عقد المجلس الرئاسي لـ«الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية» مؤتمرا استكمالاً للمؤتمرات السابقة التي حملت عنوان «أهم الملفات الساخنة أمام الرئيس»، وركز المؤتمر بشكل أساسى على الشأن الاقتصادى، وأهمية تنمية القطاع السياحى والزراعى في مصر، وتناول أيضاً موارد مصر المائية والتحديات التي تواجهنا في هذه المرحلة الفاصلة من تاريخ مصر .
أكد الدكتور محمد عبدالعاطي النوبي، رئيس الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية، ورئيس النادى الدولى لسفراء السلام، أن مصر تمر بمرحلة فاصلة من تاريخها المعاصر، وأن الجانب الاقتصادى يتصدر أهم الجوانب في هذه المرحلة، فالأمر يقتضى تحقيق واقع مميز يقضى على الفقر والجهل، ويقضى على الإرهاب الذي يحاول تعطيل المسيرة ولن يستطيع طالما توحد الشعب المصرى حول هدف واحد وهو حب الدولة المصرية الحاضنة للجميع.
أشار الدكتور محمد نور الدين ابراهيم، الخبير الدولي في الشؤون الاقتصادية، نائب رئيس الاتحاد لشؤون الملف الاقتصادى، إلى عدد من النقاط المهمة يمكن من خلالها حل مشاكل كثيرة يعانى منها الاقتصاد المصرى، مضيفاً أنه لابد من دخول مصر في تكتلات اقتصادية على غرار ما يحدث في قارات العالم، على أن نبدأ بـ5 دول، لتتسع بعد ذلك لدخول دول أخرى.
فيما اعتبر أنه بدلا من تلويث البيئة من خلال مصانع الأسمنت، يمكن ان تصبح منشآت لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق استرداد الحرارة من النفايات الغازية والأبخرة الناتجة من الأفران، حيث يوجد نظام حديث يوفر الطاقة الكهربائية لتغطية ما يقرب من 30٪ من إجمالي استهلاك الكهرباء من مصانع الأسمنت وفى نفس الوقت يمكن تنقية الأبخرة من المواد الضارة التي تسبب السرطان والأمراض الصدرية.
كما أضاف الدكتور فكرى السعيد، عضو المجلس الأعلى للاتحاد ورئيس الندوة، في كلمته إلى أهمية العودة إلى حل مشاكل الفقراء وأصحاب المعاشات وأصحاب الدخول الضعيفة، مشيراً إلى أهمية إنعاش القطاع السياحى وكذلك أهمية وأمانة الكلمة من خلال المنابر الدعوية، وأكد أن هناك عدداً من الموارد تحتاج إلى قرار فقط ليتم ضخها في ميزانية الدولة مثل «الصناديق الخاصة» لإنعاش الاقتصاد المصرى .
تحدث الدكتور مجدى سليم، وكيل أول وزارة السياحة، على أن مصر تخطو خطوات ثابتة لإعادة السياحة إلى ما كانت عليه، فالسياحة لا تساهم فقط في الدخل القومى ولكنها تساهم مباشرة في دخول الأفراد، حيث إن كل مليون سائح يوفر 200.000 ألف فرصة عمل، كما أشار إلى أن هناك 17.000 مرشد سياحى توقف عن العمل منذ ثورة 25 يناير.
وتابعت الدكتورة راوية خليل، أستاذ الآثار الإسلامية، عضو المكتب العام بالاتحاد، مؤكدة على أهمية التوسع في السياحة الإلكترونية، واستخدام ما يسمى بالأجندة السياحية، وما بها من مسابقات ومهرجانات، مع الاهتمام بالبنية التحتية بكل جوانبها، وإنشاء جهاز متخصص في إدارة الأزمات السياحية، وزيادة نشر الوعى السياحى خاصة، مع ضرورة اختيار طريق محدد لسير وتنقل الأفواج السياحية، وأيضا استخدام الخيال والرؤية الخلاقة غير النمطية في الرسالة الإعلامية.
وتحدث الدكتور أحمد شحاتة، خبير الموارد المائية، عن أهمية خروج مصر من الشريط الضيق حول نهر النيل، حيث يري أنه طبقا للجغرافيا السياسية، تبرز أهمية بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها، والسيطرة على مواردها والذي يجيء نهر النيل على رأسها، حيث يرى أن مشروع سد «النهضة»، يمثل خطرا على مصر بمواصفاته الفنية ولابد من الرجوع إلى المواصفات السابقة التي لا تحجز أمامه سوى 14 مليار متر مكعب، حيث يرى أنه لابد من الشراكة والتعاون المشترك بين مصر وإثيوبيا.