كشفت مصادر في «الجماعة الإسلامية»، الأربعاء، عن أن مجلس شوراها سيعقد اجتماعًا خلال ساعات، لإعلان موقفه من مقال عضوها عبود الزمر، الذي قال فيه بعدم ولاية الرئيس المعزول محمد مرسي، مشيرة إلى أن هناك اتصالات بين قيادات في الجماعة و«الزمر» لإعلان أن المقال «يعبر عن وجهة نظر شخصية، وليس موقف الجماعة».
وطالب الدكتور صفوت عبدالغني، القيادي بالجماعة، مجلس شوراها بعقد اجتماع لإعلان رفض ما جاء في مقال «الزمر»، مؤكدًا أن الجماعة «مازالت متمسكة بموقفها تجاه الانقلاب على الشرعية، ولن تتراجع إلا باسترداد الحق والشريعة والشرعية».
وأضاف في بيان له أن الجماعة «تدار بطريقة مؤسسية، تقوم على تفعيل مبدأ الشورى الواجبة والملزمة»، وأنه لا مجال نهائيا بعد تشكيل الجمعية العمومية للجماعة والمؤتمر العام للحزب للإدارة «الاستبدادية» التي تعتمد النزعات الفردية أو الآراء الشخصية، مؤكدًا أن القرارات الرسمية تصدر من خلال البيانات الرسمية للجماعة والحزب.
وأيد طارق الزمر، القيادي بـ«تحالف دعم الشرعية»، ورئيس حزب البناء والتنمية، التابع للجماعة الإسلامية، الانتقادات والاتهامات التي وجهها عبود الزمر، لـ«الإخوان» وأنهم «السبب فيما يحدث للتيار الإسلامي من اعتقالات وتعذيب»، وأن «أخطاءهم مازالت مستمرة إلى الآن».
وقال في بيان له بعنوان: «نصح واجب لأستاذي وأخي عبود الزمر»، «إنك أول من تنبأت بسقوط الإخوان بسبب إدارتهم، وكنت على يقين قبل الانقلاب عليهم بأن الشعب سيسقط الإخوان، وكتبت ذلك في عده مقالات قلت فيها إن انكفاء الإخوان على ذواتهم وعدم التفاعل الصحيح مع مقتضيات الدولة والحكم سيؤدي إلى فشلهم».
وأكد «أما عن ضرورة مراجعة الإخوان لمواقفهم ووجوب النصح لهم، فلا خلاف في وجوبه وقد أصبح محل إجماع الحركات الوطنية، إسلامية وغير إسلامية، وذلك رغم استمرار الأخطاء التي تضر بالجميع»، مضيفًا: «قضيتنا لا تعني عودة مرسي، إلا أن الحراك الثوري مرتبط بمخاوفنا بعودة النظام القديم الذي اضطهد الإسلاميين في السجون لمدة 60 عامًا، فالجميع متفق الآن على عودة مرسي لمكانه ثم يقرر الحزب استمراره».
ورفض «الزمر» فكرة مشاركة الإسلاميين في الانتخابات، بقوله: «المشاركة هي اعتراف بالقمع والاضطهاد الذي سنعاني منه كما حدث في نظام مبارك الذي احتفظ بشرعيته من خلال تلك الانتخابات، لذا لن نعترف بانتخابات في عهد الرئيس السيسي»، مشددًا على أن «(الإخوان) عليها إعادة هيكلة الأوضاع والتخلي عن الصدارة، لأن العقوبات المتلاحقة التي تحل بالإخوان تحتاج إلى تعديل لقواعد الانطلاق».
كان عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، ذكر في مقال له أنه «لا ولاية للرئيس المعزل محمد مرسي باعتباره مسجونا، وأن الأسير لا يقود والجريح لا يقرر»، كما اتهم فيه جماعة الإخوان المسلمين بـ«غياب الرؤية»، وحمّلها «مسؤولية انهيار التيار الإسلامي».
وطالب «الزمر» الجماعة بـ«الاعتراف بالأمر الواقع وشرعية الرئيس الجديد عبدالفتاح السيسي»، فيما ردت جماعة الإخوان المسلمين بإعلان استمرارها في ثورتها، مؤكدة أن «رؤية الزمر لن تؤثر عليها على الإطلاق».