جاءت المبادرة التى أطلقتها «اليونيسيف» كبارقة أمل لأطفال الشوارع الذين لا يجدون حلا لمشكلاتهم.
يقول رياض أبو زيد- استشارى العمل الميدانى فى «اليونيسيف»- «فكرة المبادرة جاءت من اليونيسيف، وتعمل على تطبيقها جمعيات أهلية فى مصر»، قمنا باختيار عدد من أطفال الشوارع، جاء الاختيار بناء على تقييم لأكثر الحالات صعوبة فى تقويم سلوكهم، كنا نريد اختبار المبادرة بشكل قاس لضمان الفاعلية، يضيف رياض «فى البداية نقوم بعملية إعادة تأهيل نفسى لأطفال الشوارع، وإعادة دمج فى المجتمع خاصة بعد أن مروا بتجارب مرعبة، ثم نحاول تأمين الطفل قانونياً فى حالة وجود قضايا ضده، بعد ذلك نستخرج للحالات بطاقات شخصية وأوراقاً ثبوتية، لننتقل إلى المرحلة التالية وهى عرض الأفكار».
يتابع استشارى العمل الميدانى فى المنظمة الدولية «فى مرحلة الأفكار يكون طفل الشوارع حراً فيما يريد أن يفعله، بعضهم يريد افتتاح محل بقالة، آخرون يفضلون محلاً للمنظفات المنزلية، أو الأكسسوارات، بعد عرض الأفكار نحاول تعليمهم كيف يضعون دراسات جدوى حقيقية وصادقة لمشاريعهم، وكيف يخططون لمستقبلهم بالورقة والقلم، بعد ذلك تأتى مرحلة المنحة والتى تبدأ بـ5000 جنيه لا ترد،
كما تدفع اليونيسيف تأمين المحال والإيجار بقيمة 1500 جنيه، ونحاول أن يكون المحل بعقد إيجار لمدة عامين، طبعا العقد يكتب باسم صاحب المشروع، وباقى المبلغ ينفق على تجهيز المحل وشراء بعض البضاعة، والتى تكون إما بقالة أو منظفات منزلية أو إكسسوارات، ونعلمه كيف يقوم بعمل، وخلال أول ستة أشهر من عمر المشروع يكون هناك إخصائيون اجتماعيون يتابعون الحالة، خوفاً من حدوث أى إخفاقات أو انتكاسات نفسية، وبعدها نكون قد اطمأننا لاستقرار حالة الطفل ونتركه يشق طريقه بنفسه،
والمفترض أن نكون قد وصلنا لتنفيذ 12 مشروعا مع نهاية هذا العام، ونأمل أن يزيد التمويل ليزيد عدد المشروعات المتاحة، كما نأمل أن تلاقى المشروعات القائمة دعماً من الشركات للتبرع ولو بكرتونة من منتجهم، والأمر ليس متعلقا بالفائدة المادية،
فالأهم هو كيف سوف يشعر الشاب الذى حاول أن يبنى مستقبله بعمل محترم حين يجد حوله من يساعده.. وقتها سيكون لديه حافز أكبر ليثبت لنفسه ولغيره أن تغيير وضعه ليس مستحيلاً وأن مشكلة أطفال الشوارع لها حل وليست ظاهرة منتهية»، ويؤكد أبوزيد أن غالبية الداعمين كانوا من «الناس البسيطة» الذين احتضنوا أصحاب المشروعات الجدد وشجعوهم.