مكتب فخم محاط بـ4 مقاعد جلدية، وفوق سطحه 8 كتب وتمثالين، ودرج فيه أقلام مختلفة من الحبر والرصاص، وخطابات لم تستخدم بعد وعليها الشعار الملكي، بالإضافة إلى دواة للحبر، وبعض طوابع البريد.
أخبار متعلقة
كانت هذه كل محتويات مكتبة الملك فاروق في قصر القبة، كما تحدثت عنها صفحات مجلة «المصور»، عام 1953، التي بحثت عما كان يقرأه، في محاولة للكشف عما قد لا يعرفه أحد عنه.
الملك فاروق كان يضع على مكتبه كتبًا سطورها تحكي عن الطرائف والنكت والجنس، بينما التمثالان كانا من نسخة واحدة ويمثلان طفلًا صغيرًا عاريًا واضعًا ساقًا فوق ساق وهو يكتب، وإلى جواره تمثال حديدي يمثل قبضة يد وكُتب أمام شعاره: «سأفعل».
وضمت مكتبة «فاروق» 150 ألف كتاب و27 غرفة ضمت كتبًا في مختلف فروع المعرفة.
غرفة المصاحف
أحد المسؤولين عن مكتبة الملك فاروق، اسمه «محمد»، تجوّل مع «المصور» بين أروقة مكتبة الملك فاروق، فكانت خطواتهم الأولى في «غرفة المصاحف»، قائلًا عنها: «الملك قضى أكثر أوقاته فيها»، فكان سؤال المجلة: «يطالع المصاحف؟»، فجاء الجواب: «لا بل يشرف على تنظيمها وترتيبها».
وضمت مكتبة الملك فاروق مجموعة من أندر وأضخم المصاحف في العالم، التي حُفظت داخل دواليب مصنوعة من الخشب الممتاز المُطعم بالصدف، ومُزينة بآيات قرآنية منقوشة بالذهب.
«المصور» رسمت صورة للمصاحف، فأشارت إلى أن هناك مصحفًا طوله متر وعرضه ربع متر كُتبت سطوره بخط اليد، وآخر سداسي الشكل لا يزيد حجمه على حجم بيضة الدجاجة وثالث لا يزيد حجمه على الزيتونة الصغيرة، ورابع على شكل مسدس صغير، وخامس كُتب بماء الذهب ووضع داخل علبة ذهبية من عيار 21 عليها الشعار الملكي، بالإضافة إلى مصحف قدمه الأزهر هدية لـ«فاروق» بمناسبة زفافه، وكان تعليق أحد أعضاء جرد القصور الملكية عليه: «كان ثمنه كافيًا لإنصاف مدرسي الأزهر والمعاهد الدينية».
غرفة التاريخ
بجوار غرفة المصاحف ضمت مكتبة «فاروق» غرفة للتاريخ احتوت على كتب ومخطوطات نادرة من بينها ما يتعلق بمحاكمة سليمان الحلبي، الذي قتل «كليبر»، إبان تواجد الحملة الفرنسية في مصر، وكتاب هيروغليفي وآخر لاتيني مطبوع وفقًا لـ«المصور»، عام 1596.
كما ضمت مجموعة من رسائل زعماء الثورة الفرنسية، التي كتبت بخط يدهم، فضلًا عن رسائل محمد على بك الكبير إلى أولاده، والممهورة بتوقيعه.
واحتوت أروقتها على مجموعة من الصور التاريخية لحفلات حضرها محمد على الكبير والخديوي سعيد وتوفيق، فضلًا عن رسوم كاريكاتورية تجمع بين الخديوي إسماعيل وراقصاته.
وفي الحجرة دولاب عجيب لا يفتح أبوابه إلا بضبط الساعة، التي تعلوه على تاريخ زيارة الملك عبدالعزيز آل سعود إلى مصر.
غرفة الفنون
خرجت «المصور» من الغرفة وهي ترى أن بها صورًا تتعلق بالأمور الجنسية، التي لا يسمح القانون لكثير منها بتداولها، لافتة إلى وجود كتب يعاقب حاملها بأشد العقوبات.
كما ضمت الغرفة صورة لجده، الخديوي إسماعيل، الذي جلس وبين يديه الحريم، وتشير «المصور» إلى أن «فاروق» كان يتكتم أمرها.
كراسة «فاروق»
لم يترك آخر ملوك مصر مكتبته دون أن يكتب بخط يده ما يخصه، فكانت هناك كراسة تحوي عمليات حسابية منها أن حاصل جمع 25 + 32 تساوي 56، بينما الناتج 57، وكتب له أحد مُدرسيه: «متى تتعلم جدول الضرب وتنسق كراستك كما يجب؟!».
«حسن خطك الردئ، واعتن بنظافة كراستك».. عبارة كتبها أحد مُدرسي «فاروق» في كراسة الإملاء الخاصة بالملك السابق، بينما كتب أحمد يوسف مدرس التاريخ: «من المؤسف ألا تعرف تاريخ أجدادك».
ورغم التوبيخ في الإملاء والتاريخ إلا أن «فاروق» نال ما رأته «المصور» بمثابة «نفاق» من أحد مدرسيه فيما يتعلق بأحد موضوعات الإنشاء، فكتب له: «حسن جدًا جدًا ولك مستقبل باهر في عالم الأدب».
وإذا تساءلت عن سبب «نبوغ» آخر ملوك مصر في قطعة الإنشاء، التي خطّها بيده، فتجد المكتوب بقلمه يضم 7 أخطاء إملائية، وذلك على النحو التالي: «أنا عندي كثيرًا من القطط، وأبي عنده كثيرًا من الوزراء».
