x

«رويترز»: «داعش» وضعت يدها على أسلحة وأموال بنوك ونفط مدن سورية

الجمعة 04-07-2014 11:32 | كتب: رويترز |
هلال داعش في سوريا والعراق هلال داعش في سوريا والعراق تصوير : other

سيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، على معظم أنحاء شرق سوريا بينما يواصلون تقدمهم في المحافظات السنية في العراق المجاور.

واستولت الجماعة على أسلحة من مخازن السلاح في سوريا والعراق، وعلى أموال من البنوك في المدن التي سيطرت عليها، كما تضع يدها على حقول نفط وأراض زراعية.

ففي سوريا، تحولت الانتفاضة التي تفجرت قبل أكثر من 3 سنوات، على الرئيس، بشار الأسد، إلى معارك بين فصائل المعارضة السنية وفيها يعلو نجم تنظيم «داعش»

وخلال الأسبوع الحالي، نجح مسلحو «داعش» في إخراج «جبهة النصرة»، التابعة لتنظيم «القاعدة» من بلدة «البوكمال» في وادي الفرات على الحدود السورية مع العراق، مشددين قبضتهم على جانبي الحدود التي تم ترسيمها خلال سنوات الاستعمار، ويقولون إنها باتت الآن تاريخا ولى وذهب.

ومكن هذا النصر تنظيم «داعش» من بسط سيطرتها الكاملة على نقطة عبور للمرة الأولى، ووفر له منصة انطلاق في الهجوم على مواقع «جبهة النصرة» بمحافظة دير الزور السورية المنتجة للنفط.

وتمتد حدود «داعش» في سوريا لمسافة400 كيلومتر من الحدود التركية قرب مدينة الباب إلى الحدود العراقية في «البوكمال»، وهي أراض استولت على معظمها في معارك مع فصائل منافسة وليس مع قوات الأسد.

ورغم أن مكاسب «الدولة الإسلامية» الأخيرة في سوريا تحققت شيئا فشيئا لا على النحو الخاطف الذي حدث في شمال وغرب العراق في يونيو الماضي، فإنها تبرز استمرار توسع الجماعة التي لم يكن لها وجود في البلاد قبل عامين فقط. وحتى وقت قريب كانت الجماعة تسمي نفسها «الدولة الإسلامية في العراق والشام».

قال الضابط السابق يوكالة المخابرات المركزية والخبير بمجموعة «صوفان» الاستشارية في نيويورك، باتريك سكينر: إن «التطورات التي حدثت خلال الأيام الماضية، ستغير على الأرجح آليات العمل في سوريا بعد 3سنوات من الهجمات والهجمات المضادة وجمود الوضع».

ويعمل تحت قيادة «الدولة الإسلامية» في سوريا بضعة آلاف من المقاتلين يقودهم مقاتل من جورجيا هو «أبو عمر الشيشاني».

وعلى النقيض من زعيم «داعش» (أبو بكر البغدادي)، والذي لا يعرف له مكان، كثيرا ما يظهر «الشيشاني» على أرض المعركة. وقد ظهر في الآونة الأخيرة وهو يتسلم عربات عسكرية تم الاستيلاء عليها بالعراق وجلبها إلى سوريا.

ولم يبد رجاله رباطة جأش في المعارك وحسب، بل أثبتوا براعة في استخدام القوة الناعمة التي مكنتهم من استغلال تحالفات محلية، أو الاستفادة من مظالم الأهالي أو شراء ولاء المعارضة.

وعلى سبيل المثال تم الاستيلاء على مدينة «الموحسن» التي تقع على بعد 16 كيلومترا إلى الجنوب من المطار العسكري في دير الزور دون قتال، ولكن من خلال تحالف مع زعماء محليين يتوقع نشطاء إنه انطوى على تقديم مبالغ مالية بشكل أو آخر.

وكان لتسجيلات الفيديو التي تصور قسوة مقاتلي «داعش» بما في ذلك إعدام جماعي للأسرى وعروض للقوة دور في إبراز سلطة الجماعة.

واستعرض التنظيم معدات عسكرية ثقيلة عبر شوارع الرقة وهي المدينة الإقليمية السورية الوحيدة التي خرجت بالكامل عن سيطرة الأسد. ومن تلك المعدات مدفعية تقطرها مركبات ومنها دبابات وسيارات «همفي» وصاروخ قيل إنه صاروخ «سكود» وحملت هذه المعدات شعار الجماعة.

وحاصر «داعش» قوات الأسد في مدينة دير الزور لما يقرب من 3 أشهر في خطوة قال نشطاء سوريون إنها تشبه حملة الحكومة «الجوع أو الركوع».

وانسحبت «جبهة النصرة»، الخميس من معقلها في «الشحيل» بمحافظة دير الزور ومن مدينة الميادين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان «إن مقاتلين من العشائر المحلية بايعوا تنظيم (الدولة الإسلامية) مما مكنها من السيطرة على معظم المحافظة الحدودية».

وفي محافظة حلب الشمالية على حدود الأراضي التي هيمن عليها «داعش»، شن مقاتلوها هجوما على خصوم من المعارضين ممن أضعفهم القتال الطويل كما أنها تقاتل أيضا إلى الشرق من دمشق.

وبشكل غير رسمي، أقر دبلوماسيون مقربون من حكومة الأسد بأن دمشق تعتبر «داعش» قوة مدمرة لمقاتلي المعارضة، وأن هناك إدراكا ضمنيا بحدوث مواجهة في نهاية الأمر بين الدولة الإسلامية ودمشق بعد القضاء على خصومهما المشتركين.

ووضع الجماعة الجديد ربما يكون قد قرب أجل تلك المواجهة.

وفي الأسبوع الماضي قصفت طائرات حربية سورية مدينة «القائم» العراقية الخاضعة لسيطرة «داعش» عبر الحدود من «البوكمال».

وقال «سكينر» إنه «لابد وأن الأسد قلق جدا الآن من الأموال التي لدى تنظيم الدولة الإسلامية، لأن من الواضح أن بمقدورها أن تشتري سلاحا بل وأن تشتري ولاءات أيضا، بوسع الدولة الإسلامية أن تقطع أنحاء سوريا وتشتري تأييدا حتى ولو كان مؤقتا وهذا يمكن أن يغير قوة الدفع».

ويحشد خصوم آخرون مقاتليهم ضد «داعش». وإلى الشرق من دمشق، يعمل مقاتلون من «جيش الإسلام» الذي تدعمه السعودية، على إخراج مقاتلي «داعش» من بلدة (ميدعا) في منطقة الغوطة.

وقال قائد «جيش الإسلام»، زهران علوش، لمقاتليه قبل أن يرسلهم للقتال هذا الأسبوع إنهم قاتلوا النظام العلوي والشيعي من قبل و«حرروا» الغوطة، وأجزاء كثيرة أما اليوم فإنهم ذاهبون لبلدة (ميدعا) لسحق الدولة الإسلامية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية