يتزامن احتفال المسلمين بشهر رمضان مع انطلاق الدور الثاني من مباريات كأس العالم، والكثير يتساءل ما إذا كان الصوم سيؤثر على أداء اللاعبين المسلمين المشاركين في المباريات أم لا، وهي التساؤلات التي لم يقتصر طرحها من قبل هواة المستديرة الساحرة، ولكنها امتدت لمواقع إخبارية من بينها موقع «فوكس صن داي» الأمريكي الذي طرح السؤال وأجاب عنه مرفقًا الإجابة بنتائج بحث علمي صدر مؤخرًا يوضح تأثير الصوم على أداء اللاعبين وكيف يمكن التغلب عليها.
ووفقًا للبحث، فإن اللاعبين الذين لم يعتادوا مزاولة الأنشطة المختلفة خلال اليوم من دون تناول الطعام والشراب، سيكون من الصعب عليهم المشاركة في مباراة تتجاوز الـ90 دقيقة.
وأشار العلماء الذين أعدوا البحث إلى الدراسات التي أثبتت أن الصوم يؤثر على عضلات اللاعبين ويصيبها بالإرهاق والتعب، ومن ثم تفقد العضلات جزءًا كبيرًا من قوتها، وبالتالي تقل سرعة اللاعبين داخل الملعب، وتتلاشى لديهم خفة الحركة، والقدرة على دحرجة الكرة، وتحمل طول فترة المباراة.
ورغم أن العلماء اختلفوا حول دلائل تأثير الامتناع عن الطعام والشراب على اللاعبين، فإن بعضهم لاحظ أن الصوم يؤثر سلبًا على أداء اللاعبين بالفعل، وأنه يقلل في الوقت نفسه من عدد ساعات نومهم، وذلك لأنهم يتناولون كل ما تحتاجه أجسامهم من طعام وشراب خلال فترة الليل، ومن ثم تقل عدد ساعات نومهم.
ولكن البحث لفت إلى استراتيجيات أخرى يمكن للاعبين المسلمين اللجوء إليها لتلاشي آثار الصوم وتأثيرة على أدائهم، وهو ما تبين للعلماء من خلال دراسة أجريت على 85 لاعبًا تونسيًا، وجدوا أثناء متابعة أدائهم قبل وبعد الشهر الكريم، أن أداء اللاعبين خلال الشهر لم يتراجع عن أدائهم خلال الأيام العادية.
وأولى تلك الاستراتيجيات أن يتناول اللاعب خلال فترة الليل الكمية الكافية من الطعام والشراب التي توفر لجسمه السعرات الحرارية اللازمة، والتي تضمن أداءً جيدًا في الصباح التالي.
ولأن طبيعة الجسم البشري لا يمكنها الاحتفاظ بكامل الكمية المستهلكة من الطعام والشراب، فإن مواعيد المباراة تعد عنصرًا مهمًا يساعد على الاحتفاظ بجودة أداء اللاعبين وتلافي آثار الصيام، فأوضح البحث أن الوقت الأفضل لانطلاق المباريات عادة ما يكون في المساء، حيث يكون مباحًا للاعبين تناول الطعام والشراب، أو قبل حلول المساء مباشرة، حيث يمكن للاعبين تعويض ما فقدته أجسامهم بمجرد انتهاء المباراة أو خلال منتصفها.
وثمة استراتيجية أخرى تتمثل في التدريب المستمر للاعبين خلال شهر رمضان، ما يجعل أجسامهم تكيف نفسها تلقائيًا على الوضع الجديد.
أما الاستراتيجية الأخيرة فتتمثل في النوم لساعات طويلة، ولعل اللاعبين حالفهم الحظ في أن مباريات كأس العالم تجرى في البرازيل، حيث فصل الشتاء الآن، وشروق الشمس المتأخر، وغروبها المبكر، ولو أن المباريات كانت أجريت في دولة من دول نصف الكرة الشمالي كانت ساعات نوم اللاعبين ستتداخل مع الساعات المباح تناول الطعام خلالها، ما يزيد من آثار الصوم السلبية على الأداء.
وأكد «فوكس صن داي» أن الصوم لن يكون له تأثير يذكر على أداء اللاعبين المسلمين، أولًا لأن الفرق المشاركة تمثل صفوة اللاعبين في كل دولة، وثانيًا لأن التدريب الكافي وتناول ما يمد أجسامهم بالسعرات الحرارية اللازمة خلال المساء، سيجعلهما بكامل لياقتهم البدنية، هذا فضلًا عن أن كرة القدم مختلفة عن غيرها من الرياضات، حيث تعتمد على الخبرات المتراكمة والبراعة والأساليب المتبعة، وليس على القدرة البدنية وحدها.