x

«المصري اليوم» ترصد مشاهد الإرهاب بمحيط «الاتحادية»

الإثنين 30-06-2014 19:48 | كتب: محمد القماش |
تفجيران بمحيط قصر الاتحادية تفجيران بمحيط قصر الاتحادية تصوير : محمد حسام الدين

رصدت «المصرى اليوم» مشاهد ما بعد انفجار عبوتين بدائيتى الصنع أمام شارع الأهرام القريب من نادى هليوبوليس الرياضى وبالجزيرة الوسطى أمام قصر الاتحادية الرئاسى، ما أسفر عن استشهاد ضابط برتبة عقيد ومقدم شرطة، وإصابة 6 آخرين يتلقون العلاج بمستشفى الشرطة، وتبين أن حالة أحدهم الصحية سيئة للغاية، وأجرى عملية بتر لذراعه اليمنى.

في تمام الساعة العاشرة صباحاً انفجرت عبوة أثناء محاولة قوات الشرطة إبطال مفعول عبوتين عثر عليهما في محيط قصر الاتحادية، فانفجرت إحداهما في العقيد أحمد أمين عشماوى، خبير المفرقعات بمديرية أمن القاهرة، وأصيب 4 آخرون من زملائه بجروح وتهتكات جراء الانفجار، ونقلوا عبر سيارات الإسعاف إلى مستشفى الشرطة.

وصلت قوات الأمن مدعومة برجال القوات الخاصة والدوريات الشرطية التي كانت تمشط المنطقة بمعاونة خبراء المفرقعات والكلاب البوليسية، وتبين أن منطقة الانفجار تشهد أعمال تطوير ورصف للطرق على الجانبين، وحركة السيارات بها متوقفة تماماً، فيما سادت حالة من الفزع بين رواد نادى هليوبوليس الرياضى وتوقفت حركة الدخول والخروج إليه.

وقال مصدر أمنى، رفض ذكر اسمه، إن الجناة الإرهابيين تمكنوا من زرع عبواتهم الناسفة نتيجة استغلالهم الأعمال الإصلاحية التي تجرى بإشراف وزارة النقل لتوسيع طريق شارع الميرغنى، وسط انتشار بلاط الشوارع وتفكيك الأرصفة، فضلاً عن أعمال الحفر الممتدة بشارع الميرغنى القريب من شارع الأهرام، على بعد خطوات من قصر الاتحادية.

وفور وقوع انفجار العبوتين في الصباح الباكر توقفت أعمال الحفر والردم التي تجرى منذ قرابة شهر لتطوير طريق شارع الميرغنى، بعد انتهاء العمل بـ«ترام» مصر الجديدة، ومشط رجال المفرقعات مناطق الحفر تحسباً للعثور على عبوة أخرى.

وأكد عمال الحفر في حديثهم لـ«المصرى اليوم» أنه لم يتسن لهم رؤية الجناة زارعى العبوات الناسفة، لأنهم كانوا مشغولين في أعمال الحفر والرصف، ولم يرتابوا في أي أشخاص يشتبه في تورطهم في ارتكاب الجريمة.

وتبين من خلال التحريات الأولية التي أكدها رجال المباحث العامة بمديرية أمن القاهرة أن العبوة التي انفجرت في العقيد «عشماوى» أثناء محاولته إبطال مفعولها كانت مخبأة داخل صندوق قمامة بشارع الأهرام المقابل لنادى هليوبوليس، بينما عثر رجال المفرقعات على عبوة ثانية كان الشهيد العقيد في طريقه لإبطال مفعولها وجدت بالجزيرة الوسطى بميحط القصر الرئاسى، لكنها انفجرت في زميله المقدم محمد لطفى، خبير المفرقعات بالإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة، بعد استشهاده بقرابة ساعتين.

وفى تمام الساعة 12.30 ظهراً كان «لطفى» يفكك أجزاء العبوة التي لم يتمكن زميله «عشماوى» من إبطال مفعولها، فانفجرت فيه العبوة، وسط صرخات المارة، بينما أصيب اللواء عبدالظاهر، مدير الإدارة العامة لمفرقعات القاهرة أيضاً.

وفى مشهد لافت، نفق كلب بوليسى تابع للإدارة العامة لتدريب كلاب الأمن والحراسة، ويُستخدم في الكشف عن المفرقعات، إثر انفجار القنبلة الثانية بمحيط الجزيرة الوسطى لقصر الاتحادية.

وبعد دقائق من الانفجار الثانى أبطل خبراء المفرقعات مفعول عبوة ثالثة عثور عليها بجزيرة قصر الاتحادية، وقطعت الاتصالات عن محيط القصر عبر انتشار أجهزة التشويش بالمنطقة.

وحضر رجال نيابة مصر الجديدة إلى مسرح الأحداث، وأمروا بفرض كردون أمنى حول محيط قصر الاتحادية، ورفع آثار العبوات الناسفة، بمعرفة رجال الأدلة الجنائية لبيان استخدامها، ورفعت آثار شظايا الانفجار لتحليلها وبيان نوعية العبوات، علاوة على رفع آثار بقع دماء متعددة وجدت بمحيط منطقة شارع الأهرام وجزيرة قصر الاتحادية لمضاهاتها بدماء الضحايا والمصابين.

وفى تلك الأثناء، اعتلت عناصر الأمن بزى مدنى العمارات السكنية المحيطة بمنطقة قصر الاتحادية، وفتشوا أسطح العقارات بحثاً عن متفجرات، ومنعت سكانها من النظر عبر شرفات منازلهم.

وتوقفت حركة الحياة تماماً بمحيط القصر الرئاسى، حيث أغلقت محال تجارية أبوابها نظراً لصعوبة الظروف الأمنية، وجرت تحويلات مرورية بعيداً عن محيط شارع الأهرام والمناطق المؤدية إلى نادى هيلوبوليس الرياضى، بينما حاول بعض سكان المنطقة ورواد النادى تنظيم وقفة احتجاجية منددة للإرهاب، لكن تم منعهم من قبل رجال الأمن، بعد هتافتهم: «وحياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد..شرطة وشعب وجيش إيد واحدة..الإخوان أعداء الله»، ورفعوا صوراً مكتوباً عليها: بمناسبة الذكرى الأولى لثورة 30 يونيو: «مرسى باى باى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية