x

كواليس 7 ساعات سبقت بيان عزل الإخوان

الأربعاء 02-07-2014 21:01 | كتب: محسن سميكة |
أحد المعتصمين أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، تأييدًا لمرسي، ودعمًا للشرعية، 3 يوليو 2013. أحد المعتصمين أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، تأييدًا لمرسي، ودعمًا للشرعية، 3 يوليو 2013. تصوير : فؤاد الجرنوسي

«3 يوليو 2013».. يوما فاصلا فى تاريخ مصر، ربما لن يتكرر، حيث تخلص فيه الشعب المصرى الذى كانت إرادته أقوى من أى شىء، من تنظيم حديدى، وجماعة كانت ترغب فى أن تحول الوطن إلى أحد فروعها، تستأثر بحكمه، وتحول أبناءه إلى رعايا، يشملهم رضاء المرشد أو لا يشملهم.

تشكلت إرادة الشعب فى ذلك اليوم، من مختلف طوائف الشعب وأبناء الوطن، وانضووا تحت راية واحدة، الأمر الذى ظهر جليا فى اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بممثلين عن الأزهر، والكنيسة، وتيار الإسلام السياسى، والشباب، كمندوبين عن حملة تمرد، فضلا عن المرأة والشخصيات العامة والسياسية الحزبية.

جاء هذا الاجتماع بعد مهلة منحتها القوات المسلحة للرئيس محمد مرسى، قبل عزله، للاستجابة لمطالب الجماهير بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، للاستفتاء على شرعيته.

وشهد الاجتماع، كواليس عديدة، من بينها دعوة جماعة الإخوان، إليه، وبعد مماطلة من الدكتور محمد سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، تارة برفضه المشاركة، وأخرى بإرسال محمد البلتاجى، مندوبا عن الجماعة، تم الاجتماع بدونهما.

ومن بين الكواليس رفض الشباب محمود بدر، ومحمد عبدالعزيز، المشاركة فى بادئ الأمر بعد علمهم بمشاركة جماعة الإخوان فى الاجتماع واعتراضهم، بل مهاجمتهم لأحد الشخصيات المشاركة فى الاجتماع التى تبنت دعوة استفتاء مرسى، على حكمه.

وقال محمد عبدالعزيز، مسؤول الاتصال السياسى بحملة تمرد، أحد الذين حضروا اللقاء، إنه عقب انتهاء المؤتمر الصحفى للحملة، تلقينا اتصالا هاتفيا من مكتب السيسى، يطلب منى ومحمود بدر، منسق الحملة، حضور اجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لمناقشة خارطة الطريق، خلال مرحلة ما بعد عزل الرئيس محمد مرسى.

وأضاف: عندما وصلنا وزارة الدفاع، كنا أول الحضور، بعدها بدقائق حضر الدكتور محمد البرادعى، وعرفنا أن اللقاء سيحضره الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس، وجلال المرة، أمين عام حزب النور، والدكتور سعد الكتاتنى، ممثلا عن حزب الحرية والعدالة، وعدد من الشخصيات الوطنية، ورفضت فى البداية أنا ومحمود بدر، حضور الكتاتنى الاجتماع، وأقنعنا البرادعى، بضرورة مشاركته، فوافقنا إلا أنه رفض المشاركة، بسبب تواجد حملة تمرد.

وتابع «عبدالعزيز»: عندما حضر السيسى، بدأ حديثه بأن هناك وجهتى نظر بشأن كيفية الخروج من المشهد الحالى، الأولى إجراء استفتاء شعبى على استمرار مرسى فى السلطة، والثانية إجراء انتخابات رئاسية عاجلة، وطلب من الجميع مناقشة وجهتى النظر، وعرضنا خارطة الطريق التى تطرحها تمرد، وكان السيسى، متفهما لها جدا، لكنه أكد أن المشكلة فى كيفية إخراجها للنور، وطلب من الجميع أن يتحملوا المسؤولية الكاملة، للطرح الذى سيتم الاستقرار عليه، وبدأت المناقشات حول وجتهى النظر.

وأشار «عبدالعزيز»، إلى أن تمرد، أكدت تمسكها بالمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، وأن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا رئاسة البلاد، بشكل بروتوكولى، وأن يتولى رئاسة مجلس الوزراء، شخصية وطنية، يكون لها كل صلاحيات رئيس الجمهورية.

