x

«اللحوم» ترتفع 15% بعد تسريب قرار رفع أسعار الطاقة

الخميس 03-07-2014 21:18 | كتب: ريهام العراقي, محمد طارق |
لحوم العيد لحوم العيد تصوير : إسلام فاروق

أمام أحد محال بيع الطيور، وقفت عجوز خمسينية على بعد خطوات من البائع الذي انشغل بتقطيع الدواجن المتراصة أمامه أعلى طاولة معدنية بالمحل، لم تتركها نظرة الاستحياء التي خفضّت من نبرة سؤالها وهى تهمس: «ألاقى هياكل فراخ يا ابنى؟». هز الشاب رأسه بالنفى، فتمتمت العجوز بصوت منخفض، بعد أن بدأ الشاب العشرينى في عرض أسعار الدواجن عليها، إلا أنها رحلت في صمت قبل أن يُنهى الشاب حديثه.

ارتفعت قيمة الدواجن يوم السبت الماضى أربعة جنيهات للدواجن البلدى لتصل إلى 25 جنيهاً للكيلو الواحد، بدلاً من 21 جنيهاً، فيما ارتفعت ثلاثة جنيهات للدواجن البيضاء لتصل إلى 19 جنيهاً للكيلو.

وأرجع أصحاب محلات بيع الطيور رفع أسعارها لارتفاع ثمن حمولة سيارات النقل بعد عزم الحكومة رفع أسعار الوقود.

«الحكومة ترفع ثمن البنزين من هنا والأسعار تولع من ناحية تانية لأن مفيش رقابة على الأسعار». بهذه الكلمات تحدث أشرف بهجت، موظف، عن رأيه في سر ارتفاع أسعار الدواجن، يقول: «فوجئت برفع أسعار الدواجن في يوم وليلة، بحجة احتمالية ارتفاع أسعار البنزين في الفترة المقبلة»، يضيف أشرف: «أعمل موظفاًَ في وزارة الزراعة، ولا أملك سوى راتبى الشهرى الذي يكفى مستلزمات أسرتى بالعافية»، يتساءل أشرف: «لماذا أدفع ضريبة قرار الحكومة برفع أسعار البنزين وأنا لا أمتلك سيارة».

وتنتقد أمينة محمود فشل الحكومة السابقة في تطبيق التسعيرة الجبرية على اللحوم والدواجن، وطالبت حكومة محلب بتطبيقها للحد من جشع التجار على حد قولها، وتساءلت قائلة: «ما السبب الحقيقى وراء عدم إخضاع الدواجن للتسعيرة مثل باقى السلع، هذا يجعل المواطن البسيط فريسة لأصحاب محلات الدواجن».

بينما يرى أحمد فهمى، موظف، أن نقص مجازر الدواجن في القاهرة الكبرى والمحافظات تسبب في عدم طرح كميات كبيرة من لحوم الدواجن المجمدة بالمجمعات الاستهلاكية لمواجهة أسعار الدواجن الحية في الأسواق.

لم يقتصر الأمر على رفع أسعار الدواجن فقط، بل امتد إلى رفع أسعار اللحوم، لترتفع بنسبة 15% عن الأسبوع الماضى، يرجع محمد حسن، جزار بمنطقة السيدة زينب، سبب ارتفاع أسعار اللحوم إلى ارتفاع ثمن النقل أيضا، خاصة وأنه يقوم بذبح العجول في مذبح الوراق الذي يبعد عن متجره مسافة تضطره أن يستأجر تروسيكل لنقلها من المجزر. يقول: «رغم عدم إعلان وزارة البترول عن القيمة الحقيقية لرفع أسعار البنزين، إلا أننا فوجئنا برفع التسعيرة المعتادة من أصحاب سيارات النقل الذين برروا زيادة التسعيرة بنقص السولار في السوق، واضطرارهم إلى تموين سياراتهم في السوق السوداء»، يبرر لنفسه زيادة التسعير قائلاً: «لم نجد أمامنا سوى رفع أسعار اللحوم بمقدار ثلاثة جنيهات للكيلو، لحين إعلان الحكومة عن مقدار ارتفاع أسعار الوقود أو أن تتراجع عن القرار».

أرجع محمد مندور، صاحب محل لبيع لحوم الدواجن، ارتفاع أسعار الدواجن إلى ارتفاع أسعار النقل بسبب رفع أسعار البنزين، وقال: «نفاجأ مثل المواطن العادى برفع أسعار الدواجن في المزارع بسبب نقص البنزين في الأسواق أو رفع ثمنه، وهو ما يترتب عليه رفع ثمن كيلو الدواجن إضافة إلى رفع سعر نقل حمولة الدواجن من المحافظات المصدرة لها، فرفع ثمن البنزين لا يتحمله المواطن وحده ولكن نتحمله جميعا».

ورفض مندور اتهام أصحاب محال الدواجن بالجشع، يقول: «من يتهمنى بالاستغلال فهو ظالم، رفع ثمن الدواجن بيكون رغم إرادتى. أنا أتمنى أن أبيع الفراخ برخص التراب علشان الناس تيجى المحل وتشترى منى، لأن رفع ثمنها دفع الناس أنها تستغنى عن الفراخ وتأكل السمك بديلا عنها».

فيما أوضح محمد عبدالجابر، أحد العاملين بمحل لبيع اللحوم، بمنطقة السيدة زينب أن زيادة أسعار الدواجن ليست بسبب زيادة البنزين فقط، بل بسبب إقبال الناس على شراء الدواجن لقدوم شهر رمضان، يقول: «السوق عرض وطلب، صباح السبت الماضى ارتفعت أسعار الدواجن بشكل ملحوظ لسحب كميات كبيرة من الدواجن بسبب شهر رمضان، واستغل بعض التجار هذا الإقبال في رفع أسعار الدواجن بحجة نية الحكومة رفع أسعار البنزين، لكن أزمة البنزين والسولار الحقيقية تظهر في موسم الشتاء أكثر منها في الصيف لأن تربية الدواجن في المزارع تتطلب توفير البنزين من أجل التدفئة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية