عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِى بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِى لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لَأُعِيذَنَّهُ وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِى عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ) .
البيان: أولياء الله – سبحانه وتعالى – العالمون بالله – تعالى – المواظبون على طاعته، المخلصون في عبادتهم وأولياء الله – سبحانه – أولو العزم من الرسل، الرسل، الأنبياء – عليهم السلام – الصالحون – رضى الله عنهم، هؤلاء تجب محبتهم وموالاتهم وإحسان الظن بهم، ومن جاوز الحدود الشرعية معهم فقد عرض نفسه للهلاك في الدنيا والآخرة، لأنه يدعو نفسه لمحاربة الله – جل شأنه – فأعداء أولياء الله – تعالى – أعداء لله – تعالى – فمن عاداه كمن حاربه، ومن حاربه فكأنما حارب الله – سبحانه.
وأن من أراد التقرب إلى الله – تعالى – فعليه بأداء ما افترض عليه (واسجد واقترب) والإكثار من النوافل وأعلاها ما ارتبط بفرائض كالصلوات الرواتب مع الصلوات المفروضة، وصدقات التطوع مع المفروضة، وصيام التطوع (ستة من شوال، التاسع من ذى الحجة، والاثنين والخميس من الأسبوع، الثالث عشر وتالييه من الشهر القمرى، التطوع المعلق) وتتابع العمرة والحج، يضاف إلى ذلك ما هو قائم بذاته وليس تابعاً لغيره من تلاوة آى الذكر الحكيم، والأذكار الشرعية، وفعل الخيرات والمبرات (خير الناس أنفعهم للناس) وكل وسائل التجارات الرابحة مع الله – تعالى.
ويأتى الجزاء الأوفى، والعطاء الأسنى، من نصرة الله – تعالى – وحفظه ورعايته وعنايته وتوفيقه وسداده بضرب أمثال لمجرد الإفهام وليس على ظواهرها بل معان مجازية لنيل المحبة والفوز بالرضا الإلهى.