اللجنة رقم 27 مدرسة جمال عبدالناصر الإعدادية بالدقى الساعة 3.30.. كالعاده أذهب لأمارس حقى الانتخابى.. وبصراحة خايفة من غرامه 100 جنيه.. أصل الحكاية مش ناقصة غرامات... الجو هادئ جدا.. حار جدا، وتبين لى أنها مدرسة لتصويت النساء... وماله أحسن برضه.. أهلا يا أستاذة اتفضلى هنا.. طبعا هى مش عزومة، لازم أروح اللجنة الخاصة بى.. وأخيرا اللجنة رقم 27، الملل يبدو على وجوه الموظفين المتابعين للتصويت.. لا قضاة لكن أفراد الأمن ينتشرون خارج اللجان، ومندوبى الحزب الوطنى يستقبلونك فى كل مكان.
أخيرا وقع بصرى على الصندوق الزجاجى الشفاف... ولا أدرى ما فائدة صندوق شفاف... فالنتيجة واحدة... لكن المفاجأة كانت 7 بطاقات فقط فى هذه اللجنة. اللجنة المجاورة الصندوق به 9 بطاقات، أما أكبر لجنة فيها 500 بطاقة من أصل ألف ناخب مسجل لكل لجنة تقريبا... والساعة 3.30 ظهرا... ولا أحد فى هذه اللجان لا تدافع ولا تكالب.. كنت رقم 8 فى لجنة بها أكثر من 900 ناخب مسجل.. ثم ينجح النقيب حمدى خليفة بأرقام فلكية... أنا لا أشكك فى نزاهة الانتخابات لا سمح الله.. لكنى أبحث عن هؤلاء الذين ذهبوا وصوتوا ولم يرهم أحد... حتى الموظفين!!
■ المستشار انتصار نسيم، رئيس اللجنة العليا للانتخابات – كان الله فى عونه – قال إن عدد الناخبين أكثر من 7 ملايين ناخب... 7 ملايين!! أى 30% من الناخبين المسجلين.. بالأرقام هذا تصويت ضعيف... وبالواقع هذا تصويت غير معقول.. سألت كل زملائى المراسلين والصحفيين هل رأيتم مليوناً واحداً؟! لا أشكك فى أرقام اللجنة لا سمح الله.. لكن منين جابوا السبعة ملايين دول؟! دول كده أكثر من انتخابات الشعب؟! طيب كانوا ينزلوا الرقم شويه كى يبدو معقولا.
■ ولأنه كان يوما مشهودا فمطباتى على الهواء كانت كثيرة ومريرة.. خرج علىَّ زميلى المراسل من الغربية عبر الأقمار الصناعية منتصرا حاملا ورقة تصويت خارج اللجنة.. سألته يمكن البطاقة مزورة.. من قال لك إنها أصلية (وأنا أدعو الله فى سرى ألا يبدأ مسلسل التزوير على الهواء)، فإذا به يقلب الورقة على الجانب الآخر ويقول: ختم النسر أهه يا أستاذة.. «يا نهار إسود» قلت فى سرى ونظرت لزميلى محمد صلاح المجاور لى فى مقعد الساعات الست.
■ ولم يكد مراسل الغربية ينهى كلامه حتى ظهر لى مراسل وزميل آخر من البحيرة يحكى حكاية المصاب من أنصار مرشح الإخوان، الذى أصيب بطلق نارى من أحد الضباط... وسألته: يعنى إنت متأكد إن اللى ضربه ضابط يمكن حد تانى... ويؤكد ويؤكد.. وأنظر لصلاح وأقول فى سرى ده فعلا «نهار إسود ومنيل».
■ أما اليوم فتجرى انتخابات الإعادة بين عشرين مرشحا معظمهم من الوطنى بالطريقة الجديدة التى اخترعها أمين التنظيم «المرشح المزدوج»، ويعنى أن كل مقعد يتنافس عليه مرشحان من الحزب الوطنى وتذكرنا هذه الطريقة بأفلام الكرتون، التى تستخدم عبارات الكرة الدوارة والضربة المزدوجة أو اللهيب المنصهر!!
■ تلك كانت بعض مشاهد انتخابات التجديد النصفى لمقاعد مجلس الشورى عايزين كمان؟! ومازال الحبر الأحمر غير القابل للتزوير يزين إصبعى..
7 ملايين ناخب!! طيب جبتوهم منين؟!