لم يكن عزل مرسى فى الثالث من يونيو، العام الماضى، نهاية لولاية الإخوان فى حكم مصر فحسب، بينما كتب شهادة وفاة مكتب الإرشاد الذى يهيمن عليه أنصار سيد قطب، المرشد السابق للجماعة، المعروف بأفكاره التكفيرية واتجاهه للعنف فى مواجهة الدولة والمجتمع، حيث نفّذ التنظيم فى عهده عدة اغتيالات لمسؤولين كبار فى الدولة وخصوم سياسيين.
ما بين السجن والهروب ينتظر محمد بديع، مرشد الإخوان، ورفاقه، أعضاء المكتب المكون من 17 عضواً، المجهول، فى ظل تأكيدات من كل الأطراف باستحالة حدوث مصالحة بين هذا التيار مع الدولة وصدور أحكام قاسية ضدهم ما بين إعدام ومؤبد، ما يجعل عودتهم لقيادة الجماعة أمراً محالاً.
لم يكن أمراً خفياً على أحد أن أعضاء هذا المكتب كانوا بطريقة أو بأخرى حُكّاماً لمصر على مدار عام كامل قبل أن يتم إيداع معظمهم السجون وفرار آخرين إلى أوروبا والدوحة وغزة لقيادة الجماعة لحين ظهور قيادة جديدة.
يعد هذا المكتب الأسوأ فى تاريخ الجماعة، حسب مراقبين كثيرين، ولعل سعيه للسلطة بشراهة كان أكبر البراهين على ذلك، تناقض مواقفه يكشف مدى مطامع هذه المجموعة التى أكدت عقب الثورة أنها ستدفع بـ30% فقط من المرشحين فى انتخابات النواب، إلا أنها ترشحت على جميع المقاعد، وتعهدت بعدم الترشح للرئاسة ثم دفعت بخيرت الشاطر وتلاه مرسى عقب استبعاده.
سيطر على هذا المكتب الرباعى القطبى، محمد بديع، المرشد العام، ونوابه، خيرت الشاطر ومحمود عزت وجمعة أمين، رفاق الزنزانة للمرشد التكفيرى، الذى نقل سماً فى عقولهم ليورثوا المدرسة المحافظة لأجيال تخلف أخرى.
محمد بديع
انتخب محمد بديع مرشداً عاماً لجماعة الإخوان المسلمين، فى يناير 2010، وشدد فى بداية ولايته أنه سيركز على العمل التربوى، إلا أنه سلك العمل السياسى بشراهة لم تعهدها الجماعة من قبل، خاصة بعد ثورة يناير حينما سعت الجماعة لحصد أغلبية برلمانية ووصلت بمرسى للرئاسة.
يعد بديع من أبرز المنتمين لمدرسة سيد قطب الذى رافقه داخل السجن، وأكثر من دافع عنه فى مقابلات إعلامية، ورغم وجود خلافات داخل الجماعة نفسها حول فكر قطب، إلا أن بديع اعتبره امتدادا للمؤسس حسن البنا فيما يتعلق بسلمية الدعوة.
خيرت الشاطر
الرجل المقدس داخل التنظيم، تعتبره الأغلبية داخل الكيان الإخوانى الرجل الأول ومهندس الصفقات التى تبرمها الجماعة بالداخل والخارج، تعرض خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للجماعة للسجن 6 مرات، قضى خلالها 12 عاماً، وكان حريصاً على تكوين علاقات بالغرب فنشر سلسلة مقالات عام 2005 بجريدة الجارديان البريطانية بعنوان لا تخافوا منا. ينتظر المهندس أحكاماً لن تقل عن مثيلاتها الصادرة بحق بديع، حيث إنه متهم بالتحريض على القتل بأحداث الاتحادية وقتل المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد، بالإضافة لاتهامه فى قضية التخابر.
محمود عزت
الرجل الحديدى، هكذا يحلو لأعضاء التنظيم وصف المرشد الحالى للجماعة، المعروف بتشدده وولائه للتيار القطبى، حيث كان تلميذاً مخلصاً للمرشد التكفيرى، وحرص على نقل فكره للأجيال الجديدة.
