حذر رئيس الوزراء اليونانى، جورج باباندريو، أعضاء البرلمان والسياسيين اليونانيين، من أن الشعب سيرجمهم إذا أخفقوا مرة أخرى فى القضاء على الفساد، وقال باباندريو فى البرلمان، أمس الأول، الجمعة «إذا لم نستعد النظام، وإذا لم نخلق إحساسا بالعدالة وإذا غاب احترام القانون، سيطاردوننا جميعا فى الشوارع، ويرجموننا بالحجارة وهذا حقهم».
يأتى تحذير «باباندريو»، بعد أن شهدت مسيرات الاحتجاج على سياسة التقشف، رشق الشرطة بالحجارة وقطع الرخام، كما ردد المتظاهرون هتافات تتهم أعضاء البرلمان بأنهم لصوص، فيما صرخ كثيرون «أحرقوا البرلمان»، رداً على إجراءات تجميد الأجور والمعاشات ورفع الضرائب، التى استهدفت إنقاذ البلاد من أزمة الديون.
المتظاهرون اليونانيون يطالبون بالقصاص ممن يحملونهم مسؤولية تفشى الفساد والتهرب الضريبى، وحاولوا مداهمة البرلمان الشهر الماضى، خلال مسيرة ضخمة ضد التقشف تحولت إلى اشتباكات عنيفة، ولقى 3 من موظفى البنوك حتفهم خلالها. وأبعدت شرطة مكافحة الشغب المحتجين عن مبنى البرلمان بالقوة، مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع.
ويرى محللون أن إخفاق الحكومة فى تقديم كبار المتهربين من الضرائب والسياسيين الفاسدين للعدالة، ربما يؤدى إلى مزيد من الاحتجاجات الشعبية، فيما ينشغل الحزبان الرئيسيان الاشتراكى الحاكم والمحافظ المعارض، بتبادل الاتهامات بالمسؤولية عن فساد، استمر لعقود، ساهم فى دفع المؤسسات المالية العامة إلى حافة الافلاس.
وطالب رئيس الوزراء المعارضة بمساعدة الحكومة فى حل الأزمة قائلا: «لو أردتم الإسهام بفاعلية ساعدوا فى تطهير الجروح الهائلة التى خلفتموها وراءكم.. بهذا يمكنكم طى صفحة فى تاريخ هذا البلد وتعزيز سلطة القانون والنظام، وخلق إحساس بالعدالة».