الكراسى «17»
كلما تغير عندنا الجالس على «كرسى الحكم» عمل على تحجيم أو تغيير صورة من كان قبله! فمنذ تنازل الملك فاروق عن العرش ومغادرته مصر 1952 قام رجال الثورة بالإساءة إلى سيرة وتاريخ العائلة الملكية من محمد على حتى فاروق!! حجبوا عن الأجيال الصاعدة معرفة حقائق التاريخ بإيجابياته وسلبياته، وتناسوا أن التاريخ نافذة نطل منها على ماضينا لنبصر مستقبلنا.. عندما أطاح عبدالناصر وصحبه باللواء محمد نجيب، شب جيل لا يعرف عن الرجل شيئاً، وأنه كان أول «رئيس جمهورية لمصر»!!
وعندما مات عبدالناصر عقدت جلسة بمجلس الأمة (الشعب) فى 7 أكتوبر 1970، وحلف فيها أنور السادات اليمين الدستورية، وعندما انتهى وأثناء انصرافه كان هناك تمثال نصفى لجمال عبدالناصر فتقدم السادات منه وانحنى أمامه بشدة!! وعندما تبوأ الكرسى سار تدريجياً على خطى عبدالناصر «بأستيكة»!!.. حتى منزل عبدالناصر بمنشية البكرى لم يتحول لمتحف حتى الآن!!
السادات لم يشأ أن يخلد ذكرى ناصر، أما مبارك فأصدر قراراً فى «2007» بتحويل المنزل إلى متحف.. ومرت السنوات والقرار مجرد حبر على ورق، ويقولون إنهم بدأوا العمل أخيراً بعد رحيل مرسى!! فيلا كوكب الشرق أم كلثوم تم هدمها.. فيلا زينب الوكيل التى احتجز فيها محمد نجيب لسنوات طويلة تم هدمها.. الأمثلة كثيرة، والنتيجة ضياع مبالغ رهيبة كان من الممكن أن تعود علينا من وجود متاحف للعديد من الشخصيات المصرية فى شتى المجالات!!.. إن الرئيس السيسى غير مدين لأى من السابقين، ولا ينتمى لأى حزب من الأحزاب الحالية، وعليه أن ينبه الغافلين، ويعلم الجاهلين أننا نملك ثروات لا تقدر بثمن غير مستغلة، وأن من حق الشعب أن يعرف صحيح تاريخه بحلوه ومره.. وللحديث بقية.
