x

محمد بغدادي الهجوم الوحشى.. وهستيريا الإخوان محمد بغدادي السبت 28-06-2014 21:29


فعلاً وكما قال الشاعر: «ومن علامات النهاية.. إن اللى شوفته قصاد عينى بيقتل.. هو اللى بيحقق معايا!!».. وقال الولد السمج لأبيه الأفاق: «علمنى الرذالة يا با».. فرد الأب بلا تفكير: «تعالى فى الهايفة واتصدر».. وهذا ما ينطبق تماما على حالة الانزعاج الشديد وهستيريا الاعتراض على أحكام القضاء المصرى التى صدرت بحق صحفيى الجزيرة.. حتى وصلت هستيريا الهجوم على مصر وقضائها الشامخ إلى حد استدعاء سفراء مصر فى عدة عواصم غربية ومطالبة مصر رسميا بإعادة النظر فى تلك الأحكام!! أو بضرورة العفو عن الصحفيين الأجانب!!.. فيبدو أننا نعيش فى مجتمع دولى بلا وعى.. وزعماء بلا ضمير.. وأمم متحدة بلا قلب.. وسفاحين وإرهابيين بلا عقل.. فالعالم المتحضر الذى فشل فى منع (داعش) من ذبح الأطفال والنساء والرجال فى عز الضهر وبهذه الوحشية.. لا يحق له أن يتحدث عن (تكميم الأفواه!!).. و(حرية التعبير!!).. و(حقوق الإنسان!!).

فكل منظمات حقوق الإنسان بما فيها الأمم المتحدة.. أصدرت بيانات إدانة وشجب.. أوَ لم يَرَ كل هؤلاء الأشاوس: مذبحة الخمسة وعشرين جنديا من القوات المسلحة فى العريش!! ومن قبلها مذبحة رمضان التى راح ضحيتها ستة عشر جنديا وضابطا!! ألم يروا الخسة والدناءة فى مذبحة قسم شرطة كرداسة والتمثيل بجثث الشهداء!! ألم يروا القتل والتعذيب الوحشى لرجال الشرطة فى أسوان والمنيا!! ألم يروا المتوحشين البرابرة الذين ألقوا بثلاثة أطفال من أعلى بناية الإسكندرية وفضحتهم كاميرات المصورين وبثتها كل تليفزيونات العالم!! ألم يروا طالبات الأزهر (الحرائر!!) وهن يضربن عميدتهن ويطرحنها أرضا ويجردنها من ملابسها ويتركنها عارية فى مشهد أكثر دناءة وخسة وقذارة من مشهد متحرشى ميدان التحرير!! ألم يروا من كل هذه المشاهد سوى أحكام القضاء فى قضية صحفيى الجزيرة.. لماذا لم نسمع لهم صوتا واحدا ينزعج معترضا على كل هذه الجرائم التى مازالت ترتكب حتى الآن.. ولكن عندما يتعلق الأمر بصحفيين بريطانيين أو أستراليين أو هولنديين فالأمر هنا يختلف.. فتقوم الدنيا ولا تقعد.. فهم من ذوى الدماء الملكية الزرقاء.. ونحن أولاد الجارية السوداء.. نحن عرب همج ورعاع.. نعيش مقهورين.. ونموت بالمجان بلا ثمن أو دية.. ففى ردود الفعل الدولية (المفاجئة!!) أعلن ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطانى، أنه «يشعر بالاستياء الكامل من هذه الأحكام»!! ألم يستأ سيادته من جرائم الجماعة الإرهابية!! مع أنه هو بشحمه ولحمه الذى قال عندما وقعت أحداث الشغب فى لندن: «عندما يتعلق الأمر بالأمن القومى فلا تحدثنى عن حقوق الإنسان»!! وبإلقاء نظرة سريعة على ردود أفعال وتعليقات المنزعجين.. سنرى العجب العجاب:

فمنظمة العفو الدولية (أمنستى) وصفت الحكم الصادر عن المحكمة المصرية (بالهجوم الوحشى!!)على حرية الإعلام.. أمال هجوم داعش على المواطنين العزل بالعراق وذبحهم بدم بارد وتعليق جثث ضباط الجيش العراقى على أعمدة الإنارة حتى تتعفن كان خدعة سينمائية.. ألا ترون أن بها (لمسة وحشية!!)..أما المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة نافى بيلاى فقالت إنها تشعر بـ«الصدمة والقلق» إزاء صدور تلك الأحكام التى وصفتها بأنها «فظيعة ومهزلة مطلقة للعدالة».. سلامتك من الصدمة يا ست هانم!! وسيادتك ألم تصدمى من مذابح جنودنا فى سيناء!!.. أما المنظمة العربية لحقوق الإنسان فى بريطانيا فاعتبرت أن الحكم على صحفيى الجزيرة (وصمة عار!!) فى جبين المجتمع الدولى.. والقتل والترويع بأيدى جماعة الإخوان الإرهابية أليس وصمة عار.. حتى الرجل الطيب الأمير بان كى مون، أمين عام الأمم المتحدة، اعتبر أن المحاكمة تفتقر إلى أبسط معايير المحاكمات العادلة (يا راجل!!).. أما الوزير (العاشق للإخوان) جون كيرى فوصف الأحكام بـ(المخيفة والقاسية!!).. فعلا ومن علامات النهاية إن اللى شوفته قصاد عينى بيقتل هو اللى بيحقق معايا.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية