كشفت دراسة علمية حديثة أن نسبة كبيرة من الناس تفضل التعرض لصدمة كهربائية عن الجلوس بمفردهم لفترة من 6-15 دقيقة، دون أن يكون لديهم أي شيء يفعلونه سوى التفكير في أفكارهم، حتى إن معظم من خضعوا للدراسة فضلوا التعرض لصدمات كهربائية عن الاستمرار وحدهم مع أفكارهم، دون وجود أي شيء ليفعلوه.
وتؤكد الدراسة أن الناس يفضلون أن يغفلوا أي شيء- حتى لو كان سلبيا- على ألا يفعلوا أي شيء على الإطلاق. وكشفت الدراسة أن 67% من الرجال أعطوا لأنفسهم صدمة كهربائية مرة واحدة على الأقل خلال فترة الانتظار، وبلغ المتوسط 1.47 صدمة لكل مشارك، أما السيدات فكانت النسبة بينهن 25% فقط.
وقالت الدراسة إن صعوبة أن يجلس الإنسان مع أفكاره فقط لفترة من الزمان تكمن في أنه يدخل في دائرة مغلقة من الأفكار التي تستمر في الدوران في عقله بلا توقف، بما يشكل ضغطا نفسيا عليه. كما رجح العلماء أيضا أن يرجع كراهية الناس للجلوس والتفكير فقط إلى أن هذا الأمر معقد في حد ذاته، لأنه يعني تحديد موضوع أولا بدقة وإقصاء بقية المواضيع، ثم الدخول في تفاصيله دون البعد عن الموضوع الرئيسي، وهو أمر صعب للغاية.
وتؤكد نتائج الدراسة، التي نشرتها مجلة «تايم» الأمريكية، أن الدراسة تؤكد صعوبة سيطرة الإنسان على عقله بشكل كامل، وأن هذا الأمر يحتاج إلى تمرينات مستمرة وليس أمرا فطريا يمكن تعلمه بشكل تلقائي، وأن ممارسة رياضات ذهنية مثل اليوجا والاسترخاء والتأمل هي ما يجعل الإنسان يسيطر على عقله بشكل أكبر، أما فيما عدا ذلك فإن الإنسان يميل عادة إلى الفعل وليس التفكير.