ألقت الأزمة المالية العالمية بظلالها على معرض ميلانو الدولي للأثاث والديكور، حيث لم يسلّط المعرض، الذي يحدد الاتجاهات العالمية السائدة في عالم الأثاث، في دورته هذا العام، الضوء على اتجاهات التصميم المبتكرة فقط، إنما على المفاهيم التي تسهم في اجتذاب عملاء جدد، كالتصاميم البسيطة التي تبعث على الراحة والاسترخاء داخل المنزل.
وأوضح كلاوديو لوتي، رئيس شركة «كوزميت» المنظمة للمعرض: «لم يعد يكفي تقديم منتجات مبتكرة أو فائقة الجودة فقط، نظراً لشدة المنافسة في الأسواق، علاوة على أنه يتعين على الشركات وضع استراتيجية مثالية للتسويق بصفة خاصة»، ومع زيادة حركة التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت فإن الأسعار أصبحت من العوامل المهمة لاجتذاب فئات جديدة من العملاء، ومن اللافت للنظر حالياً قيام العديد من الشركات العالمية بطرح موديلات بتكلفة منخفضة في الأسواق
وقدمت شركة فريتز هانزين، التي تشتهر بإنتاج قطع الأثاث بتكلفة باهظة، المقعد «Ro» للمصمم الإسباني جيمي هانيون، في حين طرحت شركة e15 المقعد الجديد «This That Other» من تصميم شتيفان ديز نظير، ويمتاز هذا المقعد ببساطة التصميم، لذلك تم إنتاجه بتكلفة منخفضة.
ويعول خبراء التسويق بصفة خاصة على استهداف فئة العملاء من الشباب، لذلك يستمر خلال هذا العام أيضاً الاتجاه نحو الاعتماد على إبداعات الكثير من المصممين الشبان، الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً، ومنهم على سبيل المثال بنيامين هوبر، مواليد عام 1984، والذي قدم مجموعة المقاعد «Cradle» لشركة موروسو، وكذلك مقعد الفوتيه «Membrane» لشركة كلاسيكون، والذي يزدان بكسوة شفافة من التريكو.
كما حظي المصمم الألماني سيباستيان هركنير، من مواليد 1981، بحضور كبير خلال فعاليات معرض ميلانو الدولي للأثاث والديكور، حيث قدم الطاولة «Layer» ضمن التشكيلة الجديدة لشركة بولبو، كما قدمت شركة موروسو المقعد «Bangoli» من إبداعات هذا المصمم الشاب.
أما شركة فري وود فقد قامت بإنتاج مقعد الاسترخاء «Unan» الجديد من تصميم سيباستيان هركنير، كما أن لوكا نيكيتو، المولود في عام 1976، من أهم وأشهر مصممي هذا الجيل في إيطاليا، قدم منتجاته بالتعاون مع المصمم الياباني أوكي ساتو، وقد كان هذا العرض من أبرز فعاليات والأحداث بمعرض ميلانو الدولي للأثاث والديكور.
وإلى جانب السعي لمخاطبة أذواق فئات جديدة من العملاء، شهد معرض الأثاث الإيطالي ظهور بعض الاتجاهات التي تتماشى مع ظروف السوق، مثل تقليل باقة الموديلات الجديدة أو تباطؤ عمليات الإنتاج، فعلى سبيل المثال اعتمدت شركة ماروني للصناعات الخشبية على مفهوم «Slow-Brand».
وأوضح ناوتو فوكاسوا، مدير قسم التصاميم الإبداعية بالشركة اليابانية: «لا نرغب في تطوير الكثير من المنتجات»، لذلك لم يشهد جناح شركة ماروني في دورة المعرض خلال هذا العام سوى تقديم مقعد من تصميم جاسبر موريسون أو مقعد مطوي من إبداع ناوتو فوكاسوا ضمن باقة الموديلات الجديدة.
وقد سلكت شركة التصاميم Established & Sons طريقاً آخر خلال فعاليات معرض ميلانو الدولي للأثاث، حيث قدمت الشركة البريطانية مقاعد مفردة، مثل تصميم مقعد الحائط من إبداع المصممة العراقية الأصل، زها حديد، وأعمال أخرى من ستوديو التصميم Barber Osgerby. ويتمثل مفهوم شركة التصاميم البريطانية في تقليل الموديلات المعروضة وبالتالي يزداد الطلب عليها.
بالإضافة إلى ذلك تسعى الشركة، التي يقتصر نشاطها حتى الآن على مجال التصميم، إلى دخول أسواق الفن. وهناك بعض الإصدارات الخاصة التي ظهرت بقوة منذ عدة سنوات في الأسواق الاستهلاكية، حيث قدمت شركة أرتيك بمعرض ميلانو إصداراً خاصاً من المقعد الأسطوري من تصميم ألفار ألتو، ويأتي هذا المقعد دون ظهر ومساند للأذرع.
في أوقات الأزمات يبحث المرء عن الأمان وينعزل عن ضجيج الحياة اليومية في منزله، لينعم بالهدوء والاسترخاء، لذلك تعتبر الراحة هي الموضوع الأساسي الذي ساد أروقة معرض الأثاث الإيطالي. وقد يحتاج المرء أيضاً إلى بعض الديكورات وعناصر الزينة، لذلك قدمت شركة الأثاث «أربر» تشكيلة متنوعة من الإكسسوارات والوسادات والمفارش والأغطية.
كما عمل المصمم كونستانتين غريتشيتش على توسيع تجهيزات منطقة الراحة في المنزل، وقدم مجموعة كاملة من الأرائك والمقاعد الوثيرة، التي تحمل اسم «Traffic»، من إنتاج شركة ماغيس.
وبالإضافة إلى ذلك قدمت شركة إيمكو المقعد القياسي «Parrish» من إبداع هذا المصمم الألماني.