x

فاعل خير بالوراثة: لو عايز أى حاجة فى بطن البقرة.. اسأل شعبان

الجمعة 11-06-2010 00:00 |
تصوير : other

لو فكرت يوماً فى زيارته لن تحتاج إلى عنوان حتى تصل إليه، فيكفيك أن تقف على أعتاب منطقة «بطن البقرة»، وتسأل عن «شعبان أبوالعلا». هو رجل نشيط فى العمل الخيرى، استطاع أن يصنع لنفسه شعبية كبيرة بين أهالى المنطقة، جعلته يتعامل معهم من منطلق الزعامة، فهو بالنسبة لهم زعيم غير شرعى مسؤول عنهم وعن توصيل أى مساعدات تصل من أهل الخير إلى أصحابها، كما أنه مسؤول عن تأمين المنطقة وحماية سكانها ولهذا لقبوه بـ«ليدر المنطقة».

حب «شعبان» للعمل الخيرى جاء بالوراثة، فوالدته كانت تهتم بمساعدة أهل المنطقة، وهو ما أكده: «أمى كانت بتشتغل فى العمل الاجتماعى وكانت بتساعد الناس اللى عاوزة تجيب معاشها، أو اليتامى أو أى حد مش عارف يصرَّف أموره.. لكن لأنها أمية كانت بتاخدنى معاها عشان أنا بقرا وبكتب..

وهى كانت بتتعامل مع مصالح حكومية وجمعيات عشان تخلّص مصالح الناس، وطبعا كان فيه ورق وأنا اللى كنت بقرالها». بمرور الوقت وبحكم اقترابه من العمل الاجتماعى، بدأ «شعبان» فى ممارسة هذا العمل عن حب وليس كواجب مطلوب منه، ولأنه حاصل على دبلوم فنى فإنه لم يكتف بذلك وأخذ دورات كمبيوتر وشهادة محو أمية، وعمل فى مصنع وبعدها مندوب مبيعات حتى استقر فى منظمة اجتماعية داخل «بطن البقرة».

«شعبان» أصبح همزة الوصل بين الناس خارج المنطقة وداخلها، لأنه أحد سكانها من جهة وهو شاب متعلم ومثقف ويستطيع التعامل مع المنظمات والجهات التى تحاول زيارة بطن البقرة. من جهة أخرى. «شعبان» عبر عن شعبيته داخل بطن البقرة: «روحوا لأصغر عيّل فى بطن البقرة وقولوا له مين شعبان.. وشوفوا الرد».

زيارات بطن البقرة لم تكن كلها بهدف المساعدة، فالانتخابات تعد موسما للزيارات المربحة، لكن «شعبان» له رأى مختلف بخصوص ذلك: فيه حاجة اسمها المندوب.. بيبقى واحد محبوب داخل المنطقة بياخد فلوس من المرشح ويلم أصوات وكل ما يلم أكتر ياخد أكتر.. والصوت بـ25 جنيه». وبصفته ليدر المنطقة كان «شعبان» هو أهم مندوب بالنسبة للمرشحين..

يتذكر «شعبان» تجربته الوحيدة كمندوب انتخابات بحسرة: »هى مرة واحدة ومش هكررها تانى.. أنا اللى جريت ورا استخراج 700 بطاقة انتخابية للناس.. بعدها جولى مرشحين وطلبوا منى إنى أجمع ناس.. وطبعا أنا طالبتهم بتقديم خدمات ووعدونى بيها، لكن فوجئت بأهالى عزبة أبوقرن بيقابلوا أهالى منطقتى بالمطاوى على باب اللجنة الانتخابية، واكتشفت إنه احيانا المرشح بيكون مش صادق.. فقررت أبعد عن قصة الانتخابات دى خالص.. ووقتها هبعد عن المنطقة كلها وهروح أقعد فى شقتى التانية فى النهضة.. لأن فى الأول وفى الآخر دول أهلى وأنا مش عاوز أضرهم بمرشح غير أمين على مصالحهم».

ابتعاده عن المنطقة وقت الانتخابات لا يعنى ابتعاده عنها كلية، فـ«شعبان» لا يريد أن يترك أهله ومنصبه داخل المنطقة: «بإمكانى أن أسكن فى منطقة أحسن.. لكن أنا مش عاوز لأنى مش عاوز أسيب أهلى.. ولأنى هنا معروف.. فى مكان تانى هبقى عادى ومش معروف».

أنشأ «شعبان» جمعية فى المنطقة أطلق عليها اسم «طيور السلام» وهو ما برره: «نفسى الناس كلها تبقى طيور سلام.. والسلام يعم بطن البقرة.. لا يبقى فيها مطوة ولا سنجة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية