x

عمرو هاشم ربيع الأحزاب في غرفة الإفاقة عمرو هاشم ربيع الإثنين 30-06-2014 23:07


تشير الأحزاب السياسية في أي مجتمع إلى أنه مجتمع متطور ونام سياسيًا. فكما أن البورصة والبنوك والمصانع تصبح مظاهر على أن المجتمع نام اقتصاديًا، يشير وجود الأحزاب إلى أن المجتمعات القائمة فيها نامية سياسيا.

هنا تبدو مسألة البيئة التي تعمل فيها الأحزاب السياسية مهمة كى تكون فاعلة. فخلال حقبة مبارك عانت الأحزاب السياسية القائمة من ثلة من المشكلات الداخلية والخارجية، وكان على رأس المشكلات الخارجية قانون الطوارئ، والممارسات السلبية التي كان النظام يمارسها، خاصة حالة التفرقة بين المعارض منها والتابع للسلطة، ويقصد به الحزب الوطنى. حيث كان الأخير يهيمن على موارد الدولة والخدمات التي يقدمها الإعلام الرسمى، ناهيك عن سطوته في المحليات باعتباره حزب الرئيس ووريثه.

الآن وبعد أن تلاشت القيود الخارجية الواقعة على الأحزاب السياسية أو معظم تلك القيود، ما زالت الأحزاب تتسم بالضعف الشديد، صحيح أنها من الصعب أن تفيق من كبوتها والأثر الكبير الذي خلفه نظام مبارك عليها بين عشية وضحاها، إلا أننا لا نلمس حتى مجرد البداية الجادة في عمل تلك الأحزاب. هنا يصبح السؤال ما العمل؟

المؤكد أن على السلطة واجبا رئيسيا لدعم النشاط والحراك السياسى لتلك الأحزاب، وهو أن تبتكر نظاما انتخابيا يرضى الطموحات السياسية لتلك الأحزاب، حتى تكون فاعلة في الشارع.

أما الأحزاب السياسية التي كانت تتلكأ في الماضى بضغوط نظام مبارك فعليها الكثير. عليها بداية أن تكون لها أرضية في الشارع. فالشعب الذي يغلب عليه نسبة كاسحة من المستقلين يحتاج جهدا من قبل الأحزاب، حتى يكون أكثر تسييسًا، فيؤطر ويقولب في ثلة من الأفكار السياسية التي تزيد من عضوية الأحزاب. بعبارة أخرى يتحتم أن يكون للأحزاب القائمة أساس اجتماعى أو امتداد شعبى، هنا يكون من الضرورى الانتهاء من غابة الأحزاب القائمة، بالاندماج بين الأحزاب صاحبة الفكر الواحد، إضافة إلى حتمية نزول الأحزاب إلى الشارع وتفاعلها مع مشاكل المواطنين، عوضًا عن البقاء في المكاتب، أو اقتصار الأنشطة إن وجدت على العاصمة والمدن الرئيسة.

وإضافة إلى كل ما سبق، فإن الأحزاب السياسية عليها أن تستعيد ثقة المواطن فيها، ولعل أهم منابت تلك الثقة، تفعيل الديمقراطية الداخلية بها، إذ إنه من غير المقبول أن تفتقد الأحزاب ما تستصرخ به السلطة السياسية ليل نهار، هنا يصبح من الضرورى إعمال التداول السلمى للسلطة داخل الأحزاب، وأن تتخذ القرارات داخلها بشكل ديمقراطى سليم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية