دعا بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى إلى إجراء مراجعة شاملة لتمويل الولايات المتحدة لمصر، فى الوقت الذى قرر فيه نائب أمريكى تقديم تعديل قانون المخصصات الخارجية بقطع ثلث المساعدات الأمنية لمصر وتوجيهها لبرامج اقتصادية.
ونقلت مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، فى تقريرها الثلاثاء ، عن النائب آدم شيف، الرئيس المشارك للجنة حرية الصحافة بمجلس النواب، قوله إن أحكام خلية الماريوت «ليست طريقة لتحقيق الديمقراطية، أو حتى فى بلد يمر بمرحلة انتقالية إلى الديمقراطية».
وأكد «شيف» أنه يعتزم، اليوم، تقديم تعديل قانونى يهدف إلى تخفيض وإعادة هيكلة المعونة الأمريكية لمصر، عبر قطع ما يقرب من ثلث تمويل المساعدات الأمنية إلى القاهرة، وتوجيهها نحو برامج المساعدة الاقتصادية المتعلقة بالتعليم والديمقراطية والمجتمع المدنى، بجانب مساعدة الصحافة المستقلة والمساعدات الموجهة إلى شبه جزيرة سيناء.
فيما طالبت النائبة نيتا لوى، عن ولاية «نيويورك»، عضو اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية والمخصصات بمجلس النواب، بالتراجع عن الأحكام الصادرة بحق الصحفيين فورا.
وفى مجلس الشيوخ، رأى السيناتور الديمقراطى باتريك ليهى، رئيس اللجنة المخصصة للمساعدات الخارجية، أنه «يجب حجب المزيد من المساعدات حتى تثبت مصر التزامها تجاه العدالة وحقوق الإنسان».
وأضاف «ليهى»، فى بيان عقب إصدار الحكم الاثنين ، أن «الإجراءات القاسية التى اتخذت ضد الصحفيين هى أحدث سقطة نحو الاستبداد».
ووصفت المجلة تلك التصريحات بأنها «نبأ سيئ لإدارة أوباما التى ظلت تضغط على الكونجرس منذ شهور لمواصلة تقديم المساعدة لمصر، باعتبارها دولة حيوية، وإن كانت حليفا مزعجا فى الشرق الأوسط»، حسب تقرير المجلة.
واعتبرت المجلة أن حالة الشد والجذب فى الكونجرس تسلط الضوء على تحد أوسع للبيت الأبيض، وهو «كيفية الموازنة بين الدعم المعلن لحقوق الإنسان والحرية السياسية فى الشرق الأوسط مع وجود حاجة ماسة للحفاظ على الاستقرار فى واحدة من أقوى الدول فى المنطقة»، خاصة فى ظل تفكك سوريا والعراق.
ونقلت المجلة عن المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأمريكية، إيمى هوثورن، قولها إن الإدارة الأمريكية تركز على تحديد أولويات علاقتها الاستراتيجية مع القاهرة بشكل يتخطى المخاوف بشأن حقوق الإنسان، وأضافت: «الإدارة الأمريكية تؤمن بأن حالة حقوق الإنسان فى مصر تشكل أزمة، وأنا حقا أشعر بالقلق إذا استمر هذا الوضع، مما قد يؤدى إلى تطرف المعارضة وصعوبة استمرار مصالحنا الأمنية فى مصر».
وأشارت المجلة إلى تعهد «كيرى» باستئناف إرسال مئات الملايين من الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية إلى القاهرة، وتمهيد الطريق لتسليم 10 طائرات أباتشى، قائلة إن تلك المساعدات تأتى فى ظل انتقادات شديدة اللهجة عقب إدانة 3 صحفيين بتهمة نشر أنباء كاذبة والتآمر مع جماعة الإخوان المسلمين.
فيما ركزت بعض الصحف الأمريكية الأخرى على تزامن زيارة «كيرى» وإعلانه استئناف جزء من المساعدات العسكرية إلى مصر مع صدور أحكام بالسجن على صحفيين مصريين وأجانب.
وقالت مجلة «تايم» الأمريكية إن زيارة «كيرى» إلى القاهرة كانت أوضح تصريح بأن الرئيس أوباما يريد العمل مع الرئيس عبدالفتاح السيسى وليس معاقبته، على حد وصف المجلة، مضيفة أن «كلماته التصالحية قبل مغادرته القاهرة لم تكن مفاجأة».
