x

رفعت السعيد داعش.. الحقيقة والتاريخ رفعت السعيد السبت 05-07-2014 22:14


يقولون فى الأمثال «العرق دساس». فإذا أردنا التعرف على حقيقة داعش تعالوا نعود إلى تاريخ أسلافهم الخوارج. وفى بداية الحكاية دفع زيد بن فدك علياً بن أبى طالب إلى قبول التحكيم وإلا قتله وألقى برمته لأصحاب معاوية [ابن الأثير الكامل فى التاريخ] لكنه هو نفسه اتهم علياً بالكفر لأنه قبل التحكيم. ويقول أبوالحسن الأشعرى «وأجمعت الخوارج على إكفار على» [مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين] وتجمع المصادر أنه لم يكن فى الخوارج صحابى واحد.

وهم شديدوا الاعتقاد بأن ما يقولونه صحيح الدين وما عداه كفر. يقول عبد الله بن عباس وقد زار معسكرهم فى حروراء «لم أر أشد منهم اجتهاداً فى العبادة جباههم قرحة من كثرة السجود» [ابن الجوزى تلبيس إبليس] ويقول جندب المرادى وكان مرافقاً لعلى بن أبى طالب عند زيارتهما لمعسكر الخوارج سعيا للصلح «كان لهم دوى كدوى النحل من قراءة القرآن» ألم يقل الرسول «تحقر صلاة أحدكم إلى جانب صلاتهم وصوم أحدكم إلى جانب صومهم ويقرأون القرآن ولا يجاوز حلوقهم» وعندما قتلوا الصحابى عبدالله بن خباب وزوجته وجنينها لأنه علق المصحف فى عنقه قائلين الذى فى عنقك يأمرنا بقتلك، ذهب على مسالماً طالباً قتلته لمعاقبتهم فقال له حرقوص بن زهير أحد أمرائهم «والله يا أبن أبى طالب لا نريد بقتلك إلا وجه الله والدار الآخرة».

فرد عليه بهدوء «إنما منكم من قال تعالى أنهم الأخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً». والمثير للدهشة أن ذات من قتلوا ابن خباب مر بهم جمع على رأسه واصل بن عطاء قائلاً «نحن مشركون» ثم قرأ «إذا استجارك أحد من المشركين فأجره حتى تسمعه كلام الله ثم أبلغه مأمنه» فأجاروه وأبلغوه مـأمنه.

وهكذا هم يقرأون القرآن دون فهم حقيقى ويظهرون تدينهم لخدمة أهوائهم دون إيمان حقيقى، أما أتباعهم فهم يشحنون بمقولات تدفعهم إلى تكفير كل خصومهم وضرورة قتلهم، فقد كفروا عليا ومعاوية وعثمان وأصحاب الجمل بما فيهم أم المؤمنين عائشة والحكمين وكل من رضى بالتحكيم من أهل معركة صفين [ابن الأثير] أن القتل عندهم تعبير عن ذروة الإيمان. وممارسته أرقى طقوس العبادة. وعندما ارتكب عبدالرحمن بن ملجم جريمة قتل على بن أبى طالب مدحه أحد أمراء الخوارج وهو عمران بن حطان قائلاً:

لله در المرادى الذى سفكتـ كفاه مهجة شر الخلق إنسانا، أمسى عشية غشاه بضربته- مما جناه من الآثام عريانا

يا ضربة من تقى ما أراد بها- إلا ليبلغ من ذى العرش رضوانا، أنى لأذكره حياً فأحسبه- وفى البرية عند الله ميزانا

.. فقط نتأمل منطقهم فعلى بن أبى طالب أول من أسلم على يد الرسول وأكثر المسلمين علماً بالقرآن فى زمانه هو «شر الخلق» وقتله سوف يبلغ بالقاتل «من ذى العرش رضوانا». ويرد واحد من أصحاب على هو بكر بن حماد التهرتى.. قل لابن ملجم والأقدار غالبة- هدمت ويلك للإسلام أركانا، قتلت أفضل من يمشى على قدم- وأول الناس إسلاما وإيمانا.

وفيما كانت المعارك تمضى شعراً كان الخوارج يزهون بقتل خصومهم ويعتبرون القتل بذاته عبادة ومن الخوارج فرقة هى «الأزارقة» التى تعتبر كل من أقام فى ديار الكفر ولم يهاجر إليهم كافرا. وقد أوجبوا امتحان من ينضم إليهم فيأتون له بأسير من أقاربه ويأمرونه بقتله فإن رفض قتلوه هو لأنه منافق.

.. هذا هو الأصل. أهديه إلى من يؤمنون خيراً فى داعش. وإلى من يعتبرون التأسلم جرعة زائدة من الإيمان بينما إيمانهم لا يجاوز حلوقهم.. وليست داعش وحدها وإنما إرهابيو الإخوان أيضا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية