ذكرت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية أنه لا يمكن للعراق أن يتخطى محنته الحالية، وأن ينجو مع وجود رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في موقعه.
وقالت الصحيفة، السبت، إنه رغم «الجهد الطيب» الذي بذله وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ودعوة العراقيين للوحدة لهزيمة التهديد الذي يشكله تنظيم «القاعدة» و«الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، فإن الحقيقة البسيطة في هذه المسألة هي أنه «طالما بقي المالكي رئيسًا لوزراء العراق، فإن تفكك البلاد تحت قيادته سيزداد سوءا».
وأكدت أن جذور الأزمة الحالية تكمن في رفض المالكي معالجة القلق المشروع للقبائل السُّنية التي كانت مزدهرة في العراق، مفضلا بدلا من ذلك الحفاظ على تحالف وثيق مع مؤيديه الشيعة في طهران، بينما هناك منذ فترة طويلة شكوك تحوم حول علاقته برئيس فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وهي العلاقة التي زادت منذ قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما سحب قواته من العراق.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مع سعي القوى الغربية جاهدة الآن لمنع العراق من الانهيار مع وجود آثار تترتب على استقرار بقية المنطقة، فإنه لا ينبغي أن يتفاجأ أحد بتحول المالكي إلى فيلق القدس لمساعدته في هزيمة مسلحي «داعش»، وهي خطوة لا تطمئن السُّنة في البلاد، الذين يشعرون بقلق بالغ من صلته القريبة مع طهران.
وأشارت إلى أنه كلما طال هذا النزاع اتضح أن المالكي جزء من المشكلة وليس الحل، معتبرة أن ذلك اتضح في رفضه تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة الأزمة، وأن ذلك ليس سلوك شخص حريص على مصالح شعبه.