لأول مرة فى تاريخه، أقر مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فى جلسته الافتتاحية، أمس، فى العاصمة النمساوية فيينا، جدول أعمال المجلس الذى تضمن بنداً لمناقشة القدرات النووية الإسرائيلية، وذلك على الرغم من المحاولات الأمريكية والكندية وبعض دول الاتحاد الأوروبى إزالة هذا البند من جدول أعمال المجلس، الذى من المقرر أن يستمر حتى يوم الجمعة المقبل، ولكن ضغوط باقى الدول أعضاء المجلس مثل مصر، التى تتولى رئاسة مجموعة عدم الانحياز فى المجلس، وإيران، أسفرت عن تبنى المجلس هذا البند المهم الذى سيناقش قدرات إسرائيل النووية.
واعتبر سفير مصر لدى النمسا، ممثلها الدائم أمام الوكالة الذرية إيهاب فوزى وضع بند مناقشة القدرات النووية الإسرائيلية على جدول أعمال مجلس حكام الوكالة لأول مرة فى تاريخ المجلس يعد إنجازا كبيرا جاء بعد جهود مكثفة بذلتها مصر على جميع المحافل الدولية.
وقال السفير المصرى: أوضحت مصر أنه فى حالة الاعتراض من قبل بعض الدول على وضع بند مناقشة القدرات النووية الإسرائيلية على جدول أعمال المجلس فإن مصر بوصفها رئيس مجموعة عدم الانحياز ستتخذ خطوات قوية للوقوف فى وجه تأجيل مناقشة هذا البند. وأشار إلى أنه تم إقرار بنود جدول أعمال المجلس الذى ستستمر اجتماعاته حتى نهاية الأسبوع الحالى.
وأكد السفير إيهاب فوزى أن الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبى اكتفت بالتحفظ على وضع هذا البند على جدول الأعمال، ولكنها لم تتقدم رسميا للاعتراض عليه. ولفت إلى أن هذه الدول أرادت أن يتم تأجيل مناقشة بند القدرات النووية الإسرائيلية إلى المؤتمر العام للوكالة المزمع عقده فى شهر سبتمبر المقبل.
وبدوره، أعرب على أصغر سلطانية مندوب إيران الدائم لدى الوكالة الدولية عن سعادته بإدراج بند مناقشة القدرات النووية الإسرائيلية، وقال «حان الوقت للتركيز على الخطر الحقيقى ولضغط المجتمع الدولى على إسرائيل لتنضم إلى معاهدة منع الانتشار النووى».
وأكد سلطانية أن قرار المؤتمر الأخير لمراجعة بنود اتفاقية منع الانتشار النووى فى نيويورك وكذلك قرار المؤتمر العام السابق لهيئة الطاقة الذرية بخلق منطقة شرق أوسط خالية من الأسلحة النووية، فضلا عن الضغوط الدولية الكبيرة التى تعرضت لها إسرائيل مؤخرا بسبب هجومها على أسطول الحرية، ساعدت على موافقة الدول أعضاء مجلس حكام الوكالة على إدراج هذا البند على جدول الأعمال.
كما أكد سلطانية على أن إيران عازمة على استمرار عملية تخصيب اليورانيوم تحت إشراف هيئة الطاقة الذرية، وأكد على أن بلاده ستواصل تعاونها مع الوكالة.
وناشد المجتمع الدولى بانتهاز فرصة الاتفاق الذى تم التوصل له مؤخرا برعاية تركية، إيرانية لتبادل الوقود النووى. وأوضح أن إيران تنتظر ردا من الوكالة الذرية، كما أكد أن فرض المزيد من العقوبات على إيران سيؤدى إلى تعقيد الموقف الحالى ولن يثمر عن نتائج إيجابية.