كان أول من أطلق اسم الثقوب السوداء هو جون هويلر فى محاضرة له 1967، ولكن ما هذه الثقوب السوداء؟!
هى بقايا من نجوم سابقة، تتكدس فى حجوم صغيرة، وبالتالى تكون كتلتها وجاذبيتها لا حدود لها.. لأن الجاذبية تعتمد على الكتلة، فإذا كان وزنك على الأرض 60 كيلوجراما، فأنت وزنك على القمر عشرة كيلو جرامات، لأن الجاذبية على القمر سدس الجاذبية على الأرض.
هناك فى وسط مدينتنا النجمية (مجرة التبانة) أو MILKY WAY كما يسميها الغرب، ثقب أسود به أربعة ملايين ونصف المليون شمس مثل شمسنا!! هذا الثقب الأسود الكبير وصلت الجاذبية به إلى حد عدم انطلاق الضوء من هذه الشموس!!
هذا الشفاط الكبير.. يلتهم كل ما حوله.. فى محيط يسمى EVENT HORIZON، هذا المحيط يختلف من ثقب أسود لآخر، فلو أن ثقباً أسود لشمس مثل شمسنا، فهو يلتهم كل ما حوله فى دائرة نصف قطرها 3 كيلو مترات، ولو كان الثقب الأسود به عشر شموس، فنصف قطر دائرة الالتهام ثلاثون كيلو مترا، لك أن تتخيل دائرة التهام الثقب الأسود العملاق وسط مجرتنا والمسمى SAGITTARIUS A ساجيتاروس A، الذى به أربعة ونصف المليون شمس من شموس مجرة الثبانة!! لحسن الحظ أن هذا الثقب الأسود الجبار يبعد عن مجموعتنا الشمسية ثلاثين ألف سنة ضوئية! جدير بالذكر والمقارنة أننا نبعد عن شمسنا بثمانى دقائق ضوئية فقط أى: 186 ألف ميل X 60 ثانية X 8 دقائق!! كما أنه لحسن حظنا أن أقرب ثقب أسود إلى أرضنا يبعد عنا ألفاً وستمائة سنة ضوئية!!
هذه الثقوب السوداء.. إنما هى فوهات الجحيم..! لا ينجو منها أى جرم سماوى يقع فى محيط هلاكها EVENT HORIZON، ولكن ينجو منها نظرياً لا عملياً.. الجسم الذى يمر فوقها بسرعة أكبر من سرعة الضوء! ذلك لأن الزمن يتوقف عند سرعة الضوء.. وينكسر حاجز الزمن إذا كانت السرعة أكبر من سرعة الضوء.. أى نعود للماضى! ويبدو أن أحد الشعراء قرأ عن هذه النظرية.. فقال:
وفتاة جامحة.. للفضاء طامحة!
غادرتنا بأسرع من الضوء.. فعادت إلينا البارحة!
هذه الثقوب السوداء تخرج منها إشعاعات.. وصفها ستيفن هاوكنج.. خليفة أينشتين.. وسميت باسمه HAWKING RADIATION.
جدير بالذكر أن أول من تحدث عن الثقوب السوداء، وأن الضوء لا ينطلق من نجومها السوداء لعظم جاذبيتها، كان جون مايكل 1783 وبيير سايمون 1796، ولكن لم يلتفت أحد إليهما لأن الفكرة عن الضوء كانت أنه موجات فقط وليس جسيمات!
قرأت هذا البحث فى SCIENTIFIC AMERICAN، وسرحت بفكرى وأفقت على ثقب أسود كبير داخل مصر منذ 1952!! هذا الثقب الأسود شفط نيل مصر وطميها الذى تكونت منه.. وأخرج لنا جفافا ومجاعة مائية تهددنا بالفناء، ثقب أسود التهم أراضينا الزراعية.. وحولها إلى صحارى وخرائب، التهم ثروة مصر، وبعد أن كانت دائنة لإنجلترا بعشر ميزانيات، أصبحنا مدينين لطوب الأرض خارجياً وداخليا، ويكفى أن الدين الداخلى أكثر من 600 مليار جنيه، ثقب أسود شفط تراثنا الفنى وباعه لـ«روتانا»..
واليوم يحاولون شراءه..! ده ثقب أسود يابا! أى بلا عودة! ولكنه فى أيد أمينة (وليد بن طلال) يا للسخرية! ثقب أسود التهم وحدة مصر التى كانت مضرب الأمثال (غاندى)، وأخرج لنا غازات سامة طائفية، وحفريات حية من الماضى السحيق تطالب بدروشة العلم وسجن المرأة داخلياً (النقاب) وخارجياً (بيتها حتى موتها)، لأنها كلها من أولها لآخرها.. عورة!
هذا الثقب الأسود بداخله.. نجوم سوداء.. ديناصورات.. لصوص.. قطاع طرق.. ثروات مكدسة، والثروات الضخمة سرقة لأنها ليست عرقا.. (سان سيمون)، ثقب أسود التهم مصر كلها وباعها بثمن بخس لمن لا يبيع من أرض وطنه شبراً واحداً من الأرض! ثقب أسود التهم كل ما هو جميل، وأخرج لنا كل ما هو قبيح شكلاً وموضوعاً! ثقب أسود شفط أفريقيا من حياتنا..
وأخرج لنا سراباً اسمه العروبة! هذه العروبة هى التى مولت السدود فى أفريقيا.. ولتذهب مصر للجحيم..! ثقب أسود التهم كرامتنا وتاريخنا العظيم حتى أصبحنا ملطشة للى يسوى واللى ما يسواش! ثقب أسود التهم علماء هذا البلد.. رواده.. وعظماءه.. وترك لنا أجيالاً مشوهة.. مخيفة! إنه ثقب أسود قضى على مصر.. لأن بداخل هذا الثقب نجوماً شريرة سوداء.