مما لايعرفه البعض ووفق ما ذكره لنا الإعلامي والإذاعي القدير الراحل وجدي الحكيم أن هذه الإذاعة بدأت برئاسة محمد المعلم «والد الناشر إبراهيم المعلم»، الذي كان مسؤولاً عن الاستماع السياسى وكان يعاونه آنذاك الإذاعي الشاب أحمد سعيد الذي قاد هذه الإذاعة فيما بعد لتصبح إذاعة الإذاعات العربية كلها بدعم من فتحى الديب ضابط المخابرات المصري الذي تقدم، لاحقا، بطلب لعبدالناصر لمد إرسالها من ساعتين إلى عشر ساعات يومياً ودعمها لتليق بدورها الدعائى القومي.
ويذكر أن إذاعة صوت العرب إذاعة مصرية تم إنشاؤها «زي النهاردة» في ٤ يوليو ١٩٥٣ويضيف وجدى الحكيم أن الإذاعة استقبلت جميع المناضلين السياسيين العرب، والذى صار كثيرون منهم فيما بعد رؤساء لدولهم مثل بن بلله وأبورقيبة وعبدالكريم الخطابى وعلال الفاسى وآخرين.
وكانت صوت العرب قد استقطبت كفاءات في كل المجالات دعما لرسالتها منهم فاروق خورشيد وبهاء طاهر والشاعر هارون هاشم الرشيد وسيد الغضبان، وقد لعبت دوراً بارزاً في قضايا التحرير لدول شمال أفريقيا وجنوب اليمن, وكانت صوتاً لمجاهدي الجزائر والمغرب وتونس، وكانت تذيع رسائل مشفرة لجبهة تحرير الجزائر والمقاومة الفلسطينية وجبهات التحرير بأفريقيا وحاولت فرنسا إخماد صوتها بضرب محطات أبوزعبل في العدوان الثلاثي ١٩٥٦، لكن الإذاعة استأنفت إرسالها في نفس اليوم من محطات سرية في المقطم.
ومن أشهر البرامج السياسية في تاريخها أكاذيب تكشفها حقائق لأحمد سعيد ومحمد عروق وشمال أفريقيا بلادنا لمحمد أبوالفتوح والخليج والجنوب العربى لسعد غزال، ومن البرامج الفنية الشهيرة «ليالى الشرق وسهرة الأحد واللقاء المفتوح وحديث الذكريات ومنتهى الصراحة، أول البرامج التي أتاحت الرأى والرأي الآخر، وصباح الخير يا عرب وأغاني وعاجباني وأشعار على الأوتار.
ومن أشهر المراسلين الذين نقلوا معارك الثوار في شمال أفريقيا والخليج كان أمين بسيونى وصلاح عويس، وكان لها دور قوى في الإنتاج الغنائي القومي الذي لايزال يتردد حتى يومنا هذا مثل «دعاء الشرق والروابي الخضر لعبدالوهاب وبلدى أحببتك يابلدى والنشيد القومى الجزائرى ومن أشهر المسلسلات الإذاعية التي قدمتها صوت العرب في بيتنا رجل وثلاثية نجيب محفوظ ونادية والعمر لحظة».
وقدمت صوت العرب إذاعيات بارزات مثل نادية توفيق وسهير الحارتي ونجوى أبوالنجا وأمينة صبرى ونبيلة مكاوي.