يحمل كلاهما الرقم 10 بالقميص الأصفر، ويبلغان من العمر 22 عامًا، ويحمل كل منهما عبء الآمال والتوقعات التي يضعها عليهما شعبهما، وفي النهاية لن يكون هناك سوى واحد منهما فقط في الدور نصف النهائي «البرازيلي نيمار دا سيلفا ضد الكولومبي جيمس رودريجيز» في قمة الدور ربع النهائي للنسخة العشرين من كأس العالم.
ولم يكن أحد يتوقع أن يتمكن شخص من خطف أضواء النجومية من لاعبين مثل الأرجنتيني، ليونيل ميسي، أو البرتغالي، كريستيانو رونالدو، أو البرازيلي، نيمار دا سيلفا، لكن «رودريجيز» فاجأ الجميع في مونديال البرازيل بتسجيله 5 أهداف في 4 مباريات، ما جعل صانع ألعاب موناكو الفرنسي يتصدر ترتيب الهدافين.
ولم يكتف «رودريجيز» بتسجيل الأهداف بل كان صاحب تمريرتين حاسمتين أيضًا في أول مشاركة له في العرس الكروي العالمي، وسجل هدفًا هو الأفضل في البطولة حتى الآن وكان في شباك المنتخب الأوروجوائي.
وعقدت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية مقارنة بين «نيمار» و«رودريجيز» في عدة نواحٍ، أولاهما اللياقة البدنية، موضحة أن التفوق جاء في صالح «رودريجيز» الذي يبلغ طوله 1.80م، وهو بالتالي أطول بـ5 سنتيمترات من «نيمار» صاحب وزن الريشة، ويشبه «رودريجيز» «رونالدو» في أسلوب لعبه، وبإمكانه الركض والمراوغة بقوة خلافًا لـ«نيمار».
ويتفوق «رودريجيز»، حسبما ترى الصحيفة، على «نيمار» في اللعب بالرأس التي اعتبرتها نقطة الضعف بالنسبة لكليهما، لكن «رودريجيز» أظهر في كأس العالم أن بإمكانه التسجيل بالرأس وأنه مرتاح داخل المنطقة.
واعتبرت الصحيفة أن «رودريجيز» صاحب رؤية ثاقبة والأكثر تقمصًا لمركز اللاعب صاحب الرقم 10 من «نيمار»، مشيرة إلى أن «رودريجيز» كان أفضل ممرر في الدوري الفرنسي، ويبدع في التمريرات العمياء والكرات العرضية والكرات الثابتة والانحرافات الصغيرة، في حين أن «نيمار» يفضل أن يكون في استقبال الهجمات.
وقارنت الصحيفة بين اللاعبين في عامل «الضغط»، مؤكدة تفوق «رودريجيز» على «نيمار»، خاصة أن البرازيل تخوض النهائيات تحت ضغط كبير، وفي مباراتهم ضد تشيلي، بدا البرازيليون مشلولين بسبب الضغوطات، وبرغم أن «نيمار» أقل شيئا ما من زملائه، لكنه حصل على بطاقة صفراء ضد كرواتيا، وعلى العكس، يلعب «رودريجيز» متحررًا تمامًا ونجح في كل محاولاته.
وعلى المستوى الفني، ترى أن اللاعبين يمتلكان مؤهلات فنية خارقة، وبإمكانهما مراوغة أي مدافع، وبإمكانهما التحكم في الكرات الصعبة ويتمتعان بخفة حركة استثنائية، ويلعب «رودريجيز» بقدمه اليسرى فيما يلعب «نيمار» بالقدم اليمنى، لكنه أكثر مهارة مثلما يتضح من خلال الهدف الذي سجله في مرمى كرواتيا في الدور الأول.
وعندما يأتي الأمر إلى الحس التهديفي فيكون الامتياز لـ«نيمار»، وترى الصحيفة أنه برغم أن «رودريجيز» هو الهداف الحالي لكأس العالم برصيد 5 أهداف، من الصعب القول إنه لا يملك موهبة هز الشباك، لكن أهدافه كانت عبارة عن لمحات فنية أكثر من مجرد أهداف يسجلها قلب هجوم، وبإمكان «نيمار» صاحب 35 هدفا، بينها 4 في كأس العالم، تسجيل أهداف بلمحات فنية رائعة، لكن تفوقه يأتي من امتلاكه الحاسة السادسة التي تسمح له بالتوقع وأن يكون هدافا حاسما داخل وخارج المنطقة.
وترى الصحيفة أن «نيمار» يتفوق على «رودريجيز» في عامل الخبرة، لأن سجل «نيمار» يتضمن لقب كأس القارات والمشاركة في العديد من البطولات الكبرى مثل كوبا أمريكا والألعاب الأوليمبية، كما لعب تقريبًا ضعف المباريات الدولية التي خاضها «رودريجيز» 26 مباراة دولية و10 أهداف.