الكراسى «13»
«أم كلثوم» امرأة مصرية أصابها ما أصابنا من هم وغم بسبب هزيمتنا عام 1967، وقررت اعتزال الغناء، ولكنها تغلبت على أحزانها، واندفعت تقدم لمصر ما يجب أن تفعله «الآن» فنانات مصر وكثير من نسائنا القادرات، نظراً لخطورة وتردى أوضاعنا الاقتصادية!.. تبرعت أم كلثوم بجزء كبير من أموالها للمجهود الحربى، وراحت تجوب الدول العربية والأجنبية، تقيم حفلاتها الغنائية للجاليات العربية، ويتم توجيه كامل ربحها إلى المجهود الحربى.. وأنشأت مشروعات للأسر المنتجة من سيدات وفتيات المهجرين من مدن القناة، فكانت تدربهن على التفصيل والخياطة والتطريز، وإقامة أسواق لبيع منتجاتهن.. قررت عام 1971 إنشاء مشروع قيل إنه سيكون أكبر مشروع احتماعى وفنى وثقافى على أرض مصر، اسمه- على ما أتذكر- مشروع «أم كلثوم للخير»، وتم شراء الأرض، ووضع حجر الأساس، ثم توقف الإعلام عن الحديث عنه، والدعوة للمشاركة فيه!.. فقد أصبح أنور السادات رئيساً لمصر.. جلس على «كرسى الحكم» وزوجته الثانية جيهان المرأة الجميلة، ذات الشخصية القوية تقف بجواره أو «تتقدمه أحياناً»!.. تتقدمه كما حدث فى «أول» احتفال لتهنئته بالمنصب، وبحضور سفراء جميع الدول بقصر عابدين.. فقد حضرت معه، وسارت بجانبه، بل كان يدفعها بيده برفق لتتقدمه فى مشهد لم يعتد عليه أهل مصر!.. وبدأ الحديث تدريجياً عن جيهان «السادات» بدلاً من جيهان «رؤوف صفوت».. وأنها «سيدة مصر الأولى» وهو تعبير جديد أيضاً على المصريين!.. ولأنها أرادت أن تكون السيدة الأولى فعملت على إزاحة أم كلثوم.. فتم وأد مشروعها، واختفى حجر الأساس، وجاءت جيهان بجمعية «النور والأمل» وترأستها.. وماتت أم كلثوم 1975.. وللحديث بقية.