«مصائب قوم عند قوم فوائد».. مقولة تنطبق عليه، ففى الوقت الذى يعانى فيه كل الناس ارتفاع درجة حرارة الجو لدرجة يصعب معها العمل وممارسة الحياه بشكل طبيعى، يفرح هو بالحر الشديد، لأنه يعنى بالنسبة له مكسباً وفيراً.
بترحاب شديد استقبل ماجد حلمى «بائع عرق سوس» الموجة الحارة، فرغم أشعة الشمس التى ترهقه، حيث يجوب منطقة المهندسين وشارع جامعة الدول العربية من أول النهار حتى آخره، فإن المكسب الذى يحققه فى يوم يعادل ما يحققه فى أسبوع كامل.
منذ 10 سنوات نزل ماجد من سوهاج إلى القاهرة بإبريق معدنى لا يستخدمه إلا كل صيف: «شغلتى دى موسمية يعنى فى الصيف بس.. وفى الشتاء بشتغل مقاول وأول ما الدنيا تبدأ تحرر بنقول بسم الله وننزل الشارع وكل ما تحرر أكتر نشتغل أكتر».
ماجد لا يحب فصل الصيف فقط ولكنه ينتظره بفارغ صبر وينتظر أيضاً الموجات الحارة لأنه يستفيد منها: «أنا بطلع من 8 الصبح لحد المغرب بفضل ماشى فى الشارع فى عز النقحة والحر، بس أعمل إيه أكل العيش مر، هو أنا بشتغل طول السنة.. دول همه كام شهر».
عندما اختار ماجد أن يبيع العرق سوس لم ينزل إلى منطقة شعبية لأن الباعة بها «أكثر من الهم ع القلب»، لذلك فكر فى مكان جديد: «أنا قلت أنزل المهندسين لأن مافيهاش محلات عصير كتير والناس هنا بتحب الحاجات دى وبيعتبروها غريبة وكمان لأن فيها عرب كتير بينزلوا فى الصيف، يعنى عز الطلب».
مشكلة وحيدة تواجه ماجد فى تلك المنطقة وهى خوف سكانها أحياناً من نظافة الأكواب، وهو ما اعتاد ماجد الرد عليه بشجاعة: «معايا صابون سايل وسلك مواعين والكبيات نضيفة تحبوا أشربلكم كبيتين دلوقتى علشان تتأكدوا إنها نضيفة ومافيهاش حاجة».
تجربة ماجد فى بيع العرق سوس فى المهندسين يعتبرها تجربة ناجحة ويتفاخر بها أمام أهل بلدته، ولذا قرر أن يستعين ببعضهم للعمل معه: «جبت كام واحد معايا من الصعيد أهه يساعدونى وبرضه ياكلوا عيش.. الناس دلوقتى مش لاقية شغل أنا مثلاً خريج معهد فنى تجارى لكن مالقتش شغل غير العرق سوس والتمر، وأهه ربك بيرزق».
ماجد لم يغير من تسعيرة كوب العرقسوس مستغلاً ارتفاع طبقة سكان منطقة المهندسين وزوارها، حيث يبيعها بـ50 قرشاً فقط، وهو ما جعل أكثر زبائنه من المصريين من سائقى التاكسى: «ميزة العرق سوس والتمر إنهم مشروب كل الناس ورخيص والناس بتحب ترتوى فى الحر».