ولفت إلى أن الدكتور محمد البرادعى، كان من مؤيدى وجهة النظر المطالبة بانتخابات رئاسية عاجلة، وشيخ الأزهر، طالب بضرورة أن يصب القرار النهائى فى مصحلة البلاد ويحقن الدماء، والمناقشات استمرت 5 ساعات ونصف الساعة متواصلة، ولم نناقش مدة الفترة الانتقالية.

وأضاف «عبدالعزيز»، أن فكرة إخراج المؤتمر الصحفى، بالشكل الذى ظهر به تمت باقتراح الحضور، ومباركة السيسى، ما أدى إلى تأخرنا عن الموعد المقرر.

وكشف المنسق العام لحملة تمرد، محمود بدر، عن بعض كواليس الاجتماع قائلا: بعد اتصال المتحدث العسكرى، العقيد أحمد محمد على، لإبلاغى و«عبدالعزيز» بالحضور ومقابلة القائد العام للقوات المسلحة، علمت أن القيادة العسكرية أكدت أن رئيس حزب الحرية والعدالة، سعد الكتاتنى، سيحضر الاجتماع، وهو ما رفضته بشدة، إلا أن البرادعى، أقنعنى بضرورة المشاركة فى الاجتماع تقديرا للظروف التى تمر بها البلاد، وبعد أن وافقت و«عبدالعزيز»، فوجئ الجميع برفض الكتاتنى المشاركة فى الاجتماع.

وأضاف: أجرى أحد قادة القوات المسلحة اتصالا هاتفيا بالكتاتنى، أمامى، لإقناعه بالمشاركة فى الحوار قبل الإعلان عن خارطة الطريق، إلا أنه رفض تماما، وقال إنه لا يمكن أن يفعل ذلك لأنه رأى ما حدث هو انقلاب على الشرعية، وبعد ذلك تحدث عن إمكانية مشاركة الدكتور محمد البلتاجى، كمندوب عن الجماعة.

وأشار منسق حملة تمرد، أن خارطة الطريق التى أعلن عنها السيسى، قدمتها القوات المسلحة قبل اجتماع خارطة الطريق بـ8 أشهر، وأعيد طرحها على الرئيس المعزول، محمد مرسى، مرة أخرى فى 22 يونيو من عام 2013، إلا أن مرسى رفضها، معتبرا أن مشاركة حزب النور فى الحوار تحمل منه للمسؤولية الوطنية، ومشيرا إلى أن ممثل الحزب السلفى فى الاجتماع أبدى مرونة كبيرة خلال جلسة المفاوضات ووافق على جميع بنود خارطة الطريق.

وتابع «بدر»: طلبت وقتها من الفريق أول عبدالفتاح السيسى، بالإفراج الفورى عن النشطاء السياسيين المعتقلين وكانوا بالمناسبة أحمد دومة وحسن مصطفى، ووقتها أبدى تفهمه لموقف شباب الثورة، ووعدنى بالإفراج عنهم وهو ما حدث بالفعل.

فيما قالت مصادر حضرت الاجتماع ورفضت الكشف عن أسمائها، أن بيان وزير الدفاع وقتها، سبقه 7 ساعات من المناقشات والمفاوضات للاتفاق على خارطة طريق تحقق مطالب الشعب المصرى باستكمال الثورة وتحقيق أهدافها، ورغم أن خارطة الطريق كانت موضوعة منذ عدة أشهر إلا أن الساعات الأخيرة أجبرت المجتمعين بالسيسى على مناقشة بنود عدة للتأكد من الخروج بخارطة تصل بالبلاد إلى بر الأمان.

وأكدت المصادر، أن أهم البنود التى شهدت نقاشا عميقا هو اقتراح بإجراء استفتاء على بقاء الرئيس المعزول محمد مرسى، أو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهو الاقتراح الذى رفضه بعض المشاركين فى الاجتماع وعلى رأسهم ممثلى حركة تمرد.

وأشارت المصادر، إلى أن ممثلى الحملة تمسكوا بالمطلب، الذى جاء على رأس قائمة مطالب استمارة تمرد، التى وقع عليها أكثر من 22 مليون مواطن، وهو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ورحيل مرسى، كما أن باقى رافضى الاقتراح أبدوا قلقهم من دخول البلاد فى دوامة من العنف والجدل السياسى فى وقت يشهد فيه الشارع المصرى حالة كبيرة من الانقسام بين مؤيد ومعارض لمرسى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية