x

خبير دولي يُعد مشروعًا قوميًا لتخفيض الحرارة ويقلل خطورة «سد النهضة»

الإثنين 23-06-2014 14:21 | كتب: متولي سالم |
صورة تخيلية لمشروع سد النهضة في إثيوبيا. صورة تخيلية لمشروع سد النهضة في إثيوبيا. تصوير : other

قال الدكتور عرفة رضوان، الخبير الدولي في الأمان الصناعي والطاقة الشمسية بجامعة عين شمس، إنه يمتلك مشروعا قوميا يساهم في حل مشاكل الآثار السلبية للتغيرات المناخية على القاهرة وبحيرة ناصر، لتوفير الطاقة الكهربائية المستخدمة بالقاهرة، وتقليل نسبة البخر في بحيرة ناصر بنسبة 50%.

وأوضح رضوان، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، أن المشروع تصل تكلفته لـ6 مليارات دولار، ويحل أزمات نقص الوقود في أكثر المدن استهلاكا له في العالم، ويوفر مياه الفيضان الواردة إلى بحيرة ناصر.

وأضاف الخبير الدولي أن المشروع يمكنه تخفيض درجة حرارة القاهرة ما بين 10 إلى 20 درجة مئوية، بمتوسط عام 15 درجة مئوية، ويوفر 50% من الطاقة التي تستهلكها أجهزة التكييف، مشيرا إلى أن الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة، أشاد بالمشروع ووصفه بأنه جديد يستحق أن يوضع على طاولة البحث.

وأشار رضوان إلى أن فكرة المشروع تعتمد على تطبيق مظلة فضائية لتخفيض شدة أشعة الشمس المباشرة، وهي عبارة عن مربعات من مادة تمنع مرور الشمس تشبه الفوم «الفلين»، باستخدام مواد معتمة لحجب الأشعة المباشرة، تؤدي إلى التحكم في نسبة الحجب وتوقيته، وتحول الطقس العام في المنطقة المستهدفة إلى ما يشبه السحاب أو الغيوم، مشيرا إلى أن الحكومة القطرية تبحث تنفيذ المشروع في مدينة الدوحة استعدادا لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2022، موضحا أن المظلة تستغرق 10 سنوات لإنشائها، وتكلفتها السنوية 500 مليون دولار، ويتم إطلاقها بالأقمار الصناعية.

وقال إن المشروع يساهم في تحقيق صناعة جديدة، يطلق عليها صناعات الفضاء، لافتا إلى أنه عرض المشروع في قمة التغيرات المناخية الذي نظمته الأمم المتحدة بالعاصمة القطرية الدوحة العام الماضي.

وأكد الخبير الدولي أن المشوع ينقل مصر إلى مصاف القوى الفضائية العظمى، ويحافظ على الدلتا من الغرق بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، ويقدم حلا جذريا لمعضلتي التدفؤ العام والتصحر.

وأشار إلى أن تطبيق المشروع يعد أمرا ملحا للكثير من البلدان ولأجل السلم والأمن الدوليين، مضيفا أن تطبيقه فوق أية منطقة حارة جافة سيخفض معدلات فقد المياه بالتبخر للنصف، وسيحفظ متوسط درجات حرارة الصيف في حدود 22 إلى 32 درجة، ليمتد موسم السياحة على مدار العام، مع تحسن الإنتاجية الزراعية وتركيبة المحاصيل وخفض استهلاك مياه الري وكهرباء التكييف هناك.

واقترح الخبير الدولي تطبيق المشروع فوق منطقة مستهدفة تتمثل ببحيرة ناصر ومدينة أسوان والمناطق المحيطة وصولا إلى توشكى، لتخفيض درجات الحرارة والحد من معدلات تبخر المياه هناك، مشيرا إلى متوسط ​​درجة الحرارة بأسوان يناظر 40 درجة مئوية صيفا و24 درجة مئوية شتاء، وتبلغ الحصة السنوية لمصر من مياه النيل 55 مليار متر مكعب، ويقدر معدل تبخر المياه من بحيرة ناصر، بـ10-16 مليار متر مكعب سنويا، وتخفيض درجة حرارة الهواء المحيط بمقدار 10 درجات سيخفض معدلات تبخر المياه إلى نصف قيمتها الأولية.

وأوضح رضوان أن القيم المتوقعة لمعدلات تبخر مياه البحيرة تقدر بأن تكون 5-8 مليار متر مكعب سنويا، أي 56٪ من القيمة الأصلية، ما سيزيد حصة مصر بنسبة 10- 15٪، نتيجة إنقاذ 3- 6٪ من متوسط المحتوى المائي بالبحيرة​، وهو ما يمكن من استصلاح أراض جديدة أو تخفيف الأثر المتوقع لسد النهضة.

وقال: «من المتوقع أن يستغرق تنفيذ المشروع فوق بحيرة ناصر نحو 16 سنة، ويتضمن تنفيذه مرحلة تحضيرية لمدة 3 سنوات، وبناء واختبار وتقييم النموذج الأولي خلال 3 سنوات، وبناء وشحن وتركيب المنظومة في الفضاء خلال 8 سنوات، فضلا عن الاختبار الأولي ومراقبة الجودة سنتين، وتبلغ تكلفة هذا الحجاب العملاق، ذو القطر 600 كم، 10 مليارات دولار بحسابات عام 2011، كحد أقصي قابلة للانخفاض، مشيرا إلى أن هذه التكلفة رخيصة للغاية مقارنة مع المشروعات الأخرى الجاري تنفيذها حاليا.

وأشار عرفة إلى أن القدرة على التحكم اللحظي عن بعد، يُتيح إمكانية تشغيل الحجاب لخفض شدة أشعة الشمس المباشرة الواصلة إلى المنطقة المستهدفة، بنسب تتراوح من 0% إلى 100%، في التوقيت الذي تقرره إدارة المشروع وللفترة التي تراها، وفي الأيام التي تقررها فقط.

وأوضح أن الأثر المباشر لتخفيض متوسط درجة الحرارة لـ26 درجة طوال العام، لا يقتصر على إعادة برمجة النشاط الإنساني فقط، بل يمتد لزيادة الإنتاج الحيواني والنباتي وخفض استهلاك المياه لأغراض الري والزراعة، وتمدد الموسم السياحي للعام كله، وسيصاحب ذلك انخفاضا جذريا (أو انعداما) لتكلفة الكهرباء لتكييف الهواء، والتي تمثل نحو 80% من الاستهلاك غير الصناعي، أي بالمنازل والمتاجر والمواصلات.

وأضاف أن الآثار النفسية والمزاجية المصاحبة لارتفاع درجة الحرارة موثقة علميا، وتتسبب بخفض الإنتاجية لـ60% مقارنة بحالة الراحة الحرارية، كما تتسبب بزيادة معدلات وحدة المشكلات والخلافات، وهو ما يفسر أسباب ارتفاع معدلات الطلاق الانفعالي والجرائم صيفا، ويمتد هذا الأثر للعملية التعليمية والصحية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية