x

مطاريد «الإخوان».. الخارج «مولود» والداخل «مفقود»

الأربعاء 02-07-2014 21:04 | كتب: سعيد علي |
الرموز يلوحون بشارة رابعة على الموائد الرموز يلوحون بشارة رابعة على الموائد تصوير : اخبار

ما بين قيادات تسكن فى فنادق لندن والدوحة وقواعد مختبئة فى الجحور بالأراضى الزراعية وبلدان غير بلدانها، عاش أعضاء جماعة الإخوان الفترة التى أعقبت عزل الرئيس الأسبق، محمد مرسى. وبينما كان قادة التنظيم يتناولون الولائم فى بهو تلك الفنادق الفارهة، قضى آلاف الأعضاء لياليهم السوداء فى شتاء برودته قاسية، يشعلون الأخشاب للتدفئة، يتخذونه ونيسًا لهم حتى تشقشق الشمس ويعودون إلى منازلهم حينما يطمئنون أن دوريات الأمن لن تأتى للقبض عليهم.

فى الدوحة، كان محمود حسين، الأمين العام للجماعة، نزيلًا فى فندق «ريتاج الريان»، مقابل 2000 جنيه لليلة الواحدة، ثم انتقل بعدها إلى فندق آخر، حينما علمت وسائل الإعلام مكان إقامته ورافقه فى الفندق نفسه كل من عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية، ومحمد عبد المقصود، الداعية السلفى المعروف بولائه للإخوان ودعمه للرئيس المعزول، إضافة إلى الداعية وجدى غنيم، الذى رصدته الكاميرات وأمامه كميات لحوم ودواجن مهولة، وكأن من يتناولونها أصحاب بطون لا تشبع وشهوات لا تمتلئ أبدا، حيث لاقت تلك الصورة التى تداولتها مواقع التواصل الاجتماعى غضبًا كبيرًا فى الوسط الإخوانى، خاصة لدى الشباب الذى يعانى فى المظاهرات ويرى قادته يمزحون ويأكلون بشراهة، وترتسم الابتسامة على شفاههم، وكأنهم فى ملهى أو رحلة استجمام.

ولأن الدوحة بمثابة الوطن البديل أو الحديقة الخلفية لـ«الإخوان»، استقبلت زحفًا إخوانيًا كبيرًا، خاصة فى الفترة التى تلت فض اعتصام رابعة العدوية، حيث غادر إليها حمزة زوبع، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، الذى نجح فى مراوغة الدولة بمبادرة اعترف فيها بأخطاء الإخوان، وطالبهم بالاعتذار لشركاء الثورة، ثم نجح فى الفرار لينضم للكتيبة الإخوانية فى الدوحة، ولحق به جمال حشمت، عضو مجلس شورى الجماعة، الذى ينتقل بين فنادق الدوحة تارة، وإسطنبول تارة أخرى، ورغم أنه يعيش مرفهًا إلا أنه اشتكى من غربته وفراق ذويه، وظهرت دموعة حينما عقد قران نجلته من الدوحة عبر «سكايب»، والذى أذاعته قنوات الإخوان.

أما يحيى حامد، الوزير الإخوانى الشاب، فكان من أبرز الأسماء التى غادرت إلى الدوحة، لتلعب دورًا بارزًا فى نقل معلومات وكواليس الأيام الأخيرة لعهد مرسى، وتحمل إدانات موسعة لأطراف فى الدولة من بينها الجيش والداخلية، إلا أن محاولات «حامد»، لم تفلح فى لفت أى انتباه إعلامى أو دولى، وينتقل «حامد»، أيضا، ما بين الدوحة، وأوسلو بالنرويج، ليقوم بمهام مكلف بها من قبل التنظيم، سواء بالتفاوض مع منظمات حقوقية أو عقد مناسبات إعلامية للتنظيم هناك.

وكان ضمن وفود الإخوان، التى انطلقت عبر الحدود هربا من الداخلية، طارق الزمر، القياى بالجماعة الإسلامية، الذى كان ظهوره مفاجئا على قناة الجزيرة، بعد فترة اختفاء أعقبت فض اعتصام رابعة، ليصبح الآن كثير الظهور فى إعلام الجماعة، وانضم لمجموعة «ريتاج الريان»، الفندق الذى يعد أفخم فنادق الدوحة، والذى تحول لثكنة إخوانية فى فترة من الفترات.

