص الأسد بقدمى، إلى جانب أنه لابد أن أعبر عن الفترة التي أعيش فيها، وعن هموم جيلى، وأن تكون لى شخصيتى المستقلة مع أننى بحكم الطبيعة أحمل الكثير من طباع وحركات وشكل أبى، وهذا ليس عيباً ولكن هناك نجوماً لا يمكن أن يتكرروا، كما أن جيل أحمد زكى وعادل إمام ومحمود عبدالعزيز ويحيى الفخرانى ومحمود ياسين، لم يقلدو جيل رشدى أباظة ومحمود المليجى وعمرالشريف لأن التقليد عجز.
■ هل هناك نجوم تحب أن تتعاون معهم، وهل هناك أدوار معينة تريد أن تقدمها؟
- مازالت أمامى أحلام كثيرة لم أحققها وأدوار كثيرة لم أقدمها، فأنا مازلت في البدايات وبداخلى طاقات فنية لم أستغلها بعد، وأحب أن أتعاون مع الفنان الكبير يحيى الفخرانى.
■ بداياتك كانت في السينما.. أين أنت منها حاليًا؟
- لم أبتعد عنها ولكن ظروف السينما معروفة للجميع، خاصة في الفترة الماضية، ولم توجد على الساحة السينمائية، في الفترة الماضية، إلا شركتين تقدمان نوعاً معيناً من الأفلام «مبعرفش أعمله»، ولكنى أحترمه لأنه له جمهوره الذي يحبه، وأنا أحب السينما وعندما تعود أتمنى أن أعود معها.
■ وما الجديد لديك؟
- لا يوجد شيء حالياً غير أنى أظهر كضيف شرف مع هند صبرى في مسلسل «إمبراطورية مين» في آخر حلقتين، والشخصية جديدة ويارب تعجب الناس.
■ كيف ترى الوضع في مصر حالياً؟
- بالنسبة لى يكفى ما حدث في مصر في الأعوام الثلاثة الماضية من كلام وأحداث متناقضة، فالبلد لم تعد تتحمل أي كلام آخر، وجاء وقت العمل لأن البلد كانت «هتضيع مننا» يكفينا كلام لن يقدم لنا أي شيء سوى تضييع الوقت والوقوف في مكاننا.