قال عبدالشكور شعلان، ممثل مصر والمجموعة العربية، في صندوق النقد الدولي، إنه ليس ضروريا أن تبرم مصر برنامجا مع صندوق النقد الدولي، لكن عليها القيام بإصلاحات مهمة لعلاج عجز الموازنة والسيطرة على التضخم ومنع انفلاته، وكذا السيطرة على الدين العام والحفاظ على معدل احتياطيات مقبول. وأضاف شعلان، خلال لقاء بمكتبه مع صحفيين مصريين، أنه يعرف أن مصر بها كفاءات كبيرة تستطيع القيام بالإصلاحات المطلوبة، لكنه عاد ليؤكد أهمية شهادة صندوق النقد للدولة. وأشاد بمبادرة السعودية لدعم الاقتصاد المصري لكنه قال إن أثرها الدولي أيضا أقل من تأثير شهادة صندوق النقد، وقال شعلان إنه لم تحدث أى اتصالات من السعودية بالصندوق بخصوص مؤتمر المانحين المعلن عن عقده، مضيفا: «هذا في حدود علمي» .
وأكد أن كريستين لاجارد، مديرة الصندوق، قالت أكثر من مرة أن الصندوق على استعداد لمساعدة مصر لو طلبت مصر ذلك، مشيرا إلى أن مصر لم تطلب المساعدة حتى الآن ولم تطلب أيضا زيارة بعثة مشاورات من الصندوق . وأكد أنه في حال قيام مصر بطلب قرض من الصندوق فإن حجم القرض سيتوقف على مدى عجز الموازنة وعجز ميزان المدفوعات وليس على قيمة حصة مصر في الصندوق. وقال إنه من حسن الحظ أن التضخم في مصر لايزال معقولا رغم أن المنطق يشير إلى أنه كان يجب أن يكون أكبر من ذلك، كما أن الاحتياطي من النقد الأجنبي لايزال مقبولا رغم ما تعرض له من نقص كبير منذ يناير ٢٠١١.
ودعا شعلان إلى وجوب زيادة مرونة سعر صرف الدولار ليكون متماشيا مع قوي العرض والطلب. واستدرك أنه لا يوجد في مصر سوق سوداء للدولار حيث الفارق بسيط بين السعر الرسمي والسعر خارج البنوك.
وشدد على ضرورة إصلاح دعم الطاقة مع مراعاة التدرج وضرورة تطوير النظام الضريبي لزيادة موارد الدولة وإصلاح نظام الأجور والتشغيل، كما طالب بترشيد الإنفاق الحكومى. وتحفظ شعلان على أي توجه لفرملة خروج الأجانب من السوق أو اتخاذ تدابير إدارية للحد من الواردات مع تأكيده على أهمية علاج عجز ميزان المدفوعات الذي يعد العجز التجاري من أهم أسبابه.
وقال إنه سمع عن قيام شركتى بوز آلان ولازار بإعداد تقرير عن الاقتصاد المصري لكنه لا يعرف ما الذي انتهي إليه الأمر، مضيفا أنه يعتبر المكتبين الاستشاريين مجرد شركات تقدم خدمات استثماريه بمقابل.
وقال شعلان إن مصر لم تخرج عن القواعد العلمية التي تحكم طبع النقود وأن بياناتها تعكس بوضوح كل الإجراءات التي تتخذها الحكومة أو التمويل الذي تحصل عليه من البنك المركزي أو من السوق الداخلية أو الخارجية.
وقلل شعلان من مخاوف زيادة الأسعار بعد تطبيق ضريبة القيمة المضافة، مشيرا إلى أن ترك عجز الموازنة يتزايد هو الذي يسبب زيادة أخطر في التضخم.
وقال الدكتور شعلان إنه لم يتحدث إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي أو رئيس الحكومة في مصر، كما لم يطلبه أحد، مضيفا أن ما أعلن عنه السيسي من توجه لإصلاح عجز الموازنة عمل محترم ويدل على صدق الرغبة في التصدي للقضايا المهمة.