متهم بالتخابر وقتل المتظاهرين وتشكيل عصابات مسلحة.
جمعة أمين
كان جمعة أمين مقرباً من المرشد سيد قطب وصدر حكم ضده بالسجن 15 عاماً فى القضية الشهيرة التى صدر قرار فيها بإعدام المرشد التكفيرى، يصفه فصيل كبير داخل التنظيم بالعدو الأكبر للإصلاحيين.
رشاد البيومى
الرجل الذى تخطى عمره 84 عاماً، كان مسؤلاً عن قسم الطلاب داخل الجماعة، ولحساسية هذا المكان حرصت الجماعة على أن يكون على رأسه أحد التنظيميين الموالين للفكر القطبى فدفعت به.
محمود حسين
يقود الأمين العام للجماعة، محمود حسين، التنظيم الإخوانى من الدوحة، التى غادر إليها قبل أحداث 30 يونيو، وفق خطة وضعتها الجماعة، وكثير من الاجتماعات التى يعقدها التنظيم الدولى للجماعة بفنادق الدوحة تكون تحت إدارة هذا الرجل.
مهدى عاكف
المرشد السابق للجماعة، سجن فى عهد الملك فاروق والرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك وعدلى منصور، والآن مسجون بتهمة إهانة القضاء، وحسب محمد الدماطى، محاميه، فإنه رفض الإفراج الصحى عنه.
عبدالرحمن البر
أول عضو مكتب إرشاد يصدر ضده قرار بالإعدام برفقة 9 آخرين من قادة الجماعة فى القضية المعروفة إعلامياً بطريق قليوب، ورغم أن عبدالرحمن البر، مسؤول الفتوى والأمور الشرعية بالجماعة، إلا أنه لا يعد من صفوة علماء المجتمع.
مصطفى الغنيمى
متهم بإدارة غرفة عمليات رابعة العدوية لإثارة الفوضى ومواجهة الدولة بالعنف إلى جانب 50 قيادة إخوانية أخرى، كما يواجه الغنيمى مع حماس وحزب الله و130 قيادة إخوانية، بينهم الرئيس المعزول محمد مرسى، التخطيط للهجوم على سجن وادى النطرون لتهريب المساجين.
محمود غزلان
المتحدث الرسمى الوحيد فى العالم الذى لا يتحدث لوسائل الإعلام ويكرهها بشدة، محمود غزلان الرجل الذى يكتب بيانات الإخوان المسلمين من خارج مصر، حيث هرب بعد 30 يونيو.
محيى حامد
أحد المقربين لخيرت الشاطر، والذين تم الدفع بهم بفريق مرسى الاستشارى، حينما وصل للرئاسة، وكان عضواً بمكتب الإرشاد حينها.
يواجه محيى حامد اتهامات بالتخابر مع الحرس الثورى الإيرانى.
محمد على بشر
الواجهة التى تقدمها الجماعة لخصومها، يمتاز بهدوئه والاستماع للآخرين، إلا أنه فاقد لكل الصلاحيات داخل الجماعة ويدين بالسمع والطاعة لقادته.
يعد بشر الذى شغل منصب محافظ ووزير فى عهد مرسى المفوض الدبلوماسى للجماعة.
محمد وهدان
مسؤول قسم التربية بالجماعة، كان أحد أبرز القيادات المتواجدين برابعة العدوية، وله خطابات كثيرة مسجلة من منصتها، قاد كثيراً من التظاهرات والمسيرات التى انطلقت إلى مبنى وزارة الدفاع والمخابرات العامة ووقعت خلالها اشتباكات.
عصام الحداد
يعد الحداد كبير العائلة المسؤولة عن ملف العلاقات الخارجية داخل الجماعة، حيث يعمل نجله عبدالله مسؤولاً عن المكتب الإعلامى لإخوان لندن، فى حين كان نجل شقيقه، جهاد الحداد، مسؤلاً عن التواصل مع الإعلام الغربى داخل الجماعة.