ويعد الدكتور محمد محسوب، وزير الدولة للشؤون البرلمانية والنيابية الأسبق، أحد أبرز الأسماء التى كانت الجماعة حريصة على تواجدها فى قطر، لما له من قدرة تفاوضية مع أطراف دولية وملكاته القانونية، إضافة إلى لباقته فى الحديث عبر وسائل الإعلام، وتلقى لقاءاته عبر قناة الجزيرة نسب مشاهدة عالية من قبل أعضاء التنظيم، لأنه يتمتع بشعبية كبير لدى هذا التيار.

وفى إحدى الليالى، ظهر الشاب الإخوانى أحمد البقرى، رئيس اتحاد طلاب مصر، وبرفقته قطب العربى وعدد من كبير من شباب الجماعة، يرقصون على الطبلة والدف، داخل إحدى قاعات فنادق الدوحة، فى وقت يصدر التنظيم تعليماته لزملائهم فى جامعة الأزهر والقاهرة بالتظاهر وعدم التوقف عن الاحتجاجات السلمية منها وغير السلمية.

إلى جانب هؤلاء القادة، يتواجد صف ثان من قادة الجماعة، وهم ضيوف 24 ساعة على قناة الجزيرة، لا يتركون المشاهد، أمثال حاتم عزام، النائب البرلمانى السابق، وخالد محمد، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، وعلى خفاجى، أمين شباب الحزب بمحافظة الجيزة، وأشرف بدر الدين، عضو الهيئة العليا عن الحزب، وإيهاب شيحة، رئيس حزب الأصالة السلفى، وعمرو عبد الهادى، القيادى بحزب الوسط، وإلى جانب هؤلاء جميعا، نجح المئات من قادة الصف الثالث بالجماعة والجناح الإعلامى لها فى الانضمام إلى سكان فنادق الدوحة.

ومن الدوحة إلى لندن، مأوى الإخوان فى أوروبا، حيث يتواجد هناك جمعة أمين، نائب المرشد العام للجماعة، فى إحدى شقق العاصمة البريطانية، كما نجح فى اللحاق به مؤخرا عمرو دراج، وزير التعاون الدولى السابق، الذى هرب عبر السودان، لينضما سويًا إلى إبراهيم منير، مسؤول التنظيم الدولى، ومحمد سودان، مسؤول ملف العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، وعبد الله، نجل عصام الحداد، مسؤول المكتب الإعلامى للتنظيم هناك.

وكان للصف الثانى من التنظيم الإخوانى نصيب فى الانضمام إلى المعسكر الإخوانى فى بلاد الإنجليز، بعدما نجحت الجماعة مؤخرًا فى تشكيل جناح إعلامى جديد تستخدمه لمواجهة النظام من هناك، حيث أطلقت الجماعة قناة الشرعية، وضمت عددًا كبيرًا من شبابها العاملين بجريدة الحرية والعدالة، واللجان الإلكترونية للعمل بها، وحولت صحفيين كانوا فى بداية عمرهم الصحفى إلى مذيعين لا يغادرون الشاشات بالساعات.

مراسل قناة الجزيرة مباشر مصر، وأحد شباب الإخوان، «و. ب»، يقول لـ«المصرى اليوم» تعليقا على التباين الواضح بين ما يعيشه قادة الإخوان فى قطر، وبين من يعيشون داخل البلاد من القواعد: «اللى قاعدين فى قطر بياخدوا من الجزيرة 30 و40 ألف جنيه فى الشهر، وإحنا طالع عنينا هنا فى الشوارع، ماشيين وراء المسيرات وبنعرض حياتنا للموت».

يضيف هذا الشاب الذى كان عضوًا بارزًا فى الجناح الإعلامى للجماعة ومقربًا من الدكتور سعد الكتاتنى: «حظنا فقرى والله، مالحقناش نسافر مع الجماعة اللى راحوا قطر، عايشين فى جنة هناك، فنادق وأكل وشرب ومرتبات عالية جدا ومقضينها، وتعالى شوف إحنا هنا فى مصر بنمسك المسيرة من الصبح ونروح لغيرها وغيرها لحد نهاية اليوم، وبنسافر من محافظة للتانية عشان نعمل البرنامج بتاع شهداء فى الذاكرة، وكل ده بألف دولار فقط، ما هو لو الواحد محظوظ كان زمانه فى الدوحة».

حاولت «المصرى اليوم» التواصل مع شباب وقادة الإخوان لسؤالهم عن حالة الترف التى يعيشونها، ولم تتمكن، بعدما رفض معظمهم، لكن الدكتور مجدى قرقر، القيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، قال لـ«المصرى اليوم»، مدافعا عنهم: لا يغرنك كل هذا، آلام الغربة لا يمكن أن تقدر بأموال.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية